تسريب عقارات الكنيسة الأرثوذكسية في القدس.. من المتورط؟

حرير _ عادت قضية تسريب فندقي البتراء ونيو إمبريال وبيت في حي المعظمية بالقدس للواجهة من جديد، وذلك بعد ان صادقت محكمة الاحتلال العليا على صحة بيع تلك العقارات لجمعية استيطانية ورفضها استئناف الكنيسة الأرثوذكسية لتختم معركة قانونية استمرت 14 عاماً على بيع المباني.

كيف بدأت القصة؟

تعود قضية تسريب عقارات الكنيسة الارثوذكسية في القدس إلى عام 2005 حين أعلن عن صفقة بيع عقارات تابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس لشركات إسرائيلية تعمل لصالح جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية.

كشف البيع حينها ادى إلى اتخاذ إجراء استثنائي لإقالة البطريرك إيرينيوس، الذي عُقدت الصفقة في عهد ولايته، وحبس إيرينيوس، الذي رفض الإقالة، نفسه في غرفة في مبنى البطريركية، ولا يزال فيها إلى اليوم ، فيما حل يوفيلوس الثالث مكانه.

الصفقة تضمنت تأجير فندقي البتراء والإمبريال في ميدان عمر بن الخطاب عند باب الخليل، وما يعرف ببيت المعظمية في حي باب حطة بالبلدة القديمة لمدة 99 عاما، وتشمل الصفقة 22 محلا تجاريا تقع في نفس مباني الفنادق وتشرف على ميدان عمر بن الخطاب.

عائلة قرش تستاجر فندق البتراء المكون من أربع طبقات منذ ستينيات القرن الماضي، وغير بعيد عن ذلك الفندق يقع فندق الإمبريال، الذي يتكون من طبقتين تستأجره عائلة الدجاني منذ عام 1949.

من المتورط؟

المستشار القانوني لبطريركية الروم الأرثوذكس اسعد مزاوي قال لـ”رايـة” إن المحكمة العليا الاسرائيلية التي سمحت ببيع مباني الكنيسة لجمعية تابعة للمستوطنين، هي منحازة وشرعنت بذلك صفقات مزورة واحتيال لصالح المستوطنين.

وكشف مزاوي ان عملية التسريب تمت من خلال اشخاص تم زرعهم داخل الكنيسة لتنفيذ هذه المهمة التي عمل عليها المستوطنين منذ سنوات للاستيلاء على تلك الممتلكات، مشيرا الى ان رائحة التسريب فاحت في عهد البطريرك إيرينيوس وتمت من خلال أمين الصندوق السابق في بطريركية الروم الأرثوذكس نيكولاس باباديموس الذي كان يملك وكالة عامة من قبل إيرينيوس وتبين فيما بعد بانه متأمر من المستوطنين وعمل على تنفيذ هذه الصفقة مقابل رشوة مالية.

جهات آخرى وجهت أصابع الاتهام في تلك التسريبات الى البطريرك الحالي ثيوفيولوس الثالث متهمة إياه بانه تآمر مع المستوطنين لتمرير الصفقة، الا ان الكنيسة ترفض تلك الاتهامات وتؤكد بان التسريب تم قبل عهد ثيوفيولوس وان البطريركية من خلال المرافعات القانونية الخاصة بها قدمت ما يكفي من الادلة والبيانات لاثبات ان هذه الصفقات فاسدة ومليئة بالرشاوي والاحتيال ولكن المحكمة الاسرائيلية لما تأخذها بعين الاعتبار.

سعر بخس

باباديموس هرب بعد الصفقة إلى اليونان حاملا معه الأموال التي حصل عليها من المستوطنين فيما بيعت العقارات الثلاثة التي تشملها الصفقة مجتمعة بسعر بخس قدره مليون و805 آلاف دولار فقط..

وضع المستأجرين

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة القدس عدنان الحسيني قال لـ”رايـة”، إن الوضع الان بالنسبة للمستأجرين في العقارات التي تم تسريبها اصبح خطير للغاية بعد قرار محكمة الاحتلال العليا التي اعطت المستوطنين الحق بامتلاكها.

واضاف: المعركة كانت قبل قرار العليا الاسرائيلية حول الملكية والان انتقلت مع المستأجرين، مشيرا الى ان القيادة ستناقش في اجتماعاتها المقبلة تلك القضية وسيتم بحث حالة كل مستاجر على حدة لدعم صمودهم وبقائهم في اماكنهم.

وتابع الحسيني: المستأجرين المحميين الان امام معركة طويلة وليس بامكان المالك ان يخرجهم بالقوة لافتا الى انهم سيتعرضون لمضايقات كثيرة منها منعهم من اي عملية تطوير للمكان كما سيتم رفع الاجار عليهم في كل عام للضغط عليهم وإجبارهم على ترك مكانهم.

مقالات ذات صلة