«النجاح التلقائي» بين الرفض والقبول.. والمتضرر الطالب

حرير _ تباينت آراء خبراء وتربويون حول مدى نجاعة النظام المتبع في المدراس تحت بند «النجاح التلقائي» الانتقال من صف الى آخر دون رسوب.

المتخصصون في المجال التربوي وجدوه اسلوبا لاستقطاب الطلاب نحو الدراسة ودمجهم في بيئة صحية تتناسب ومراحلهم العمرية، في حين وجدها آخرون وسيلة تراجع في نوعية مخرجات التعليم التي تتطلب طالبا ملما بأساسيات المعرفة التي يفتقر إليها نسبة من طلبة المدراس في الوقت الحالي، ومجحف بحق الطلبة الاكفاء حين يوازيهم مع الطلبة المخفقين بذات المرحلة وبذات الجهد.

وطالبوا بضرورة اعادة النظر في النظام بما يتناسب والتوجهات العامة في منح العدالة وتطوير مخرجات التعليم الاساسي والثانوي.

$ تواصلت مع وزارة التربية والتعليم لمعرفة موجبات النظام ودواعي اقراره، إلا أنها لم تتلق اية اجابة، فمديرية الامتحانات اعتبرت ان الموضوع خارج اختصاصها، وكذلك الحال بالنسبة لمديرية المناهج.

من جهته اعتبر رئيس لجنة التربية النيابية الدكتور ابراهيم البدور ان عملية النجاح التلقائي تسهم في وضع الطلبة ضمن بيئة صحية سليمة تتناسب ومرحلتهم العمرية، تكسبهم مهارات التعلم الاساسية كمعرفة الحساب والكتابة والقراءة والوصول الى المراحل الاساسية من التعلم على ادنى حد تقدير، ليصار توجيهه نحو بدائل تتناسب وقدراته.

وشدد البدور على ضرورة الحفاظ على الطالب في هذه المرحلة العمرية بالبقاء داخل اسوار المدرسة لما لها من شأن كبير في الحفاظ على الطالب نفسه كنعصر بشري والسعي في توجيهه بشكل ايجابي سليم.

وتساءل البدور عن البديل لحل هذه المشكلة التي يقع بها البعض من طلبة المدراس، هل يتم فصلهم وتسريحهم في الطرقات؟ أم يتم نبذهم مجتمعيا نتيجة اخفاقهم؟.

من جانب متصل اعتبر الدكتور في علم الاجتماع فيصل غرابية ان عملية النجاح التلقائي تضعف من مخرجات التعليم والتي تجمع مابين الطالب الكفؤ والمثابر مع الطالب المخفق لاي سبب كان، الامر الذي يحد من مبدأ العدالة والشفافية دون اخذ الاعتبار الى التبعات النفسية التي يلحقها النظام في نفوس الطلبة المجتهدين ويحد من عزيمتهم بان النجاح عملية تحصيل حاصل.

ورأى الغرايبة بان يتم التراجع عن القرار كونه يجور على الطلبة المتميزين، اضافة الى الاساءة لمستقبل التعليم ونوعيته، ووجه أن يتم دراسته بشكل جدي من قبل متخصصين ودراسة واقع الحال، في بادرة للتخفيض من نسب الرسوب في مرحلة الثانوية العامة «التوجيهي».

المستشارة التربوية الدكتورة بشرى عربيات قالت ان العملية التعليمية تحتاج الى مراجعة دقيقة من كافة جوانبها، وتعد عملية النجاح التلقائي في المراحل الاساسية من اخطر الآثار السلبية على المجتمع او ما يشبهه من قرارات بعد تقدم الطلبة لما يسمى بامتحان الاكمال.

واعتبرت عربيات ان اتخاذ وزارة التربية والتعليم ولعقود عديدة مضت نجاح الطالب بعد تأدية امتحان الاكمال – حتى لو كتب اسمه فقط، مشيرةً الى انخفاض نسبة الرسوب المسموح بها، مما ادى الى وجود اجيال لا تقرا ولا تكتب فعلياً مع انهم يدخلون في تصنيف الجيل الذي يقرأ بمعنى محو الأمَّية.

وقالت عربيات طال مؤخرا ما يشبه النجاح التلقائي مرحلة الثانوية العامة، من خلال اعتبار الحاصل على علامة 40% ناجحاً ولكن لا يحق له الالتحاق بالد ارسة الجامعية، لنقف امام جيل لن يساهم في بناء وطن، لأنه عجز عن بناء شخصيته ومستقبله، نتيجة قرارت غير مسؤولة او مدروسة.

مقالات ذات صلة