أوكرانيا تعلن تحرير كامل كييف

أعلنت أوكرانيا السبت، عن أن منطقة كييف بكاملها “تم تحريرها”، حيث تقوم القوات الروسية بـ”انسحاب سريع” من شمال البلاد من أجل “الحفاظ على السيطرة” بشكل أفضل على “الأراضي الشاسعة” التي تحتلها في الشرق والجنوب.

في مدينة ماريوبول (جنوب شرق) التي تضيق القوات الروسية الخناق عليها وتشهد وضعا إنسانيا كارثيا، لم يُعرف مساء السبت، ما إذا كان الصليب الأحمر قد تمكن من إجلاء المدنيين كما كان مقررا.

على صعيد المفاوضات كشف كبير المفاوضين الأوكرانيين في مفاوضات السلام مع روسيا السبت، أن موسكو وافقت “شفهيا” على مقترحات أوكرانية رئيسية، ما يعزز الآمال بإحراز تقدم في المحادثات لإنهاء الحرب.

وأعلنت مساعدة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار السبت، أن الأوكرانيين استعادوا السيطرة على منطقة كييف بكاملها بعد انسحاب القوات الروسية من مدن رئيسية قرب العاصمة.

وقالت ماليار إن إيربين وبوتشا وغوستوميل ومنطقة كييف بكاملها حررت.

وشهدت كل هذه المدن معارك طاحنة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.

وتمكن مراسلون لوكالة فرانس برس من التوجه السبت، إلى بوتشا التي “حررت” أخيرا وتعذر على الصحفيين الوصول إليها طوال نحو شهر.

وقال رئيس بلدية بوتشا أناتولي فيدوروك لفرانس برس السبت، إن نحو 300 شخص تم دفنهم “في مقابر جماعية” في المدينة الواقعة أيضا شمال غرب كييف.

وشاهد مراسل لفرانس برس السبت، جثث ما لا يقل عن عشرين رجلا يرتدون ثيابا مدنية ملقاة في الشارع.

وتقع غوستوميل أيضا شمال غرب العاصمة، وتضم مطار أنطونوف العسكري الذي هاجمته القوات الروسية في 25 شباط/فبراير.

وقالت الحكومة الأوكرانية السبت، إن القوات الروسية تنفذ “انسحابا سريعا” من مناطق كييف وتشيرنيهيف في شمال أوكرانيا بهدف إعادة الانتشار في اتجاه الشرق والجنوب.

وأعلن الأوكرانيون مساء الاثنين، أنهم استعادوا السيطرة على إيربين التي سقطت في أيدي الروس منذ نهاية شباط/فبراير.

وقتل ما لا يقل عن مئتين من سكان هذه المدينة الصغيرة في الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة منذ بدء الهجوم الروسي، وفق ما أفاد رئيس بلديتها أولكسندر ماركوشين الأربعاء.

وقالت أجهزة الإسعاف إن عمليات نزع الألغام استمرت السبت، لافتة إلى تعطيل 643 عبوة ناسفة منذ نجحت القوات الأوكرانية في استعادة المدينة.

في ماريوبول فرّ أكثر من ثلاثة آلاف شخص في حافلات وسيارات خاصة على ما أعلنت السلطات الأوكرانية، بينما كان الصليب الأحمر يستعد السبت، لمحاولة تنفيذ عملية إجلاء جديدة من هذه المدينة الساحلية المحاصرة والمدمرة، بعد فشل محاولة أولى.

وفي الجنوب، تحديدا في مدينة إنرغودار التي تحتلها القوات الروسية، تم تفريق تظاهرة لمدنيين السبت، بنيران قنابل يدوية أسفرت عن إصابة أربعة، وفقا لمسؤول أوكراني ولمقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت.

في روسيا أيضا أفادت منظمة “أو في دي-إنفو” المتخصصة في رصد التظاهرات، باعتقال 211 شخصا السبت تظاهروا ضد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تُعدّ “لضربات قوية” في جنوب البلاد وشرقه خلافا لتصريحات موسكو بأنها عمدت إلى تخفيف حدة المواجهات، لا سيّما في ماريوبول حيث تشير التقديرات الأخيرة إلى أن نحو 160 ألف شخص لا يزالون عالقين في المدينة.

