لا شيء يدهشني

بقلم يحيى صافي

مشاهد ثقيلة الظل.. من مطعم هاشم.
ويحدث لي كسائر الصعاليك من شتى الأصول والفلافل في مطعم هاشم.. أن ألتقط المشاهد التالية:
– العائلات الأردنية تهرع من كل حدب وصوب في الجُمع والأعياد المباركة، ماسكين على صور “سيلفي” في مطعم هاشم على أساس تخليد الذكرى المتفردة لهم بأشهر مطاعم السوشي بقلب جزيرة يابانية صغيرة أكتشفوها قبل غيرهم بشوي، جزيرة قريبة من معابد “كيوتو” العبدلي، المليئة بأشجار الكرز والقيقب.
…………….
– ” يا شب يا شب… ولا حدا سامع علي مليهم للطرش” تنده سيدة يبدو أنها من سيدات المجتمع المدني، تغادر الخمسين من العمر بكامل رزالتها وأحفادها الستة، تعتقد أنها جوليا روبتس في فيلم Notting Hill على أكثر تهذيب خاصة في المنادة على العاملين الوافدين.
…………….
– بدلي صحن الشطة لو سمحت… يأمر رب أسرة كريمة العامل الوافد/ مصري، بينما تنكزه إبنته ويبدو أنها الكبرى محتجة، وهي تلملم خصلة من شعرها سقطت سهواُ جوا منديل الراس:
– أي يابه ما كبل شوي بدله إلك، ويصر الأب على رأيه في تبديل صحن الشطة على أساس صحن الشطة الجاي رح يتوصى عليه من مطعم أوهارا في مومباي..
………….ّّّ
– صحيح ناس لبط، معندهاش زوء… معلش يا أخونا الوافد المصري، رفيقك السوري في السقاية والرفادة، خربشلك طريقتك المتوارثة في تقديم السجق والجبنة .!!!
…………….
– في حدا قاعد معك عموه… شاب يستأذن بطيبة آخاذة ، يبدو أنه من جزيرة ذيبان بجمهورية مادبا الإشتراكية يستأذن كي يشاركني العبث على طاولة عامرة ببواقي صحون من سبقونا على ذات الطاولة.. أقول له بمزاح من فقد الأمل بوصول صحن الفول: تفضل عموه، بستناك، بس ليش تأخرت؟!
– أنا.. وبعد صبة الفول بالزيت الذي يصر أنه زيت زيتون فأغرس سيجارتي في قشرة البصل، كما أفعل دائما، وأقول وفقما أقول هنا منذ وقع هاشم في الجب، وألتقطه بعض السيارة، وصار مطعم إخوة هاشم: الحمد لله، والله يلعن أبو إلي جابني ع هاشم.!

مقالات ذات صلة