العناني : المهاجرون المسيحيون إلى أمريكا يشكلون 94% من المهاجرين الأردنيين

نقرش : نواب الأمة دخلوا معادلة توزيع المكاسب والسلطة من قبل النظام

حرير ـ خاص

في حديثهما الهام أمام جماعة عمان لحوارات المستقبل تناول الخبيران الإقتصادييان والسياسيان الدكتور جواد العناني والدكتور عبدالله نقرش قضية هجرة الأردنيين من وطنهم والأسباب التي تقف خلفها  من وجهة نظر هما  .
فقد قال الدكتور جواد عناني بأن الهجرة ظاهرة برزت من طبيعة الحياة وأن الدول تقوم على فكرة إنتقال الناس من مكان إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى وأن جميع الهجرات التي شهدها الأردن كانت هجرات قسرية  سياسية بعيدا عن الأهداف الإقتصادية  إلا أن المهاجرين إلى الأردن تحولوا إلى قوى” إقتصادية كل حسب مهنته التي نقلها معه من بلاده الأصلية .

وقال الدكتور عبدالله نقرش بأن الهجرة هجرتان ” نفسية وفعلية ” فالهجرة النفسية ” حسب نقرش ” هي بالغربة داخل الوطن بحيث أننا نعيش بالوطن ولا يعيش الوطن فينا ، أما الهجرة الفعلية فتتمثل بالإنتقال من الوطن إلى بلاد أخرى غيره .

ويقول نقرش إن هجرة الأردنيين هجرة عاشق للحرية أو ساع للرزق أو متطلع إلى الثراء أو متطلع إلى العيش الكريم .

أما أبرز الأفكار التي نقلها الدكتور العناني حول هجرة الأردنيين فقد كانت وفق تتبعه لمراحل الهجرة داخل الأردن ومن الأردن إلى الخارج بفعل أسباب مختلفة :

وقال  العناني بأن الهجرة الحقيقية في الأردن بدأت مع موجات إرتفاع الأسعار وأن أول الهجرات التي شهدها كانت الهجرة من الريف إلى المدينة بحيث أصبح سكان الأردن يعيشون على شريط لا تتجاوز مساحته أكثر من 16% من مساحته الكلية .

كما قال  بأن آخر الهجرات للأردن  شكلت إزدحاما سكانيا أصبح المرء يشعر نتيجته بأنه فقد خصوصيته .

وأكد العناني بأن هجرة رأس المال يتبعها هجرة الناس ، وهذا سبب من أسباب هجرة الأردنيين الذين تبعوا هجرة رؤوس الأموال منه .

أما عن هجرة العقول والخبرات  الأردنية فقال العناني بأن الإنسان إذا لم يشعر بأنه يتلقى التقدير المناسب في بلده فإنه يلجأ للهجرة إلى الأماكن التي تقدره وتقدر خبراته .

فالمواطن عندما لا يشعر بأنه يأخذ بقدر ما يعطي وأن لا عدالة في توزيع المغانم والمغارم فإنه يفقد الشعور بأنه مواطن في بلده ويبدأ بالشعور بأنه مقيم فيه .

وعن هجرة الشباب قال العناني بأن الشباب في سن الأربعين والخمسين يهاجرون بسبب التعليم إذ أنهم يهاجرون إلى الدول التي توفر التعليم المجاني لأبنائهم، كما أنه يتم إستقطابهم من قبل المجتمعات الغربية التي شاخت وترحب بالمهاجرين الشباب من أصحاب القدرات الجسدية للقيام بالأعمال التي يعجزون عن أدائها .. بمعنى أن هذه الدول تجدد شبابها بالمهاجرين الجدد إليها

ولفت العناني إلى أننا في الأردن لابد من أن نقبل عملية حدوث التغير الديموغرافي المستمر  بمجتمعنا ونقبل هجرة أبنائنا منه  لأن الكعكة ما عادت تكفي الجميع وهو ما أدى إلى نظر الأردنيين للهجرة من بلدهم .

وأشار العناني إلى  حالة القلق التي يعيشها المجتمع الأردني وعدم رغبته بهجرة أبنائه تخوفا مما قد يحصل للعاملين  منهم في الدول العربية الغنية مستقبلا إذا واجهوا نفس مصير ما حدث لأشقائهم في الكويت عام 1992 حيث أعيد 300 ألف مهاجر إلى الكويت للأردن بعد ما أعتقدوا بأنهم أصبحوا بحكم المواطنين هناك وأنهم لن يعودوا للأردن ثانية .

وأخيرا أشار العناني بان حل مشكلة الهجرة يكمن في إزالة الخوف الإقتصادي القائل بأن بلدنا سيبقى قلقا غير مستقر إقتصاديا .

وفي سؤال لحرير للدكتور  العناني عن حقيقة مؤامرة إستهداف بعض المنظمات الدولية والدول لتهجير فئات من مجتمعنا كالأخوة المسيحيين قال العناني :

من الواضح بأن هناك أمرا من هذا القبيل يجري في منطقتنا ويتمثل بتفريغ المسيحيين منها بشكل مقصود  .

ولقد إطلعت على إحصائيات أمريكية حول الأردنيين المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويبلغ عددهم 100 ألف مهاجر   فوجدت بأن المهاجرين المسيحيين منهم  يشكلون 94% بينما يشكل المسلمون 6% فقط .

وكان الدكتور عبد الله نقرش قد  حمل سلوك نظام الحكم أسباب تنامي هجرة الأردنيين إذ تركزت السلطة والثروة بين أيدي نفر قليل من العائلات الأردنية ونتج عن ذلك بقاء أمر توزيع السلطة والمكاسب بأيدي النظام بشكل لا يتبدل ولا يتغير إلا بقدر قليل وبمحض الصدفة .

ويقول نقرش بأن شريحة نواب الأمة دخلت إلى عالم معادلة توزيع المكاسب والسلطة على مبدا كلما كنت مواليا للنظام وكانت علاقتك إيجابية معه فأنك مرشح للإستفادة  من نظام توزيع المكاسب والسلطة .

وأكد نقرش بان مبدأ الولاء قبل الأداء قد أثر على كفاءة أداء مجتمعنا بكافة المجالات وأن المجتمع قد خسر كثيرا بسبب تواجد الإنتهازيين فيه  في كل المواقع  ونشوء نتوءات على سطح المجتمع لحصد المكاسب .

و أكد نقرش  بأن المتميزين من أبناء المجتمع قد فقدوا الأمل من إمكانية تحقيق ذاتهم في ظل هذه الحالة .

وختم نقرش بالقول بأن العلاقة بين الوطن والمواطن ليست حالة  رومانسية  بل أنها حالة عقدية ، وبالتالي فإن الهجرة من الوطن تبقى الحل المناسب للمواطن لأن الهجرة هروب إلى المجهول المقنع  بدلا من المعلوم المشكك .

 

مقالات ذات صلة