السنغال تنهي مغامرة بنين في نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم

حرير _ أنهت السنغال مغامرة بنين في نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، بالفوز عليها الأربعاء في الدور ربع النهائي الذي شهد إقصاء نيجيريا بهدف متأخر، منتخب جنوب إفريقيا الذي كان قد أخرج مصر المضيفة.

 

وفي مباراتين في العاصمة المصرية، فازت السنغال على بنين 1-صفر على ستاد 30 حزيران/يونيو، بينما حققت نيجيريا الفوز 2-1 على جنوب إفريقيا على ستاد القاهرة، الملعب ذاته الذي شهد إقصاء منتخب “بافانا بافانا” منتخب الفراعنة السبت. ودفع لاعبو المنتخب الجنوب إفريقي “ثمن” ما قاموا به، بتشجيع آلاف المصريين في المدرجات لمصلحة نيجيريا.

 

وفي مباراتي نصف النهائي تقامان الأحد، ستلاقي السنغال الفائز من مواجهة تونس ومدغشقر الخميس، بينما ستواجه نيجيريا الفائز من اللقاء المرتقب الخميس أيضا بين الجزائر وساحل العاج.

 

السنغال بعد انتظار 13 عاما

 

وبلغت السنغال نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 2006، عندما كانت مصر أيضا مضيفة؛ وذلك بفضل هدف إدريسا غوييه (70).

 

وقال لاعب إيفرتون الإنجليزي: “أنا سعيد جدا جدا. مضى وقت طويل منذ بلوغ السنغال الدور نصف النهائي. حققنا ذلك. لم تكن مباراة سهلة لكننا بقينا هادئين. بقينا صبورين للعثور على الثغرة”.

 

أضاف: “حصلنا على فرص في الشوط الأول، لكننا لم نسجل. حصلنا على فرص إضافية بعد الهدف. لم نسجل مرة ثانية لكن الأهم كان التأهل”.

 

من جهته، قال مدرب السنغال آليو سيسيه الذي يأمل في قيادة المنتخب الأفضل تصنيفا إفريقيا بحسب الاتحاد الدولي (فيفا)، إلى لقبه الأول في البطولة، “في هذه المرحلة، أي كان قادر على الفوز على أي كان. أتينا إلى هنا بطموح خوض 7 مباريات، وسنلعبها. نريد خوض النهائي”.

 

في المقابل، فشلت بنين التي بلغت الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في رابع مشاركة لها، في مواصلة مغامرتها التي شملت إقصاء المغرب، المرشح القوي للقب، من ثمن النهائي. وأكمل المنتخب المصنف 88 عالميا مباراة اليوم بعشرة لاعبين بعد طرد أوليفييه فيردون (83) ببطاقة حمراء مباشرة.

 

وقال مدرب المنتخب، الفرنسي ميشال دوسييه: “أريد أن أهنئ لاعبي على الطريقة التي تعاملوا من خلالها مع تحديات صعبة (..) على الشبان أن يكونوا فخورين. لقد جعلوا شعب بنين فخورا”، متابعا “بالطبع ثمة خيبة أمل، لكن يمكن للاعبين أن يرفعوا رأسهم عاليا”.

 

وشهدت المباراة استخدام تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم “في إيه آر” للمرة الأولى في مباراة ضمن البطولة الإفريقية، علما بأنها دخلت حيز التنفيذ في الدور ربع النهائي الذي كانت مباراة السنغال وبنين الأولى فيه.

 

وكنت السنغال قد تفوقت في ثمن النهائي على أوغندا 1-صفر، بينما حققت بنين مفاجأة الفوز على المغرب بركلات الترجيح 4-1 (1-1).

 

وبدا “أسود تيرانغا” السنغاليون أفضل وأكثر إقداما نحو المرمى، لكن من دون خطورة على الحارس أوولابي ألاغبي، بيد أن المحاولة الأخطر كانت من نصيب بنين عندما لعب سيبيو سوكو ركلة حرة وصلت إلى ميكايل بوتي لعبها بالكعب قريبة من القائم الأيسر للحارس ألفريد غوميس (25).

 

وعلى رغم استحواذها، فشلت السنغال في خلق فرص حقيقية في ظل محاولات متكررة لنجمها ساديو مانيه بطل أوروبا مع ليفربول الإنجليزي.

