الملك يشير إلى وجود تواصل مع الجانبين السوري والروسي بشأن المخاطر الأمنية على الحدود

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال لقائه الأربعاء، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، شيوخا ووجهاء وممثلين عن المجتمع المحلي في البادية الشمالية، أهمية الانتقال من عمل الكتل تحت قبة البرلمان إلى الأحزاب البرامجية.

وأشار جلالته إلى وجود تواصل مع الجانبين السوري والروسي بشأن المخاطر الأمنية على الحدود.

ولفت جلالة الملك، خلال اللقاء الذي يأتي ضمن نهجه التواصلي مع أبناء الوطن وبناته، إلى خريطة أولويات عام 2022 والتي بدأت في التحديث السياسي، إذ أعرب جلالته عن تفاؤله بالشباب الذين يشكلون “الطاقة الأردنية”، وقدرتهم على تطوير الأحزاب لتكون برامجها تعالج مختلف القطاعات الاقتصادية والسياسية التي تلامس هموم المواطن.

وأشار جلالته إلى أهمية الرد على المشككين والمشوشين على المجتمع الأردني، موضحاً أن مؤسسات الدولة تعمل مع بعضها البعض ضمن أجواء إيجابية.

وعرّج جلالة الملك على رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقت أخيراً بمشاركة القطاع الخاص، مبيناً أن هنالك جهودا لجذب المزيد من الاستثمارات والشراكات الاستراتيجية، خاصة ضمن فرص التعاون الإقليمي مع الأشقاء.

وأكد جلالته أهمية التحديث الإداري، والذي سينعكس المضي به إيجاباً على تنفيذ خطط التحديث على المسارين السياسي والاقتصادي.

وسلط جلالة الملك الضوء على الفرص والإمكانات الكبيرة التي تملكها البادية الشمالية، لافتاً إلى أهمية تطوير الأساليب الزراعية، ووضع الأولويات في ملف الأمن الغذائي، وتعزيز مساهمة البادية الشمالية في تأمين احتياجات الأردن الزراعية، إذ أكد جلالته الدور المهم للمشاريع الزراعية في المساهمة في التخفيف من الفقر والبطالة.

وتطرق جلالة الملك إلى التحديات الأمنية التي يواجهها الأردن على حدوده الشمالية، إذ أكد جلالة الملك أن نشامى الجيش العربي والأجهزة الأمنية بالمرصاد لأي تهديد قد يحيط بالوطن، قائلاً إن التعليمات واضحة بهذا الشأن وخط أحمر لا يمكن التهاون فيها.

وأشار جلالته إلى أن هنالك تواصلاً مع الجانبين السوري والروسي بشأن المخاطر الأمنية على الحدود.

وحول قمة جدة للأمن والتنمية التي عقدت السبت الماضي في المملكة العربية السعودية، أعرب جلالة الملك عن ارتياحه للأجواء الإيجابية التي لمسها خلال القمة، والتي وصفها بالناجحة، مشيرا إلى حرص القادة العرب على مواصلة التنسيق والتشاور بخصوص القضايا العربية والمنطقة.

وبين جلالته أن الأردن جدد التأكيد خلال القمة على مواقفه الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية.

وأعرب المتحدثون عن اعتزازهم بوجود جلالة الملك وسمو ولي العهد بين الأهل والعزوة في البادية الشمالية، مؤكدين أنهم يقفون صفا واحدا خلف قيادة جلالته في الدفاع عن الوطن وحمايته والحفاظ عليه.

وثمنوا توجيهات جلالة الملك للحكومة في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، والمضي قدما في التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، مقدرين مساعي جلالته في الدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأكد الوزير الأسبق والعين نايف سعود القاضي أن الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك وضعت الأردن على مستوى متقدم في الأمن والاستقرار، مشيداً بثبات السياسات الحكيمة التي يقودها جلالته سواء محليا أو دوليا.

ولفت إلى الجهود التي بذلها آل هاشم من أجل أمتهم العربية ووحدتها، مثمنا جهود جلالة الملك ومساعيه في جميع المحافل من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وأشار إلى توجيهات جلالته المستمرة للحكومة لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.

وقال الوزير الأسبق سعد هايل السرور إننا ندخل المئوية الثانية بتفاؤل، ونشهد فيها إطلاق العديد من المبادرات خصوصاً فيما يتعلق بالتحديث السياسي وتطوير الأحزاب، وجهود التحديث الاقتصادي.

وأشار إلى أن جلالة الملك يجوب العالم ولا يأل جهداً في سبيل تحسين الأوضاع المعيشية للأردنيين على مختلف الصعد.

وقدر العين طلال الشرفات عاليا مواقف جلالة الملك في الدفاع عن قضايا الأمة والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وحل الدولتين.

وطالب بضرورة التركيز في الخطط الحكومية على البادية الشمالية، والعمل على دعم القطاع الزراعي، وإيجاد حلول للتخفيف من البطالة والفقر.

وأوضح الشيخ طلال الماضي أن التحديات التي تواجه الوطن، وخصوصا في البطالة والفقر وارتفاع الأسعار، تتطلب المزيد من الجهود الحكومية، وتحقيق التنمية في المحافظات كافة.

وأكد أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، معرباً عن تقديره للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية التي تبذل جهودا كبيرة من أجل حماية الوطن وصون مقدراته.

