هل عمان طابقين وتسوية؟

خرير_عمّان عبارة عن طابقين و تسوية.. هناك الطابق الأرضي الذي يعيش فيه معظم الناس.. الأمور فيه رتيبة و متوقعة.. كل شيء فيه يجري على عين السكان و وفق ما يريدون أو ما يراد لهم أن يريدوه

في الطابق العلوي يوجد عالم آخر.. مجموعة من المنفصلين سيكولوجياً و ثقافياً و سياسياً عن الطابق الأرضي.. و بحكم حاجتهم للمرور من خلال الطابق الأرضي فهم بحاجة الى العيش بوجهين.. الوجه الأول ما يخاطبون به سكان ما تحتهم.. و الوجه الآخر هو صورتهم الحقيقية و ما يفعّل نشاطهم اليومي.. و لأنه قبيح فهو لا يظهر الا في طابق التسوية تحت الارض

كل ما يجري في طابق التسوية يدار بتوارٍ و خفية و يمر من تحت أقدام الجميع بهدوء و سلاسة.. طالما أن أصحاب الوجوه القبيحة قادرون على حفظ توازن المصالح بينهم و تحمّلهم لبشاعتهم

 

حتى إذا ما اختلفوا تصايحوا و تنافروا و فجر بعضهم بخصومته مع شريكه فأظهر ما سعوا لإخفائه و عاير رفقاءه ببشاعة حقيقتهم للدرجة التي يسمع صياحهم سكان الطابق الأرضي.. فيصابوا بالصدمة و الذهول مما يسمعون أو يرون “أحياناً” .. و تُقطع رتابتهم لساعات.. الى ان يسوّي من يعتلونهم أمورهم على ما يدور أسفلهم فيعودون الى رتابتهم

 

ما لا يدركه أهل عمان اليوم.و هو الذي لن يطول بهم العهد ليشهدوه عياناً. أن حالة البحث الدائم عن التوازن بين سكان علّيّتهم قد انتهى.. و ان حالتهم الآن هي في نهشهم المستمر للحم بعضهم..

 

المهندس أحمد العكايلة

مقالات ذات صلة