وسقوط ماريوبول يؤمن تواصلا جغرافيا من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى الجمهوريتين الانفصاليتين المواليتين للروس في منطقة دونباس.

وتجري عمليات إجلاء المدنيين من ماريوبول بشكل تدريجي بعدما كانت مستحيلة مدى أسابيع.

وقال زيلينسكي في مقطع مصور بُثّ ليل الجمعة السبت “اليوم (الجمعة) عملت الممرات الإنسانية في ثلاث مناطق: دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا. تمكنّا من إنقاذ 6266 شخصا، بينهم 3071  من ماريوبول”.

“مدينتنا لم تعد موجودة” 

ورصدت وكالة فرانس برس مساء الجمعة، دخول نحو 30 حافلة إجلاء إلى مدينة زابوريجيا، بعضها يقل أشخاصا فروا من ماريوبول بمفردهم ثم نُقلوا بالحافلات إلى الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا.

وبعد وصولهم إلى ضاحية زابوريجيا، بكى بعض الأشخاص الذين غادروا ماريوبول، ارتياحا لعودتهم إلى مناطق تسيطر عليها القوات الأوكرانية.

وقال كثيرون تم اجلاؤهم من ماريوبول لوكالة فرانس برس إنهم اضطروا إلى السير مسافة 15 كيلومترا أو أكثر لمغادرة المدينة، قبل أن يجدوا سيارات خاصة لمواصلة رحلتهم.

وقالت أولينا وهي تحمل طفلتها “رحنا نبكي عندما وصلنا إلى هذه المنطقة. بكينا عندما رأينا جنودا عند حاجز مع شارات أوكرانية على أذرعهم. لقد دمر منزلي، رأيته على صور. مدينتنا لم تعد موجودة”.

قالت أولغا، وهي امرأة أوكرانية كانت تنتظر في مركز للأسر النازحة في زابوريجيا، “أنا أبكي، لقد رأيت حفيدتي للتو”.

وأضافت “عائلة والدتها لا تزال في ماريوبول ولا نعرف ما إذا كانوا على قيد الحياة. لا توجد كلمات لأعبر عن مدى سعادتي برؤيتها بأمان”.

وتمكن سكان ماريوبول هؤلاء من الوصول إلى مدينة برديانسك التي تحتلها القوات الروسية، حيث تم ضمهم إلى القافلة وفق شهادات أدلى بها ركاب لوكالة فرانس برس ومسؤولون.

وعرض وزير الدفاع التركي خلوصي آكار السبت، المساعدة على أوكرانيا عبر “الدعم البحري، خصوصا في إجلاء ماريوبول من المدنيين والجرحى الأتراك أو من جنسيات أخرى”، بحسب وكالة الأناضول الرسمية.

خنادق في تشرنوبيل 

كانت روسيا اتهمت الجمعة أوكرانيا بتنفيذ هجوم بواسطة مروحيات على أراضيها ولوحت باحتمال تشديد نهجها خلال المفاوضات.

واستهدفت الضربة الجوية منشآت تخزين وقود تابعة لشركة “روسنفت” للطاقة في بلغورود في روسيا على بعد حوالى 40 كيلومترا من حدود أوكرانيا.

وغردت وزارة الدفاع البريطانية مساء الجمعة، بأن تدمير خزانات الوقود في بلغورود فضلا عن انفجار مخزن للذخيرة قرب المدينة “يفرض ضغوطا إضافية على المدى القصير على السلاسل اللوجيستية الروسية التي تتعرض أصلا لضغط كبير”.

وحذرت أوكرانيا من أن الجنود الروس الذين غادروا محطة تشرنوبيل النووية بعد احتلالها مدة أسابيع، قد يكونون تعرضوا لإشعاعات. وكانت هذه المحطة العام 1986 مسرحا لأسوأ كارثة نووية في العالم.

وقُصفت مناطق عدة ليل الجمعة السبت في وسط أوكرانيا وشرقها.

مقالات ذات صلة