الاهتمام بشؤون الدولة. . الجنرال ديجول مثالا . . !

موسى العدوان

حرير- الجنرال شارل ديجول، الذي قاد المقاومة_الفرنسية من منفاه الاختياري بلندن، ضد الاحتلال النازي في أربعينات القرن الماضي، اطلق من إذاعة بي بي سي شعاره الشهير : ” فرنسا خسرت معركة ولم تخسر الحرب “.

وبعد كفاح مرير، استطاع ديجول أن يحرر فرنسا من الاحتلال النازي، وتأسيس الجمهورية الفرنسية الخامسة، ثم حكم البلاد لعشر سنوات من عام 1959 – 1969.

اهتم خلال حكمه بإعادة بناء فرنسا بعد أن طرد النازيبن منها، وحرر بلدانا عديدة من الاستعمار_الفرنسي من بينها الجزائر عام 1962.

المارشال البريطاني مونتغمري، كتب عن اسلوب ديجول في أداء العمل ما يلي :

” يدخل الجنرال ديجول إلى جناحه الخاص بقصر الاليزيه في باريس، الساعة التاسعة مساءا، ولا يسمح لاحد بإزعاجه، لكي يتفرغ للتفكير في مشاكل الدولة.

وهو يعرف تماما، أن على القائد أن يتفهم المشكلة، ويصل إلى قرار فيها، ثم يقوم في النهاية بإصدار أوامره لتنفيذ ذلك القرار.

ولا يمكن اتخاذ القرار السليم، إلاّ إذا تمكن القائد من وزن الأمر وزنا سليما، مدخلا في اعتباره العوامل المختلفة، التي تؤثر على المشكلة، الأمر الذي يتطلب تفكيرا هادئا. ومثَلُ القائد في ذلك كمَثُلُ الطبيب، الذي يبدأ واجبه بتشخيص الداء، ثم يصل إلى الدواء “.

* * *

التعليق : لو كًتب للمارشال مونتغمري أن يعيش هذه الأيام في وطننا العربي، لعرف بأن زعماء الدول العربية، يفعلون هذه الأيام، مثل ما فعله ديجول تماما.

إذ يخلدون إلى الهدوء في اجنحتهم الخاصة مساء كل ليلة، يعتصرون أدمغتهم في التفكير بتطوير وحل مشاكل بلدانهم، لا في التفكير بكيفية مضاعفة ثرواتهم، أو أين يقضون إجازاتهم الموسمية، كما يفعل بعض زعماء العالم المترفين، الذين يتركون شعوبهم ترزح تحت وطأة الفقر والجوع.

فبارك الله بزعمائنا في الدول العربية، وجزاهم الله عنا خير الجزاء، لما يقدموه من جهد مضنٍ في خدمتنا ورفعة أمتنا العربية . . !

مقالات ذات صلة