ولي العهد في العريش.. عزة وفخار

د. محمد المومني

حرير- في سابقة من أول قائد عربي، يحط سمو ولي العهد في مدينة العريش المصرية، ليشرف بنفسه على تجهيز ودخول المستشفى الميداني الأردني الثاني لقطاع غزة المحاصر في مدينة رفح الفلسطينية، ليكون المستشفى شاهدا على الدعم الأردني والوقفة التاريخية للأردن مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتنكيل ودمار. النقيب الحسين بن عبدالله الثاني، ملك الأردن القادم، يقود ثلة من جنودنا البواسل مكونة من 145 من مختلف الكوادر الإدارية والطبية، منهم 14 امرأة أردنية عظيمة من الكوادر الطبية والتمريضية. المستشفى الميداني مكون من41 حاضنة للخداج للأطفال حديثي الولادة، ومعدات للعمليات الجراحية المتخصصة والطوارئ والخداج والعناية الحثيثة ICU، ومختبرات وصيدليات وأشعة وغيرها من تخصصات طبية يحتاجها المستشفى لمعالجة ضحايا الحرب في غزة. أول دخول إغاثي كبير منذ 45 يوما للقطاع المحاصر الجريح.

سمو ولي العهد، النقيب بالجيش العربي، يجسد أفضل ما في الأردن والجيش من مناقبية وإيثار، يتحلون بالشجاعة والإقدام والشرف، يتسابقون لنصرة الضعيف والمظلوم، يقفون في خندق الوطن في دفاعه عن قضايا أمته ونصرتها. إنه الأردن بأبهى صوره، أول جنوده ملك وولي عهد، في الميدان مع رفاق السلاح لتلبية نداء الواجب نصرة للأمة. ولي العهد المعظم، ومعه ثلة من رفاق السلاح، يذهبون لمنطقة خطيرة عسكريا، غير آبهين بأي شيء إلا القيام بنداء الواجب، تلبية لأوامر القائد الأعلى الملك المعظم، الذي علّم العالم بأسره في هذه الأزمة وغيرها، كيف تكون الشجاعة السياسية والدبلوماسية والميدانية، يخوض حروبا سياسية ودبلوماسية وإعلامية وإغاثية وقوفا بوجه إسرائيل، المسنودة بكم هائل من الموارد والدعم العسكري والسياسي من غالبية دول العالم. يقف ملك الأردن ويحارب بشرف نصرة لقضايا الأمة، ويرسل ابنه الجندي في الجيش وملك الأردن القادم لخطوط التماس، وبذلك يسجل موقفا مدويا لكل العالم ولشعبه أن ها هنا قيادة شريفة عظيمة شجاعة، لا يمكن لها إلا أن تحارب دحرا للظلم ونصرة للحق. لهذا حكم الهاشميون ما يزيد عن 1400 عام منذ هاشم وما تلاه من نسل ومن عترة النبي صلوت الله عليه، ولهذا هم أقدم عائلة حاكمة في شرق المتوسط وثاني أقدم عائلة حاكمة على مستوى العالم بعد اليابانية، لأنهم في مقدمة الصفوف يتبعون الشورى في القول والفعل، ولأنهم يقفون دوما بجانب الحق والعدل.

الأردن محدود الموارد يقدم أغلى وأثمن ما يملك لنصرة قضايا الأمة وفلسطين، يقدم إنسانه الأردني وهو مورده الأهم والأعظم، لكي يقول للعالم إننا لن نقف متفرجين لا نفعل شيئا في وجه هذا الظلم، وإننا نتحدى القصف والظلم والتنكيل من خلال أفعال على الأرض وفي الميدان. جنودنا يقومون بواجباتهم في الإغاثة تماما كما يخوض الأردن حروبا سياسية ودبلوماسية وإعلامية لوقف ما يجري في غزة، وهي رسالة لكل أردني أن تطاول أعناقهم السماء فخرا ببلدهم وقيادته وولي عهده، فالأردن بكل مكوناته الرسمية والشعبية يقف وقفة عز سيسجلها التاريخ في هذه المحنة والظلم الذي تتعرض له الأمة.

مقالات ذات صلة