نكشف بالصور أحداث المسلسل الذي بدأه (رشدي أباظة) بناءا على رغبة الرئيس السادات

ذلك الذئب الأنيق الذي يخفي أنيابه في ابتسامة رومانسية ناعمة تخطف القلوب، وهو نفسه الذي كان عندما يتكلم أو يهمس بصوته وسرعة نطقه للكلمات يلهب قلوب عشاقه بسحرخاص، آخاذ يقود الحيارى في الحب والغرام إلى آفاق رحبة من الخيال.

ورغم سحر صوته فلم تكن وسامة (رشدي أباظة) وجمال ملامحه ولا خفة ظله فحسب هى صانعة تلك الأسطورة في زمن كان يحفل بالمواهب والعظماء في تاريخ الفن السابع.

وإنما كان بمثابة رجولة متكاملة وجمال غض في كل تفصيلة حسب وصف عشاقه الذين مازالوا في ازدياد يوما بعد يوم، وربما يعود ذلك إلى جذوره الأولى بحكم انتمائه لأسرة عريقة في تاريخها هي الأسرة (الأباظيـة) التي يرجع أصلها إلى بلاد القوقاز.

فضلا عن مصادفة ولادته في مدينة (المنصورة) التي يسكنها – كما نعرف جميعا –  جمال فطري نابع من طينة أرضها الخصبة وزرقة سمائها الصافية.

رشدي أباظة .. أدوار خالدة

كان (رشدي أباظة) حلم الكثير من الفتيات في عصره وحتى بعد وفاته، وكان دائما ما يسرق الأضواء في أفلامه التي شارك في بطولتها نظرا لجاذبيته الشديدة، وخفه ظله، وأدائه القوي، وحضوره الطاغي.

من منا ينسى الوسيم خفيف الظل  (مراد) في (الزوجة 13)، و(المراكبي مجاهد) في (صراع في النيل)، و(حسين باشا شاكر) في (شيء في صدري)، والمستهتر (صابر الرحيمي) في  (الطريق).

وزعيم العصابة (عصمت كاظم) في (الرجل الثاني)، والمناضل السياسي (حمزة) في (لا وقت للحب)، والميكانيكي الطيب (صابر) في (امرأة في الطريق)، والغجري الشرس (حسن) في (تمر حنة).

والجنرال الفرنسي (بيجار) في (جميلة بوحريد)، القائد المملوكي (بيبرس) في (واإسلاماه)، العاشق الرومانسي (مدحت) في (الحب الضائع)، وغيرها من شخصيات أخرى تعد علامات بارزة رسخت اسمه في بطولة 128 فيلما من أجمل أفلام السينما المصرية

إنه بحق ـ وكما زينت كتابي عنه (أسطورة الأبيض والأسود) الذي اختلطت حياته الشخصية بأدواره علي الشاشة فتحول أمام الجمهور إلي عاشق نبيل، رومانسي، عنيف، تعلقت به قلوب النساء، وأحبه الكبار والصغار على السواء.

رغبة الرئيس السادات

في ذكرى رحيله الـ (45) نكشف اليوم عن مسلسل قام ببطولته للتليفزيون المصري، بناءا على رغبة الرئيس (محمد أنور السادات)، وتشاءم من اسمه، ورحل دون أن يكمله!

والحكاية – كما استمعت بنفسي إليها في الشرائط التى كان يحكي فيها عن يومياته وذكرياته، وقمت بتفريغها مع شقيقه (فكري أباظة) ـ تعود إلى نهاية السبعينات عندما كرمه الرئيس (محمد أنور السادات) في أحد أعياد الفن.

ونظرا لحب الرئيس له، قال له: (ياريت يا رشدي تعمل لنا مسلسل حلو كده زي (بابا عبده) للفنان عبدالمنعم مدبولي، الناس في الشارع بتحبك، وأنت عمرك ما عملت مسلسلات).

وبعد أيام من هذا الحديث كان (رشدي أباظة) يجلس مع صديقه المخرج (عادل صادق)، ونقل له رغبة الرئيس (السادات)، وصمت المخرج الشاب وقتها.

صفقة مع الموت

بعد أسابيع فوجئ (رشدي أباظة) بالمخرج (عادل صادق) يدق بابه، ويحمل في يده سيناريو مسلسل بعنوان (صفقة مع الموت)، ونال السيناريو إعجابه، لكنه تشأم من الإسم، ووعده المخرج الشاب بتغييره قبل العرض!

ومرت الأيام، وأثناء انشغال (رشدي أباظة) بتصوير بعض أفلامه السينمائية، ذهب إليه (عادل صادق) ومعه أسماء أبطال المسلسل وهم (صفاء أبوالسعود، وحمدي أحمد، وفكري أباطة، وحسن حسني، ومدحت غالي) وغيرهم.

وبعد أيام قليلة كان المخرج (عادل صادق) وقع اختياره على أماكن تصوير المسلسل، وبدأ بالفعل التصوير، وكانت أحداث المسلسل تتحدث عن لهفة الأنسان على الحياة عندما يشعر بقرب الموت حوله.

وتدور الأحداث حول (توفيق البنهاوي/ رشدي أباظة)، رجل أعمال يكتشف انه عنده ورم في المخ بالصدفة، وليس أمامه في الحياة سوى 6 شهورويموت، فيقرر يحل كل مشاكله، ومشاكل من حوله! وكانه يعمل صفقة مع الموت.

تشاؤم رشدي أباظة

كان من المقرر أن تكون نهاية المسلسل أن (توفيق البنهاوي) يعمل العملية وتنجح، لكنه يموت بعدها، لكن (رشدي أباظة) طوال أيام التصوير كان في حالة تشاؤم من نهاية المسلسل، ونقل هذا إلى (عادل صادق).

فوعده أن يجعل (توفيق البنهاوي) يعيش، واشتغل (رشدي) على مدى ثلاثة أسابيع، لكنه سقط في أحد الأيام في مكان التصوير، وتم