 

ومع مطلع الشوط الثاني، اقتربت بنين من هز الشباك مرتين، قبل أن يعود الحكم الجزائري مصطفى غربال إلى تقنية “في إيه آر” للمرة الأولى في المباراة بعد هدف لمانيه تبين بأنه كان في وضعية تسلل (54).

 

وبقيت بنين على أدائها المتزن قبل أن تفاجئها السنغال بهجمة سريعة مرر على أثرها مانيه كرة في العمق إلى غوييه فسدد مباشرة في الشباك (65).

 

وكما ألغي هدف ثان لمانيه بعد مراجعة “في إيه آر” بداعي التسلل (73).

 

فوز نيجيري متأخر

 

وتفوقت نيجيريا بصعوبة في مباراة بدأت لصالحها بهدف صامويل شوكويزي (27) الذي اختير أفضل لاعب، قبل أن تعادل جنوب إفريقيا عبر بونغاني زونغو (71). لكن وليام إيكونغ سجل هدف الفوز في الدقيقة 88.

 

وتسعى نيجيريا إلى التتويج بلقبها الرابع في البطولة القارية والأول منذ عام 2013، علما بأنها غابت عن النسختين الأخيرتين. في المقابل، بلغت جنوب إفريقيا المتوجة باللقب مرة واحدة عام 1996، الدور نصف النهائي للمرة الأخيرة في نسخة عام 2000 (حلت ثالثة).

 

واعتبر مدرب نيجيريا الألماني غيرنوت رور أن المباراة كانت: “مثيرة للاهتمام. كانت لدينا خطة وسارت بشكل جيد في الشوط الأول (…) أهدرنا فرص تسجيل هدف ثان، كنا نعرف أن جنوب إفريقيا فريق جيد جدا، رأيناهم يلعبون ضد مصر، قاموا بعمل جيدا جدا، لكن من الصعب القيام بمباراتين على هذا النحو في فترة أربعة أيام”.

 

من جهته، اعتبر مدرب جنوب إفريقيا البريطاني ستورات باكستر أن لاعبيه “لم يكونوا شجعانا بما يكفي في الشوط الأول (…) في الثاني حاولنا أن نقوم بالأمور بشكل أفضل، وتمكنا من الحصول على استحواذ أفضل وسببنا المزيد من المشكلات لنيجيريا، من دون التمكن من اللمسة الأخيرة”.

 

أضاف: “كمدرب عليك أن تقوم بالخيار: تدافع وتحاول الحفاظ على نتيجة 1-1 وتذهب إلى الوقت الإضافي، أو تحاول الفوز بالمباراة. حاولنا الفوز، وخسرنا في الدقائق القاتلة، وهو أمر صعب تقبله”.

 

وانتظر النيجيريون حتى الدقيقة 27 لكسر التعادل، عندما مرر أليكس أيووبي من الجهة اليسرى إلى صامويل شوكويزي داخل المنطقة. وبعدما تصدى الدفاع الجنوب إفريقي لتسديدته الأولى، عادت الكرة إلى مهاجم فياريال الإسباني الذي أودعها الشباك في المحاولة الثانية.

 

وواصل النيجيريون أفضليتهم مطلع الشوط الثاني، وسنحت لهم فرصة خطرة في الدقيقة 5 منه عبر ركلة حرة رائعة نفذها أوغينيكارو بيتر إيتيبو لاعب ستوك سيتي الإنجليزي، اتجهت إلى الزاوية اليمنى العليا لمرمى رونوين وليامس، قبل أن يلمسها وليامس ويترك للعارضة إبعادها.

 

وتمكنت جنوب إفريقيا من المعادلة عبر كرة رأسية لبونغاني زونغو بعد ركلة حرة، ألغاه بداية الحكم المغربي رضوان جيد بداعي وجود تسلل، قبل أن يعيد احتسابه إثر مراجعة عبر جهاز التواصل مع حكام الفيديو.

 

وبينما بدت المباراة متجهة إلى الوقت الإضافي، فاجأ وليام إيكونغ اللاعبين والجمهور على السواء، بمتابعته لكرة من ركلة ركنية مرت عن الجميع.

 

وأقصت نيجيريا في ثمن النهائي حاملة اللقب الكاميرون (3-2)، بينما جنوب إفريقيا أكبر مفاجآت البطولة، بإقصائها مصر (1-صفر).

 

 

مقالات ذات صلة