نقص حاد بوسائط النقل العام بمناطق بعجلون

حرير – كشف تقرير رسمي صادر عن وحدة التنمية المحلية، في محافظة عجلون، عن وجود نقص حاد في وسائط النقل العمومي في مناطق المحافظة، مؤكدا بذلك معاناة سكان القرى، ومشروعية مطالباتهم المتكررة بحاجة مناطقهم لوسائط النقل الكافية.
وأشار التقرير إلى وجود تحديات عدة تواجه قطاع النقل البري في المحافظة، وتتمثل بوجود مركبات خصوصية تعمل مقابل الأجر جراء نقص العمومي، وعدم تفعيل مراكز الانطلاق والوصول “المجمعات”، وتعدي أصحاب البسطات على مساحات من هذه المواقف كما هو في عجلون وكفرنجة.
وأكد التقرير وجود نقص حاد في وسائط النقل العمومية على جميع الخطوط، نتيجة لعدم تعزيز خطوطها منذ إنشاء الهيئة، والزيادة في عدد السكان، بالإضافة الى ارتفاع الكلف التشغيلية بسبب صعوبة التضاريس.
وبين أن مناطق لا تتوفر فيها أي وسائط نقل عمومية بسبب انتهاء العمر التشغيلي للمركبات التي كانت تعمل كخطوط عجلون-سامتا وعرجان-إربد وعجلون-اوصره وعجلون-الطيارة، لافتا الى أن هناك بعض التجمعات السكانية المنشأة حديثا غير مخدومة بوسائط نقل عمومية، خاصة الخطوط التي تخدم مساكن الأسر العفيفة مثل حي نمر في كفرنجة وإسكان الأسر العفيفة في منطقة صخرة.
وفي الأثناء، يؤكد سكان في محافظة عجلون، أنهم يستقلون المركبات الخصوصية التي تعمل بالأجرة بسبب محدودية وسائط النقل العمومية المتوفرة، وافتقار مناطق وأحياء لها، لافتين إلى أن الحل الأمثل يكمن بتوفير الحافلات الصغيرة سعة 10 ركاب.
وأكدوا أن الحافلات الصغيرة تشكل حلا جذريا لمشاكل النقل، وتسهم إلى حد كبير في إنهاء مشكلة عمل المركبات الخصوصية مقابل الأجر.
ويقول عبدالرحمن خطاطبة وحسن عليان من سكان حي نمر بكفرنجة، إنهما يضطران في التنقل إلى استخدام المركبات الخصوصية مقابل أجر مرتفع، أو المسير على الأقدام بسبب افتقار حيهما الذي يبعد زهاء 4 كم عن وسط مدينة كفرنجة إلى أي وسيطة عمومية، مطالبين هيئة النقل بالترخيص لحافلات صغيرة سعة 10 ركاب، خصوصا وأن طبيعة المنطقة وعرة وذات انحدار شديد وطرق ضيقة، ما يجعل الحافلات الكبيرة تواجه صعوبة في المسير.
ويقول ناصر الرشايدة، إنهم يطالبون منذ سنوات عدة بتوفير وسيلة نقل عمومية لمنطقة المشيرفة من دون فائدة، لافتين إلى أن الموظفين والطلبة في المدارس والجامعات يضطرون للمسير يوميا لمسافة 3 كم للوصول لمجمع كفرنجة، أو ركوب “البكبات” بأجور مرتفعة.
وتقول دعاء هزايمة “إن معظم المدن والبلدات والقرى والتجمعات السكانية في محافظة عجلون، تعاني في الأصل من نقص في وسائط النقل الداخلية، ما أدى إلى تفاقم ظاهرة العمل مقابل الأجرة للسيارات الخصوصية على العديد من الخطوط والتجمعات السكانية، والتي يلجأ إليها طلبة الجامعات والموظفون في ظل نقص وسائط النقل العامة”، مشيدا بتطبيق التجربة في بلدة الوهادنة التي خففت من المشكلة كثيرا.
وأكد أن العديد من التجمعات السكانية مثل؛ أم الينابيع والطيارة ودحوس وراجب وأوصرة وثغرة زبيد وحي نمر والطالبية وإسكان الأسر العفيفة في عين جنا وصخرة وعنجرة، من أشد التجمعات معاناة.
ويؤكد أحمد الغزو أن التنقل بين قرى المحافظة يحتاج إلى وقت طويل لقطع مسافات لا تتجاوز 20كم على أبعد تقدير بسبب طول الانتظار وبطء حركة الحافلات المتوسطة ذهابا وإيابا، مؤكدا أن الحافلات سعة 10 ركاب ستسهم في حفظ فترة الانتظار لسرعة ترددها ومناسبتها لمناطق المحافظة ذات التضاريس الجغرافية الوعرة، لافتا إلى نجاح هذه التجربة في بلدة الوهادنة؛ حيث قامت هيئة النقل بالترخيص لحافلة سعة 10 ركاب أثبتت جدواها، ما يستدعي تعميم هذه التجربة في النقل الداخلي للمحافظة.
وبينت مصادر رسمية في قطاع النقل، أنه تم رفع دراسات وتوصيات عدة لهيئة النقل للسماح بترخيص حافلات نقل عمومية بهذه السعة أكثر من مرة ولتشمل مناطق عدة في المحافظة، إلا أن شيئا لم يتحقق حتى اللحظة.
ووفق أرقام مكتب الهيئة في المحافظة، يوجد زهاء 126 حافلة نقل عاملة على مختلف الخطوط الخارجية والداخلية في المحافظة، غالبيتها متوسطة سعة 21 راكبا، إضافة إلى 68 مركبة تاكسي موزعة على 7 مكاتب.

مقالات ذات صلة