أحلام شاهد .. حاتم الكسواني

ضجت مواقع التواصل الإجتماعي غاضبة من نقل المطربة أحلام في طائرة عسكرية عامودية إلى مدينة البتراء أيقونة الأردن السياحية .

إنها عادة الأردنيين الحسنة حينا وغير الحسنة أحيانا ، والتي تتمثل بالتدخل بكل شؤون الوطن التي يدركون كنهها وأهدافها والتي لايدركون .

فأحيانا عندما نتدخل بأمر لا ندرك اهدافه فإننا نضر بها ونفرغها مما كان ممكنا” أن نستفيد منها كزيارة أحلام للبتراء التي كان هدفها إستغلال شهرتها في تسويق المدينة الوردية سياحيا خاصة لفئة المواطنين الخليجيين والعرب الذين يعشقون أحلام ويستجيبون لدعواتها لهم للقيام بأي فعل ، وهم أصلا فئة ضعيفة الإقبال على زيارة المواقع الأثرية ومنها البتراء وإن تواجدوا داخل المملكة كزائرين .

وقد كان تدخل الأردنيين إيجابيا قبل ظهور وسائل التواصل الإجتماعي بما كنا ندعوه ديموقراطية العشيرة  التي صبغت سلوك الأردني على تمسكه بقول الحق وتحقيق العدل والدفاع عن المظلوم ولو على قطع رأسه وأمام كائنا” من كان .

أما في ظل عالم التواصل الإجتماعي التي خلقت كيانا خاصا لكل إنسان بعيدا عن السيطرة المركزية والإلتزام الجمعي التي كانت تحققه العشيرة ، فلا بد أن نخفف من تدخلنا في كل أمر ولابد أن نحتكم للقوانين والأنظمة ، وأن نستقصي عن كل أمر قبل الخوض في غماره .

وعودا على بدء لماذا كانت زيارة أحلام هامة للأردن ومدينتها الوردية البتراء .. إنها كذلك لأنها تندرج تحت ما يسمى بعلم الدعاية والإعلان بإعلان ” شهادة الشهود” .

الشهود عادة هم أولئك المشهورين اصحاب الشخصية المؤثرة ” الكرزميه ” بجماهير غفيرة من معجبيهم كالفنانين والرياضيين والإعلاميين والشخصيات السياسية والمناضلين ونشطاء وسائل التواصل الإجتماعي الذين يستغلون لتسويق السلع والأماكن والأفكار .

وهنا نذكركم بعديد من السلع التي أستغل مشهورون بالتسويق إليها :

عمر الشريف ودخان جتين ” الجمل ”

دريد لحام وماكينة مولينكس

الحاج مازن القبج ومحمود مساعد لتسويق حليب سيفتي بإعلان إذاعي ” إعلان سود وجهك يا أبو سرور ”

رونالدو وشامبو كلير .

نيللي كريم وإعلان بيرسول .

ومئات مئات من الإعلانات اليومية لسلع وخدمات يقدمها فنانون ورياضيون ومشاهير عرب وأجانب .

خاتمة القول فإن  عملية نقل أحلام بعمودية عسكرية لم تكن قصة مادام الهدف منها أن تكون أحلام شاهدا لعظمة البتراء وجمالياتها وما دامت تقوم  بتسويق أيقونتنا السياحية البتراء فنحن وطن متكامل بمؤسساته المدنية والعسكرية .

مقالات ذات صلة