نزيف الوقت

أحمد حسن الزعبي

يقول المثل..(فوق الفقر قلّة كيف؟)..هذا ما ينطبق بحذافيره على حكومة الرزاز المظفرة برغم كل محاولات الدفش والإنعاش والتلميع البائسة الا أنها تصرّ أن تبقى تسبح في السراب النظري البعيد والكلام الذي لا يطعم جائعاً ولا يحمي وطناً ولا يصنع انجازاً ولا يرضي عدواً أو صديقاً..
برغم الوضع الاقتصادي المحلي البائس ، وغياب الرؤى الشمولية للحلول المؤرقة والمرشحة للانفجار، وترك الحبل على الغارب والجلوس إلى طاولات الأحلام و”صف الحكي” والانفصال عن الشارع وهمومه وجراحه..وبرغم ما يحاك بين مغزل واشنطن و”نول” تل أبيب..يصرّون بالإبقاء على حكومةٍ جل انجازها أنها تتكلم وتحلم بالمستقبل وتريدنا جميعاً أن نقفز إليه ونحن نعاني من أمراض المفاصل المجتمعية والانزلاق الغضروفي الاقتصادي “ناهيك عن المستقبل الذي يريدنا أن نطّ عليه “بلا قافية” ” مجهول”، كما يتكلم الرئيس في لحظة تجلّي ابداعي بلاغي .. أن نشعل شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام ، والكثير من هذا الكلام المجترّ الذي “استفرغته” العامة قبل النخب لأنه مجرّد ملهاة بائسة عن هموم ملحّة…وفي الوقت الذي تنحسر فيه الأيام نحو الحسم ، ونرى عدونا الأوحد والأشرس يريد أن يتمدد ويصفي جميع خصومه ويتخلّص من جميع ديونه السياسية الدولية على حسابنا في غضون أسابيع أو شهور على أقصى تقدير..ونحن من وقع مع نفس العدو اتفاقية مجحفة واستعمارية بــ15 مليار دولار ، وبشرط جزائي مليار ونصف ان تراجعنا..يجيب رئيس الحكومة المحنّك والنبيه الفذّ بأن حكومته ليست هي من وقّعت اتفاقية الغاز!!!..يا سلام !! كأن ما جري شان شخصي ولا يحمل تبعات دولة واستقرار وطن…هذا الكلام الذي لا يرتقي ان يكون “لعب أولاد زغار” كان يجب الا يصدر من شخص بحجم رئيس الوزراء الذي نكن له الاحترام على الصعيد الشخصي..
نصيحة من قلب موجوع، يجب ان نوقف نزيف الوقت ، وعلى الحكومة أن تكون شجاعة في هذه اللحظات بالتحديد..وتستقيل وتعترف انها فشلت فشلاً ذريعاً بإدارة شؤون البلد في أحلك الظروف وأصعبها..لا أن يطلب رئيسها تعديلاً جديداً ليضيع وقتنا ومستقبلنا من جديد..
الكثيرون يعتقدون وأنا منهم ان بقاء هذه الحكومة واستمرارها..هو أكبر إضاعة للوقت ، وفيه تعميق آخر لجراح الوطن..فوجود حكومة “تسبح بالوهم البائس” تماماً كمن يلقي نكتاً ساذجة فوق رأس شخص يحتضر…لا هو يساعده في الشفاء ولا هو يدعو له بحسن الخاتمة..

مقالات ذات صلة