ولفت الفريق المتقاعد علي الخالدي إلى مواقف جلالة الملك المشرفة بالحفاظ على المقدسات في القدس الشريف، والدفاع عن القضية الفلسطينية، ورفض التوطين.

وبين أن الأردن كما دول العالم تأثر بالتغيرات والصعوبات العالمية، لكنه واصل بقيادة جلالة الملك دوره المحوري في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين.

وقال الشيخ هايل الفواز إننا نسير معكم يا جلالة الملك، نساند قراراتكم ونسير على خطاكم وتوجيهاتكم وندعم مواقفكم التي تسعى دوماً لرفعة الأردن والأردنيين.

وتطرق الشيخ منور الكعيبر إلى أهمية دور منطقة البادية الشمالية في الاقتصاد والاستثمار، وضرورة تحديد نوع الاستثمارات فيها سواء زراعية أو سياحية أو صناعية.

وأكد أهمية تأهيل وتطوير ثقافة العمل عند الأردنيين، وهو الأمر الذي يساهم بتخفيف الفقر والبطالة وتنمية المجتمعات المحلية.

وعبر الشيخ سلطان النعيمي عن اعتزاز عشائر البادية الشمالية بملوك بني هاشم، لافتا إلى الجهود الكبيرة التي يقوم بها جلالة الملك من أجل حماية ورعاية المقدسات في القدس الشريف من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.

وأكد أن هجمات التشكيك التي يتعرض لها الوطن تتطلب من الجميع تعظيم إنجازاته والحفاظ عليها.

وطالب الشيخ محمد المعرعر بضرورة تحسين البنية التحتية والتعليم وبناء المدارس في البادية الشمالية، مشيراً إلى التحديات والصعوبات التي تواجه قطاع الزراعة الذي يعد من أهم القطاعات في المنطقة.

وعدد رئيس مجلس محافظة المفرق صالح الخشمان أبرز التحديات التي تواجه محافظة المفرق، مطالباً بضرورة رفع موازنة مجلس المحافظة لتمكينه من القيام بدوره.

كما طالب بإنشاء ميناء بري في المفرق، وصيانة طريق بغداد الدولي، وإقامة مشاريع ذات جدوى اقتصادية للتخفيف من الفقر والبطالة.

وقال رئيس بلدية أم الجمال حسن الرحيبة إن بلديات البادية الشمالية استطاعت القيام بدورها على أكمل وجه ومواجهة مختلف التحديات.

ولفت إلى أهمية أن تنعكس جهود التحديث على الوضع الاقتصادي، مؤكداً وقوف أبناء البادية الشمالية خلف قيادة جلالة الملك، في الدفاع عن الوطن.

وأكدت الناشطة النسائية ثريا الخزام ضرورة تعزيز دور المرأة في البادية، وتمكينها في الريادة والابتكار، والقطاع الزراعي، مطالبة بإنشاء كلية زراعة في جامعة آل البيت.

وأشارت إلى أهمية تغيير الصورة النمطية للمرأة الحزبية، خصوصاً مع تعديلات التشريعات المتعلقة بتحديث المنظومة السياسية، وهو ما يتطلب دعم الإعلام بهذا الشأن،

كما طالبت بإنشاء مركز مهني تدريبي للمرأة في البادية.

وقال ممثل القطاع الشبابي مزاحم الغياث إن الشباب الأردني هو ثروة الحاضر وأمل المستقبل الزاهر، متحدثا عن أهمية انعكاس الإصلاحات على الصعيدين السياسي والاقتصادي على الشباب.

وبين أهمية إيلاء الشباب المزيد من الاهتمام، مثمناً الجهود التي تقوم بها الدولة في محاربة آفة المخدرات.

من جهته، أكد رئيس الوزراء بشر الخصاونة أن الحكومة بصدد إطلاق البرامج التنفيذية لرؤية التحديث الاقتصادي التي تم الإعلان عنها أخيراً، كما ستعلن خلال العشر الأيام المقبلة عن مخرجات لجنة التحديث الإداري بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.

ولفت الخصاونة إلى أن مجلس النواب ينظر حالياً بقانون ينظم البيئة الاستثمارية في المملكة، ويهدف إلى تعزيز الاستثمار ودور القطاع الخاص، وسيتصدى للفقر والبطالة، وسيتوازى العمل على ذلك مع حرص الحكومة على رفع مستوى التدريب المهني للشباب.

وأشار إلى أن الحكومة ستعمل على الاستجابة للطلبات التي قدمت خلال اللقاء، منوهاً إلى وجود صعوبات لا يتفرد بها الأردن وحده، وعلى رأس هذه التحديات ارتفاع نسب التضخم، وهي أزمة عالمية ناتجة عن الأزمة الأوكرانية والأزمات الدولية الأخرى.

واستعرض رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي مشاريع المبادرات الملكية التي نفذت في البادية الشمالية في الفترة بين عامي 2006 و2020، والتي تجاوزت 26 مليون دينار.

وبين العيسوي أن المبادرات الملكية مستمرة بعملها، بخاصة في القطاعات الإنتاجية والتي توفر فرص عمل للشباب، موضحا أنه سيتم إنشاء مصنع إنتاجي لتوفير حوالي 400 فرصة عمل، وكذلك سيتم التركيز على دعم المشاريع الصغيرة.

وحضر اللقاء مدير مكتب جلالة الملك، جعفر حسان، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر عاطف الحجايا، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، ومحافظ المفرق سلمان النجادا.

مقالات ذات صلة