سان جرمان يستعيد لقب الدوري الفرنسي

باريس – استعاد نادي باريس سان جرمان أول من أمس الأحد لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم، بفوزه الكبير على حامل اللقب موناكو 7-1، ليتوج بلقبه الخامس في المواسم الستة الأخيرة، ويشرع في مرحلة تفكير بتغييرات متوقعة سيشهدها خلال الصيف.
لم يترك نادي العاصمة المملوك من شركة قطر للاستثمارات الرياضية، مجالا طويلا للنادي الجنوبي ليهنأ بلقبه الأول منذ العام 2000. فقد استعاد سان جرمان لقب الدوري الذي توج به أربعة مواسم متتالية (2013-2016)، وأضاف لقب هذا الموسم الى كأس الرابطة الذي توج به أيضا على حساب موناكو بنتيجة 3-0 في آذار (مارس) الماضي، للمرة الخامسة تواليا.
إلا أن سان جرمان ما يزال غير قادر على ترجمة هذه الهيمنة المحلية المطلقة، حضورا ثابتا على الساحة القارية. فالنادي الذي جعل في صيف 2017 من البرازيلي نيمار أغلى لاعب في العالم عبر ضمه من برشلونة الاسباني لقاء 222 مليون يورو، وأتبع ذلك باستقطاب الشاب كيليان مبابي من موناكو في صفقة يقدر ان تصل قيمتها الى 180 مليون يورو، سقط في امتحان دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية تواليا في ثمن النهائي.
ما يشفع للنادي ربما هو ان السقوط الأوروبي كان أمام صاحب “الوزن” الأثقل قاريا، ريال مدريد الاسباني، حامل اللقب في الموسمين الماضيين وحامل الرقم القياسي في عدد الألقاب (12 لقبا). وبعد سقوط في مدريد ذهابا بنتيجة 1-3، سقط سان جرمان مجددا على ملعبه في الاياب 1-2، وان كان قد خاض مباراة العودة في غياب نيمار الذي تعرض بين المباراتين، لكسر في مشط القدم اليمنى تطلب إجراء عملية جراحية.
واذ أقر مدرب سان جرمان الاسباني أوناي إيمري بأن “الخسارة أمام ريال مدريد كانت خسارة كبيرة”، لكنه اعتبر انه “باستثناء ذلك، أنا سعيد جدا بما أنتجه الفريق هذا الموسم”.
لم يخسر سان جرمان صدارة ترتيب الدوري المحلي منذ آب (أغسطس)، وهو على الطريق لتحقيق رقم قياسي جديد في عدد النقاط في نهاية الموسم (وصل حاليا الى 87، والرقم القياسي هو 96 نقطة موسم 2015-2016)، ولم يخسر سوى مرتين فقط ضد ليون وستراسبورغ.
وفي تصريحات هذا الأسبوع، أكد إيمري ان “لقب الدوري مهم جدا بالنسبة إلي. هو المسابقة الأهم ويظهر مدى ثبات الفريق.. النادي يريد ان يتقدم، يتحسن، ويصبح الأفضل في العالم”.
لكن الانطباع العام هو ان سان جرمان سيبقى خارج نادي “الأفضل” في أوروبا والعالم، ما لم يدعم خزائنه بلقب دوري الأبطال، المسابقة-المعيار لجهة تصنيف الأندية الأوروبية العريقة. بدا النادي قريبا في الموسم الماضي عندما بلغ ثمن النهائي وتقدم ذهابا على ملعبه على برشلونة 0-4، إلا أن النادي الكاتالوني حقق انجازا في الاياب وفاز 6-1، ملقنا النادي الباريسي درسا مؤلما دون في السجلات التاريخية للمسابقة.
والأكيد ان سان جرمان يدرك انه في غياب الحضور الأوروبي، لن يكون قادرا على إدراج نفسه بين الكبار. فاستعادة اللقب من موناكو لم تكن مهمة معقدة، لاسيما وان الفريق تخلى في الأشهر الماضية، عن العديد من نجومه الشبان الذين استقطبتهم أندية عدة، وفي مقدمهم مبابي.
كما ان القدرة المالية للنادي لا تقارن على الصعيد المحلي، وموازنته توازي موازنة منافسيه الثلاثة المباشرين (موناكو وليون ومرسيليا) مجتمعين.
التأثير القطري على النادي واضح دون لبس: اضافة الى قدرة استقطاب لاعبين بمبالغ خيالية، حقق النادي خلال الأعوام السبعة منذ انتقال ملكيته الى “قطر للاستثمارات الرياضية”، عددا من الألقاب يوازي ما حققه خلال تاريخه الممتد 41 عاما، وهو قادر على ان يضيف اليها هذا الموسم لقب كأس فرنسا (بلغ نصف النهائي لملاقاة كاين في 18 نيسان-أبريل).
وحتى قبل هذا الموسم، وضع سان جرمان نصب عينيه لقب دوري الأبطال. وبحسب العديد من المحللين، كان ذلك أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت إدارة النادي إلى تحطيم الرقم القياسي العالمي لأغلى انتقال في تاريخ كرة القدم (بأكثر من الضعف)، لضم نيمار من برشلونة.
الأرجح بحسب ما يتردد في التقارير الصحافية، هو ان يكون إيمري أول المتغيرات في النادي الأزرق.
عقد المدرب الذي قاد إشبيلية الاسباني إلى ثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) قبل قدومه الى باريس، ينتهي بنهاية هذا الموسم، ويتوقع ان يعمد النادي إلى استبداله بعدما قام بالعديد من التغييرات في صفوف اللاعبين، واستقدم نجوما بارزين تحسدهم عليهم أندية أساسية.
الاسم المتداول هو الألماني توماس توخيل، “العاطل عن العمل” منذ رحيله عن بوروسيا دورتمومد الألماني العام الماضي، علما انه يتمتع بخبرة محدودة أوروبية، ويحمل في رصيده لقب كأس ألمانيا 2017.
بعض اللاعبين قد يخرجون من صفوف النادي، مثل الارجنتيني خافيير باستوري والايطالي تياغو موتا. إلا أن السؤال الأهم الذي يتردد منذ فترة: هل يبقى نيمار في الموسم المقبل؟ التقارير تلمح إلى احتمال رحيله، وبالأخص إلى ريال مدريد، الغريم التاريخي لناديه السابق برشلونة.
إلا أن ادارة النادي وزملاء نيمار ما زالوا يؤكدون انه باق، وآخرهم مواطنه تياغو سيلفا الذي قال في تصريحات صحافية أول من أمس أن نيمار ما يزال جزءا أساسيا من “مشروع” سان جرمان.
أضاف أنا متأكد من ان مشروع النادي سيستمر ليحقق الفريق أحلامه”. -(أ ف ب)

مقالات ذات صلة