مسؤوليات المرأة تتعاظم برمضان والليل متنفسها للراحة والعبادة

 

حرير_ يقع على عاتق المرأة في رمضان عبء كبير، تتحمل فيه ما هو فوق طاقتها، لكنها تتحامل على نفسها، لانجاز أعمال البيت ورعاية الابناء وتحضير وجبات الافطار، ويزداد الحال صعوبة إن كانت عاملة، ولكن تجد متنفسها بالراحة حينما تخلو بسويعات الليل للقيام والابتهال الى الله.

تلملم نجاح منذ ساعات الصباح الباكر فتات التعب والإرهاق لتلقي به وراء ظهرها، بادئة يوما جديدا في نهار رمضان، ومع أن الم الديسك يجعلها تستصرخ ألما، غير أنها تسكتها بقولها :”استعنا بالله”.

وتروي نجاح البدوي كيف تقضي يومها الرمضاني قائلة :” أجلس على الأريكة كل يوم بعد عودتي من وظيفتي، وقد ذرف جبيني قطرات من العرق، بسبب حرارة الجو والأزمة الخانقة.

وتتابع بقولها انها تستعرض بذاكرتها ما يتوجب عليها إنجازه خلال اليوم، فتقطع خيالاتها لأنهاء أعمال المنزل وهي حائرة، من أين ابدأ. وتضيف البدوي “ثم أهرع إلى بيتي الثاني (المطبخ)، الذي أقضي فيه أغلب أوقاتي في شهر الصيام والعبادة، لتجهيز مائدة الصائمين، متحسرة على عدم تمكني من أداء العبادات، بسبب الواجبات المنزلية المفروضة علي”.

وما يخفف عن أم أحمد الشعور بالتعب والارهاق عندما يهل الأبناء والاحفاد الى منزلها قائلين ان بهجة رمضان لا تتحقق إلا عندما يفطرون في بيت العائلة ، وقد علت وجوههم ابتسامة الشكر.

وتصف أجمل الاصوات الى مسامعها بعد رفع اذان المغرب عندما تروى حناجر الصائمين العطشى، هو صوت قرع الصحون بالملاعق، لتتجلى فرحة الصائم بفطره، وبعدها استجمع ما تبقى من قواي المنهكة لأداء صلاة التراويح، لأرتمي بجسدي المتثاقل وسط سويعات قليلة من النوم، فأمامي نهار جديد، وتعب متراكم”، حسب تعبيرها. وتضيف ان رمضان شهر التغيير، فيه يتغير النوم ووقت الطعام، وأسلوب العبادة، والعلاقات الاجتماعية، وكأنها رسالة ربانية، بأن الإنسان قادر على التغيير في نفسه وحياته ابتغاء مرضات الله. وتقول الداعية خولة عابدين ان الأجر في رمضان يتضاعف كثيرا، مشيرة الى قوله تعالى في الحديث القدسي:” الحسنة بعشر أمثالها الى سبعمئة ضعف، أما الصيام فإنه لي وانا أجزي به”، مؤكدة على المرأة ان كل من يفطر في بيتها من الصائمين لها أجره، وهذا بحد ذاته يهون عليها تعبها، وهي نعمة تغبط عليها.

وتضيف بان ما يخفف على المرأة الشعور بالتعب جراء مسؤولياتها، والحزن على ما يفوتها من أداء العبادات عندما تعلم أن عمل المسلم يبنى على نيته، فليست العبادات وحدها ما يقرب المسلم الى خالقه، إنما كل عمل صغيرا كان ام كبيرا نقوم به لوجه الله تعالى فلنا أجره، لان الأعمال بالنيات.

ودعت المرأة الى أن تهيء نفسها قبل الشهر الفضيل بأن تعبها سيزداد وستتضاعف مسؤولياتها، فرمضان ليس كباقي أشهر السنة، فهو شهر الصبر واستنفار الطاقة، وعليها ان تسخرها لتنال الأجر المنشود، وهو العتق من النار.

وتنصح عابدين السيدات بأن تنظم من أسلوب حياتها الرمضاني، كأن تجهز الطعام ليومين مثلا، حتى تتفرغ في اليوم التالي للراحة وأداء العبادة، موضحة ان المرأة الواعية تشرك اهل بيتها في المسؤوليات المتزيادة في هذا الشهر، وتعودهم على معاونتها بما يخفف عنها.

مقالات ذات صلة