العجلوني صاحب فكرة الضمان في الأردن والحسين مَنْ غَرَسَ بذرتها..

 

** مسؤول كبير للعجلوني: بدّك تجيب الاشتراكية للبلد..

حرير – كان المرحوم عصام العجلوني هو صاحب فكرة الضمان الاجتماعي، وأول مَنْ بادر لتنفيذها في الأردن، وكما سمعت من شهود عيان على ذلك، فقد همسَ العجلوني، وكان حينها وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية في النصف الثاني من عقد السبعينيات من القرن الماضي ، همسَ بالفكرة لرئيس الوزراء في ذلك الوقت ومجموعة من كبار المسؤولين وكان أول ما بادره مسؤول كبير بقوله: ( بدّك تجيب الاشتراكية للبلد..!؟).. فأوضح لهم بأن الفكرة التي يقوم عليه الضمان تضامنية تكافلية وليست اشتراكية بالمعنى المقصود، وأن الهدف هو حماية العمال وضمان مستقبلهم.
وذُكِر عنه أنه قال لبعض المسؤولين في بداية طرح الفكرة بأن صندوق الضمان سيكون لديه مبالغ بمئات الآلاف وربما بضعة ملايين خلال فترة وجيزة، فاستهجنوا حديثه أيما استهجان..!
استمر العجلوني بالدفاع عن الفكرة، من أجل إيجاد مظلة تحمي عمال الأردن.. إلى أن تبلورت الفكرة واقتنع بها المسؤولون، ووصلت إلى سيد البلاد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال سنة 1977 الذي رحّب بالفكرة ودعَمها، ووجّه حكومته إلى العمل على سنّ قانون ضمان اجتماعي لحماية الإنسان العامل على أرض المملكة، فكان صدور القانون المؤقت رقم(30) لسنة 1978 قانون الضمان الاجتماعي.
وها قد مرّ ثلاثة وأربعون عاماً على زرع بذرة الضمان التي أنبتت شجرة حماية اجتماعية مثمرة وارفة الظلال (زيتونة مباركة) يستظل في كنفها ويجني من ثمارها حالياً أكثر من (270) ألف أسرة يتقاضى أربابها رواتب تقاعدية من الضمان. وها هي موجودات صندوق استثمار أموال الضمان تتجاوز اليوم حاجز أل (12) مليار دينار..
لهذا أطلقنا في عام 2009 اسم المرحوم عصام العجلوني على مركز تدريب الضمان في المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي ضمن احتفالية بسيطة حضرتها أسرته تكريماً متواضعاً له كصاحب فكرة الضمان رحمه الله، ورحم الله الملك الحسين الذي تبنّى الفكرة ودعمها وغرس بذرتها الأولى.

(سلسلة معلومات تأمينية توعوية مبسّطة بقانون الضمان أقدّمها بصفة شخصية ويبقى القانون والأنظمة الصادرة بمقتضاه هو الأصل – يُسمَح بنقلها ومشاركتها أو الاقتباس منها مع الإشارة للمصدر).

– الإعلامي والقانوني – خبير التأمينات الاجتماعية
موسى الصبيحي

مقالات ذات صلة