جنازة إليزابيث: البريطانيون يودعون ملكتهم اليوم بحزن وترانيم وأبواق ثم صمت

حرير- تقام، اليوم الاثنين، الجنازة الرسمية للملكة إليزابيث الثانية التي اعتلت العرش البريطاني على مدى 70 عاما، في العاصمة البريطانية لندن.

وعمل القصر الملكي البريطاني، خلال الفترة الماضية على ترتيب المراسم المهيبة لجنازة الملكة إليزابيث، بعد أن اصطف المشيعون من شتى الطبقات وعلى اختلاف المشارب في طابور طويل لساعات انتظارا للمرور أمام نعش الملكة.

وقال الإيرل مارشال إدوارد فيتزالان-هوارد دوق نورفولك أكبر نبلاء إنجلترا المسؤول عن مراسم الجنازة “تقام هذه المراسم في وقت تتدفق فيه (مشاعر) الحزن والتعاطف والامتنان على شعب المملكة المتحدة والكومنولث وفي ربوع العالم”.

وأضاف للصحفيين “شغلت الملكة مكانة فريدة ستبقى للأبد في حياتنا جميعا. هدفنا وقناعتنا أن الجنازة الرسمية والمراسم التي ستقام على مدى الأيام القليلة المقبلة ستوحد الناس في العالم أجمع”.

وتوقع المسؤولون توافد ما يصل إلى 750 ألفا من المعزين لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة في قاعة وستمنستر حتى الساعة 6:30 صباحا (05:30 بتوقيت جرينتش) يوم الاثنين، وهو الموعد المحدد لانتهاء فترة بقاء النعش في القاعة.

وتعم أنحاء المملكة المتحدة مشاعر حزن جياشة على وفاة الملكة، البالغة من العمر 96 عاما، في قلعتها باسكتلندا في الثامن من الشهر الحالي، واصطف الآلاف في طوابير للانضمام إلى تجمعات غلب عليها الحزن تارة والفخر تارة أخرى بملكة جلست على عرش بريطانيا لسبعة عقود.

ومن المقرر بدء الجنازة يوم الاثنين في الساعة 11 صباحا بالتوقيت المحلي (1000 بتوقيت غرينتش) في كنيسة وستمنستر، التي شهدت تتويج الملكة الراحلة عام 1953، على أن تستمر لمدة ساعة تقريبا.

وفي ختامها سيعلو صوت الأبواق في لحن عسكري معروف إيذانا بانتهاء المراسم ويلي ذلك دقيقتان من الصمت حدادا في عموم البلاد.

ويُنقل الجثمان بعدها على عربة مدفع في موكب ضخم يسير خلفة الملك تشارلز الثالث وكبار أفراد العائلة الملكية من الكنيسة وصولا إلى قوس ولينغتون عند طرف متنزه هايد بارك الشهير. ستطلق المدافع طلقات التحية وتدق ساعة بيج بن كل دقيقة.

بعدها ينقل الموكب الرسمي النعش إلى قلعة وندسور حيث تقام المزيد من المراسم قبل قداس في كنيسة سانت جورج الملحقة بالقلعة.

وفي مراسم خاصة تقام لاحقا، ستدفن الملكة إليزابيث الثانية بجوار زوجها الأمير فيليب، الذي توفي العام الماضي بعد أن ظلا زوجين لمدة 73 عاما، في كنيسة الملك جورج السادس التذكارية وهي أيضا مرقد والدي الملكة وشقيقتها الأميرة مارجريت.

وسيمثل ذلك نهاية فترة الحداد في أنحاء بريطانيا، على الرغم من أن حداد الأسرة المالكة سيستمر لسبعة أيام أخرى.

استقبال القادة

حضر جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، الأحد، مراسم الاستقبال التي أقامها جلالة الملك تشارلز الثالث، ملك بريطانيا، في قصر باكنغهام لقادة وزعماء العالم المشاركين في مراسم الجنازة.

وقالت موفدة “المملكة”، إلى بريطانيا، الأحد، إنّ أكثر من 500 شخصية من قادة ورؤساء دول وحكومات وشخصيات سياسية وصلوا يومي السبت والأحد إلى لندن، لحضور الجنازة الملكة.

وأعرب الملك تشارلز الثالث مساء الأحد عن شكره “للعدد الذي لا يحصى من الأشخاص” الذين قدموا الدعم لعائلته وله شخصيا منذ وفاة والدته.

وكتب الملك في بيان صدر عشية جنازة إليزابيث الثانية “بينما نستعد جميعا لتوجيه تحية الوداع الأخير، أردت فقط اغتنام هذه الفرصة لأقول شكرا للعدد الذي لا يحصى من الأشخاص الذين قدموا الدعم والمواساة لي ولعائلتي خلال فترة الحداد هذه”.

وألقى الرئيس الأميركي جو بايدن النظرة الأخيرة على نعش الملكة الراحلة، ووضع بايدن يده على صدره بينما كان يقف مع زوجته جيل أمام النعش المغطى بالعلم في قاعة وستمنستر في لندن.

رحلة الجثمان

نُقل جثمان الملكة إليزابيث إلى لندن يوم الثلاثاء من إدنبره، ونعش الملكة إليزابيث موجود حاليا في وسط قاعة وستمنستر على منصة أرجوانية فوق منصة حمراء. وهو مغطى بالعلم الملكي ويعلوه التاج الإمبراطوري موضوعا على وسادة، إلى جانب إكليل من الزهور.

ووقف جنود وحراس في معاطف حمراء، الذين يقفون عادة في حراسة برج لندن، برؤوس محنية.

ونُقل النعش لتلك القاعة من قصر باكينغهام على عربة مدفع ورافقه جنود يرتدون الزي الرسمي القرمزي في موكب رسمي مهيب بعد ظهر الأربعاء.

ووراء النعش، سار الملك تشارلز وابناه الأميران وليام وهاري وغيرهم من كبار أفراد العائلة المالكة في مشهد كئيب. واتحد الأميران في الحزن على جدتهما الملكة على الرغم من الخلاف بينهما.

وذهب الأمير وليام وزوجته كيت إلى مقر الإقامة الملكي في ساندرينجهام شرقي إنجلترا الخميس لتفقد الزهور والتعازي التي وضعها الناس هناك.

ولدى سؤال المتحدث باسم الملك عن مدى صموده في ظل كل تلك الأحداث رد بالقول “أعتقد أن من عملوا من قبل مع الملك يعرفون تحديدا كم هو مجتهد ودؤوب”.

مقالات ذات صلة