“عرقان وطايب له”

أحمد حسن الزعبي

لم نعد نتفاجأ بشيء، لم يعد يصدمنا شيء ،طبقة الجلد الرقيقة التي كانت تتألم من وخز شوكة أو إبرة صارت تقاوم الصاروخ بكل بسالة ،قلت لا تتفاجأ عزيزي المواطن صاحب الرأي الحر لو اكتشفت أن بعض الأردنيين موقفه متقدّم على موقف “كوشنير” وحتى “نتنياهو” فيما يتعلّق بــ”صفعة القرن” والتسابق في الترويج لها بكل ما أوتي من سذاجة وعمالة..وأن “نتيناهو” في بعض المواضع قد “يعقّل عليهم” ان لزم الأمر، هؤلاء يحاولون تزيين نعوش الأوطان بورود بلا رائحة ، ويحاولون أن يكونوا أول من يركب الموجة حتى لو كانت موجة من المياه العادمة ..فقد اعتدنا على الأصوات الرديئة وصنّاعها ، لأن مهمّتها أن تكون رديئة ولا تعرف الا أن تكون رديئة في زمن الشجاعة والرجولة والوقوف بوجه العاصفة..
هذا يقول أن صفقة القرن في مصلحة الأردن ، والثاني لا يمانع من مشاركة الأردن في”مؤتمر المنامة” ، وغيرهما ممن يحاولون شق الطريق وتمهيدها ووضع “بيس كورس” من القبول التدريجي ..الغريب الغياب التام للحزم الذي نعرفه لإسكات مثل هذه الأصوات ولجمها وإعادتها إلى حجمها الذي تستحقّه .سيما وأن الموقف الرسمي المعلن حتى الشهر الماضي كان الرفض لكل فكرة صفقة القرن وتبعاتها..
**
المسألة ليست مجرد ثرثرة قالها أحدهم مدّعياً الاطلاع والمعرفة وهو لا يجيد كتابة الإملاء وتشقّ عليه التهجئة ويتعثّر بنطق جملتين صحيحتين على الهواء أو عن الهوى ،المسألة المريبة والمرعبة بالصمت على كل مشاريع الأبواق التي صارت تتنفس وتزيد من نعيقها مع اقتراب ساعة الحسم وإعلان الصفقة في غضون أيام قليلة..
ولنكن واضحين أكثر ، لا يحتمل الموقف والإجراء الرسمي تجاه هؤلاء “الكومسرية” الا واحد من احتمالين: إما إسكاتهم فوراً وتوبيخهم ما ينسجم من محاولة “تلطيخهم” لاسم الأردن وموقف الأردنيين وإضعاف الوطن بالرضوخ العبودي الرخيص والاعتذار العلني والمكتوب عما روّجوا له..وإما الصمت ، مما يعني أن شيئاً آخر لا نفهمه يدور في فلك التحول والغموض، لا يمكن تفسيره الا تحت عنوان: “عرقان وطايب له”..

لك الله يا وطني

مقالات ذات صلة