حملات إعلام مشبوهة !!!

حاتم الكسواني

لاحظنا خلال الأشهر القليلة الماضية التي تدور خلالها رحى معركة طوفان الأقصى التي أزاحت الستار عن كل الزيف والكذب الذي حاولت قوى الصهيونية العالمية أن تلصقه بالشخصية الفلسطينية ، بل أنها كشفت عن صور أسطورية غير مسبوقة من بطولة الشعب الفلسطيني في مقارعته للشيطان الصهيوني في غزة على الصعيد العسكري ، وعلى صعيد صمود حاضنته الشعبية بتمسكها بخيار المقاومة ، وخيار التشبث بارض الوطن مهما غلت التضحيات .

وكشفت الشهور الماضية قوة إلتصاق الشعب الأردني بالقضية الفلسطينية ، وقوة تمسكه بخيارات الشعب الفلسطيني ، واعتباره القضية الفلسطينية قضيته الأولى ، كما كشفت إرتباطه العضوي مصيريا بمصير الشعب الفلسطيني ،.. ناهيك عن زخم الدعم المادي والمعنوي الذي قدمه ويقدمه أبناء الشعب الأردني لإخوانهم الفلسطينيين المحاصرين في غزة والضفة الغربية .

هنا التفت العدو الصهيوني كعادته لخطورة هذه المشاعر الأردنية تجاه إخوانهم من أبناء الشعب الفلسطيني كما إلتفت إلى متانة الإلتزام الأردني الداعم للشعب والقضية الفلسطينية ، وحجم تأثيرهما المستقبلي على معركته ضد شعوب المنطقة التي يدعي بأنها معركة وجودية بالنسبة له فآثر أن يفكك عرى تماسك هذه العلاقات الأردنية الفلسطينية إستعدادا لبث الفرقة بين أبناء التاريخ والجغرافيا والمصير الواحد فبدأنا نشهد حملات توثيقية تحت عنوان ” الأردن قبل قدوم الفلسطينيين ” ذكر فيها المشاركون الأردنيون بكل وفائهم المعهود سيرة معلميهم الذين قدموا من الضفة الغربية للضفة الشرقية واعتماد بعض مناطق الصحراء الأردنية إقتصاديا على مناطق الجوار الفلسطيني ، كما ذكر بعضهم كيف انهم تلقوا بعض المهارات المهنية في قطاعات الزراعة والتجارة والصناعة من أقرانهم الفلسطينيين .

وهنا لابد أن نوضح بأن هؤلاء المعلمين الذين نعرفهم شخصيا ونعرف أبنائهم واحفادهم إنما قدموا للأردن ضمن جهود وبرامج الدولة العثمانية ودولة وحدة الضفتين الأردنية الفلسطينية ، وان الحراك المعرفي والديموغرافي هو حراك طبيعي يحدث بين أبناء الدولة الواحدة عثمانية كانت أو أردنية .

أن مثل هذه الوثائقيات وثائقيات مشبوهة تحضر الساحات لعوامل الصراع الأهلي والفرقة ، أو تحضرها لقبول مشاريع سياسية مرفوضة كمشروع الوطن البديل ، وأن من انتجها عميل مشبوه في توجهه وولاءه لقضايا الأمة… فالأردن هو ماهو عليه اليوم من تحضر ووعي والتزام وطني وقومي لا ما كان عليه في سني الأربعينات والخمسينيات من القرن الماضي ، وأن فلسطين أحوج ما تكون لتوحد أبناء الأمة ودعمها وأن أبناء فلسطين هم أشد شعوب الأمة تمسكا بعناصر وحدتها ومشاعرها وقيمها الإسلامية والقومية على أرضية التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني التي يقف على رأسها حقه بالتحرر و العودة وتقرير المصير .

حملة أخرى تبث الآن على وسائل التواصل الإجتماعي تحت عنوان ” أرض التوراة في اليمن – نظرية الدكتور ” فاضل الربيعي ” وقد تم بدء نشرها على وسائل التواصل الإجتماعي أثناء معركة طوفان الأقصى ،.

هذه الحملة تدعونا للتساؤل حول المقصود منها …. فهل أنهت قوى الصهيونية التلمودية العالمية مرحلة من مراحل أطماعها في منطقتنا العربية وبدأت مرحلة جديدة وظيفتها أن تهيأ الأذهان عربيا ودوليا لتوسيع مطامعها الصهيونية لتشمل أرض اليمن باعتبارها الأرض التي شهدت الأحداث الدينية المتعلقة بالديانة اليهودية .. وأن المشروع الصهيوني الذي بني على مقولة إعادة بناء هيكل سليمان لابد أن يعود بيهود العالم إلى أرضهم الموعودة وفي اليمن هذه المرة لبناء هيكله فيها بعد أن أصبحت فلسطين و الدول العربية بين الفرات والنيل بأمر حكم الأمر الواقع واقعة تحت سيطرتهم …. ام ماذا ؟!

والسؤال … ماذا نستفيد من إثبات أن ماورد من قصص حول رسائل الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى ومكان نزولها واحداثها لم يكن في فلسطين ومصر والعراق بل كلها كانت في اليمن ؟!
إنما ننبه للأمر وللحديث بقية

مقالات ذات صلة