العمر المديد للكوبيين يحير الخبراء

حرير ـ يعيش في كوبا 2070 معمّرا من أصل عدد سكان إجمالي يبلغ 11,2 مليون نسمة وأمد حياة متوقع عند 79,5 سنة. هذه الأرقام شبيهة بتلك المسجلة في البلدان الغنية، رغم أن معدل الدخل الشهري لا يتخطى 30 دولارا في هذه الجزيرة.

وفي هذا البلد الاشتراكي ذي الكثافة الكبيرة من الأطباء والنظام الصحي المجاني، يشجع “نادي الأشخاص البالغين 120 عاما” السكان على أن يطمحوا للعيش حتى هذه السن.

ويؤكد الطبيب راوول رودريغيز رئيس هذه المؤسسة التي أنشأها يوخينيو سلمان حسين الطبيب الشخصي لفيدل كاسترو سنة 2003 “لقد أثبت علميا أن الإنسان بإمكانه أن يعيش حتى 120 إلى 125 عاما”.

ويحاول هذا النادي “الترويج لاعتماد السكان نمط حياة سليما لأنها الطريقة الوحيدة لبلوغ هذه السن”.

وفيما يتقاضى المتقاعدون عموما نفقة شهرية قدرها عشرة دولارات، فتحت الدولة مقاصف اجتماعية لمساعدة الأشخاص الذين ليس لديهم أقارب في الخارج يساعدونهم على سد حاجاتهم.

والمعمّرون الذين تخطوا سن المئة يتمتعون بالعناية الأكبر.

وتوضح ألينا غونزاليس مورو من مركز البحوث بشأن العمر المديد (سيتيد) “نحاول توفير متابعة خاصة جدا لهؤلاء. جميع المعمّرين الذين بلغوا سن المئة في هافانا بإمكانهم الاتصال بنا في حال واجهوا أي مشكلة صحية ونرسل لهم فورا طبيبا متخصصا لمعاينتهم”.

هذه الخاصية الكوبية تحيّر الخبراء. ويقول مدير مجموعة البحوث بشأن علم الشيخوخة في الولايات المتحدة روبرت يونغ “لا شك في أن الدعم العائلي يساعد على إطالة أمد الحياة كما نرى في اليابان”، إضافة إلى الطقس الحار الذي يشكّل عاملا مساعدا أيضا.

لكن القول بأن سكان بعض البلدان يعيشون عمرا أطول من الآخرين “له غايات متصلة بالدعاية العقائدية” أيضا وفق يونغ.

ويشير أستاذ الاقتصاد في جامعة كينغز يونيفرسيتي كولدج في كندا فنسنت غيلوزو صاحب مقالة عن الموضوع نشرتها جامعة أكسفورد، إلى أن الأطباء الكوبيين “لديهم أرقام يتعين عليهم بلوغها وإلا فإنهم يحاسبون”.

ويعزو غيلوزو هذه “المفارقة” خصوصا إلى عامل أساسي هو أن “كوبا تسجل أحد أدنى معدلات حيازة السيارات (…) ليس لأن الكوبيين لا يحبون القيادة بل لأنهم غير قادرين على تكبد نفقات شراء مركبات جديدة”، ما يقلص خطر حوادث المرور.

كما يتحدث عن قيود غذائية فرضت خلال الأزمة الاقتصادية في التسعينات أدت إلى تقليص معدلات الإصابة بالسكري، فضلا عن “تدابير زجرية في مجال الصحة العامة” مثل وضع المصابين بفيروس “إتش آي في” المسبب لمرض الإيدز في الحجر الصحي خلال الثمانينات.

ويقول غيلوزو “كوبا تنجح بصورة كبيرة في إطالة عمر سكانها”، لكنه يتساءل “إذا ما خيّرنا الكوبيين بين العيش سنة إضافية أو على سبيل المثال الحصول على رواتب أعلى أو مستوى تعليمي مختلف، فماذا سيختارون؟”.

مقالات ذات صلة