ابعثلي اللوكيشن

حرير –  باللوكيشن أصل إليك لو كنت في جحر ضب.

مات آخر الرجال والنساء المحترمين الذين كنا نصادفهم ونسألهم عن الشوارع والدكاكين والمخابز وأقرب محطة بنزين، وبيت أبو أحمد.

مين أبو أحمد؟ نص الحارة بينادوهم أبو أحمد.

شفت محطة البنزين؟ وين الثلاث نخلات اللي ورا بعض، بتخش يمين بيمين أول دار عالشمال.

رجال ونساء يجاهدون ويطوّحون بأذرعهم، وهم يدلونك على العنوان. وكلما ارتفعت حماستهم اعرف أن إرشاداتهم غلط.

أحيانًا تشتعل معركة صغيرة بين متبرعين بإرشادك، وكل واحد منهم يتهم الثاني بأنه حمار في العناوين.

وقد تدفعك الأيام إلى سؤال صبية (158سنتمترًا حنطية وملابسها بيج وبنّي) عن بيت أبو سامر، فتبصق في الأرض وتواصل سيرها، وأنت تموت رعبًا من تهمة التحرش.

رجل ستيني: الحج الله يرحمه اليوم توفّى.

من شبّاك السيارة: أيوا ما احنا جايين على العزا وتايهين.

– العزا في بيت ابنه الكبير. الله أعلم بدك تلفّ وترجع. هم وين قالولك؟

– ألفّ وارجع وين؟

– والله ما بعرف استنى.

صوت أربعيني: ليش قلتلو يلفّ ويرجع؟ من هون احسن.

– يا عمي احنا كفرنا؟ خلص يلفّ وما يرجعش.

صوت من الخلف: أنا بطلع معكم. في وسع؟

**

هذه كلها انقرضت تقريبًا.

فائدة: البنت بيج وبني خطيبة ابن ابو سامر وفسخوا الخطبة من يومين.

 

بقلم محمد هديب

مقالات ذات صلة