وفد أميركي لتقريب وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا والسودان

 زار وفد أميركي رفيع المستوى، العاصمة السودانية الخرطوم، الأسبوع الماضي، في سياق جولة تشمل أيضاً مصر وإثيوبيا، للمساعدة في وصول الأطراف الثلاثة إلى التفاهمات المطلوبة بشأن قضية سد النهضة.

وتأتي زيارة الوفد الأميركي التي تستبق اجتماعاً بين الدول الثلاث ستستضيفه الخرطوم، بحسب مصادر سودانية، بغرض التعرّف على مواقف الدول الثلاث حيال قضية سد النهضة، وتكوين وجهة نظر تسهم في تقديم المساعدات اللازمة، وتقود إلى خلق أرضية مشتركة للوصول إلى التفاهمات والحلول التي تُرضي جميع الأطراف.

وتستضيف الخرطوم الاجتماع الثلاثي الخاص بموضوع سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، يومي 4 و5 إبريل/نيسان الجاري، تنفيذاً لما أقرّه الرؤساء الثلاثة في أديس أبابا، على هامش اجتماعات القمة الأفريقية حول عقد اجتماع تشارك فيه كل دولة بثلاثة وزراء، الخارجية والاستخبارات والري.

تجدر الإشارة إلى أن خلافاً سبق واندلع، نهاية العام الماضي، حول التقرير الاستهلالي للمكتب الاستشاري الفرنسي لسد النهضة، الذي تضمّن بعض الملاحظات التي قدمتها الدول الثلاث. ومن المنتظر أن تقرر أديس أبابا، خلال اجتماع الخرطوم المرتقب، توضيحات حول مدة وسعة ملء السد.

من جهة أخرى، كشفت مصادر في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الأسباب وراء الإطاحة برئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري، خالد مهنى، مؤكدةً أن ملف مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد المتنازع عليه بين مصر والسودان، هو السبب الأساسي في هذا القرار، والذي دخل حيّز التنفيذ الجمعة.

وقالت المصادر إن قطاع الأخبار بثّ تقريراً إخبارياً متلفزاً عبر مراسله في حلايب، لعملية الانتخابات الرئاسية ومشاركة أهالي المنطقة في التصويت بعد حشدهم من جانب أجهزة الدولة، مخالفاً بذلك قراراً مكتوباً صادراً عن أجهزة سيادية بعدم الإشارة إلى مشاركة المواطنين في حلايب وشلاتين في التصويت، وتجاهل أي أخبار واردة من هناك، وعدم التطرّق إلى ذلك الملف بشكل تام، تنفيذاً للتفاهمات العليا التي تمّ إقرارها خلال اجتماع جمع الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير في القاهرة، منتصف مارس/آذار الماضي.

وما يؤكد أن قرار الإطاحة بمهنى جاء بشكل مفاجئ وليس حركة تغييرات طبيعية كما تشيع وسائل الإعلام الرسمية المصرية، أنه هو مَن أشرف على خطة تغطية الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتي ثار الكثير من اللغط بشأنها، بسبب اتهامات لأجهزة الدولة الرسمية بالحشد الإجباري للمواطنين والموظفين الرسميين للمشاركة.

إلى ذلك، ذكرت مصادر دبلوماسية مصرية أن اللجنة المشتركة المعنية بالعلاقات بين البلدين تلقت احتجاجاً رسمياً من السودان بشأن التركيز الإعلامي المصري على تغطية الأحداث من منطقة حلايب، بالمخالفة لاتفاق الرئيسين بشأن تسكين الملف تماماً وعدم التطرق له إعلامياً.وقال مهنى، في 20 مارس الماضي، إنه تمّ الانتهاء من وضع الخطة التفصيلية والنهائية للانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أنه “تمّ تخصيص 21 وحدة إذاعة خارجية، من بينها 7 وحدات sng، و48 كاميرا يتم توزيعها في جميع أنحاء الجمهورية، و52 مراسلاً من قطاع الأخبار، وقناة النيل الإخبارية وnile tv، لهذا الحدث المصري العالمي”. وأضاف أنه “يتم من خلال الهيئة الوطنية للإعلام فقط بثّ الحدث على جميع القنوات الفضائية والأرضية والموقع الإلكتروني وجميع الإذاعات، وفي مقدمتها البرنامج العام والشرق الأوسط”، موجِّهاً بتسخير جميع الإمكانات البشرية والتقنية لهذا الحدث.

يُذكر أن الاجتماع الرباعي لوزيري خارجية مصر والسودان ورئيسي جهاز الاستخبارات العامة المصرية والسودانية الذي عُقد في فبراير/شباط الماضي، تمّ التأكيد فيه على علاقات الأخوة الأزليّة والمصالح المشتركة ووحدة المسار والمصير بين شعبي وادي النيل، وإدراكا لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على أساس المنفعة المتبادلة والمصلحة المشتركة.

مقالات ذات صلة