دعوة للتخلص من الموازي بالأردن

حرير – دعا رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الدكتور بشير الزعبي للتخلص تدريجيا من نظام القبول الموازي رغم عوائده المادية نظرا لتسببه بفجوة بين الجامعات وانعكاساته السلبية على جودة مخرجات التعليم العالي.

وخلال ندوة حوارية نظمتها جمعية الفكر والحوار والتنمية في إربد الاثنين، عن التعليم العالي وواقع التعليم العالي وتحدياته ومستقبله، قال: إن التحدي المالي هو العائق الأكبر أمام عودة الألق للجامعات الاردنية وتطوير برامجها وتجويدها وتحديثها وتقدم البحث العلمي.

 

واشار إلى أن العقود الثلاثة الماضية شهدت توسعا بإنشاء مؤسسات التعليم العالي، وبلغ عدد الطلبة الجامعيين على مقاعد الدراسة 290 الفا، منهم 268 في مرحلة البكالوريوس و28 الفا في الدراسات العليا.

 

وبين الزعبي ان 87 بالمئة من طلبة الدراسات العليا في مجال العلوم الإنسانية، ما يؤشر على مدى الخلل الذي اصاب التعليم العالي افقيا وعموديا سواء من ناحية التوسع في الجامعات او في برامجها ما دفع الهيئة لعدم استحداث اي برنامج جديد في اي جامعة للعام الحالي.

 

ونبه إلى ان بعض البرامج المفتوحة والمعمول بها غير مجدية في مخرجاتها بالإضافة إلى تراكم أعداد الخريجين المتعطلين عن العمل ما يدعو للبحث عن مواطن الخلل وتصحيحها وتنفيذ سياسات وبرامج اصلاحية في منظومة التعليم العام والتعليم العالي كأساس لتنمية الموارد البشرية وتطويرها.

 

ولفت الزعبي إلى ان اصلاح منظومة التعليم العالي يبدأ بامتحان الكفاءة الجامعية كمعيار معزز لمعيار المعدل في الثانوية العامة لان الاصل ان تبنى الدراسة الجامعية على القدرات.

 

وقال امين عام اتحاد الجامعات العربية سابقا الدكتور سلطان ابو عرابي: إن سياسة القبول الجامعي ارهقت الجامعات، وأدت إلى وقوعها تحت وطأة المديونية والعجز مقابل دعم حكومي محدود، وانعكس ذلك بمجمله على اختلال المعايير العالمية المعتمدة بنسبة اعضاء الهيئة التدريسية للطلبة وغياب الحافز خصوصا في المجال البحثي التي تحول من انتاج للمعرفة إلى ناقل لها لغايات الترقية على حساب البحث العلمي التطبيقي.

 

واضاف إن الغاء صندوق البحث العلمي كان خطأ جسيما، مبينا ان عدد الباحثين في الاردن يتراوح بين 500 غلى 600 باحث لكل مليون مواطن مقابل 8000 باحث لكل مليون عالميا، ما ادى إلى هجرة الادمغة الأردنية للخارج.

 

وقال رئيس الجمعية الدكتور حميد البطاينة ان خريجي الجامعات الاردنية لهم بصمات واضحة على المستويات المحلية والعربية والدولية يجب البناء عليها والتخلص من حالة الترهل التي تعيشها مؤسسات التعليم العالي المحكومة احيانا بمزاجية ورؤية متخذ القرار واتباع استراتيجيات محددة غير مرتبطة بالشخوص لنتمكن من إعادة الالق لجامعاتنا.

 

واشار إلى أن الأردن نجح بالثورة العلمية التي دخل فيها مطلع ستينيات القرن الماضي فتقلصت نسبة الامية إلى 7 بالمئة، واستطاعت جامعتنا استقطاب آلاف الطلبة العرب والاجانب، وشكلت مؤسسات التعليم العالي قوة دافعة للاستثمار ورافدة للاقتصاد الوطني.

مقالات ذات صلة