أبو عبيدة.. وكرة القدم

خالد خطاطبة

حرير- الناطق الإعلامي للقسام في غزة أبو عبيدة، الذي بات الجميع ينتظر اطلالته على الشاشة، لم يتدخل فقط في هزيمة الكيان الصهيوني عسكريا وسياسيا، بل امتد تأثيرة إلى الرياضة وتحديدا كرة القدم، عندما أفسد على طفلي وزملائهما متعة الذهاب للملعب في أحد ضواحي عمان، وهي اللحظة التي ينتظرها الأولاد أسبوعيا بلهفة، للهو في اللعب لمدة ساعة ونصف، في وقت ربما يعتبر الأجمل لهذه الشلة من الأطفال الأصدقاء.

أبو عبيدة الذي بات يلعب دورا مهما في إحياء روح الإسلام والعروبة والجهاد في الجيل الأردني والعربي والإسلامي الصاعد، أفسد على طفلي (13عاما و6 أعوام)، متعة ممارسة كرة القدم، عندما غامر الطفلان بضياع فرصة اللعب على حساب الاستماع للملثم.

أول من أمس، أعلنت قناة الجزيرة، أنها ستبث خطابا مرتقبا لأبو عبيدة، الأمر الذي دفع طفلي للتسمر أمام الشاشة بانتظار الخطاب، مغامرين بنفاد وقت حجزهما للملعب الذي تزامن مع خطاب أبو عبيدة، ليمر الوقت وهما ينتظران إطلالة الملثم، قبل أن يعلنا أنهما لن يذهبا لمداعبة معشوقتهما كرة القدم، وأنهما سيجلسان أمام الشاشة بانتظار كلمات أبو عبيدة التي تبعث فيهما التفاؤل، وتتسلل إلى جوارحهما بسلاسة ودون استئذان، لدرجة أن هذه الخطابات تفوق عندهما متعة اللعب.

العدوان على غزة، ورغم وحشيته، إلا أنه يحمل في ثناياه ايجابيات مهمة، أبرزها أنه يؤسس لجيل شاب لم يكن يعرف الكثير عن القضايا العربية والإسلامية، ولم يكن تحرير فلسطين يراوده بشكل كبير، قبل أن تشده خطابات المقاومة الفلسطينية التي دفعت الأطفال والشباب للبحث عن التاريخ، ورسخت لديهم أن فلسطين محتلة، وأن الصهاينة هم الأعداء، ولا بد من استمرار النضال لتحرير هذه الأرض الطاهرة.

عندما نشاهد أطفالا وشبابا يفضلون انتظار كلمات مجاهد إسلامي بحجم أبو عبيدة، على ممارسة كرة القدم، فأعلم أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تربية أطفالنا أفضل منا، فجيل “الشبس والبرغر والهوت دوغ” كان يحتاج إلى مثل هذه الظروف لإعادة تربيته وتقويمه.. شكرا غزة.. شكرا أبو عبيدة والنصر لفلسطين.

مقالات ذات صلة