العودة الآمنة للجامعات والمدارس

د. مهند مبيضين

تتجه الدولة لعودة للتعليم الوجاهي، بعد تقطّع وتعليم عن بعد خلال العام الدراسي المنصرم، وليس فيما قمنا به من مواجهة للوباء خيار، فنحن مثل بقية الأمم، مع فوارق الامكانيات، وهنا يجب شكر كل العاملين في التعليم: وزارات وكوادر تعليمية من مختلف المؤسسات وكل من أسهم بعدم مسار التعليم وبخاصة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون عبر محطة منصة درسك التي غدت انجازا يستحق التقدير.
ليست التجربة خالية من الأخطاء، وليست الأخطاء مقصودة، لكننا بالمجمل أدّينا المهمة الكبيرة، واليوم نحن أمام حقائق ودروس وعبر، أولها: ضرورة إعادة تعريف التعليم ورسالته مع التكيف للمرحلة المقبلة، ويجب للمؤسسات التعليمية إعادة تعريف رسالتها في الدور المناط بها تجاه المجتمعات.
وثانياً: أنّ التعليم عنوان منعة المجتمع ويقود المجتمع للتحديث، والتكيف مع الأزمات، وقد اثبتت الجائحة أنّ التعليم هو القطاع الأكثر تأثيراً على حيوية النظم والسياسات العامة للدولة، وهو الذي يكشف فاعليتها ومنعتها، وهنا يجب الاستثمار والإفادة من الكفاءات الوطنية في قطاع التكنلوجيا وصناعة المحتوى التعليمي.
وللأردن خبرة متمكنة في ذلك، ولدينا خبرات كبيرة وقدرات مميزة، في الجامعات والقطاع الخاص والعاملون في منصات التعليم، وفي هذا السياق يجب الإفادة مما تحقق كمكاسب، ومنها المنصات التعليمية، التي وفرّت وصولاً سهلاً لخدمة التعليم وبخاصة لدى طلاب الجامعات البعيدون عن جامعاتهم في قرى نائية.
الجامعات كان أمامها فرصة في اختبار قدراتها في الإدارة بمعزل عن جيش الإداريين، فقد أديرت الجامعات بعدد قليل من الموظفين الذين لهم كل الشكر، وكان العبء الكبير على اعضاء هيئة التدريس الذين واجهوا أعباء كبيرة، وعلى رأسها تعذر وصول الطلبة في المناطق النائية لشبكات التعليم ومنصاتها المختلفة، بالإضافة إلى تعذر بعض الجامعات عن دعم طلابها في حزم الانترنت، رغبة بالتوفير وهذا مؤسف، وكانت النتجية احياناً تنمر الطلاب على الاساتذة، الذين كان يجب ان يكونوا ودوماً يجب أن يكون صدرهم واسع على أبنائهم الطلبة.
وزارتي التربية والتعليم العالي بذلت جهداً كبيراً، واليوم يجب الاستمرار في التعلم عن بعد في بعض المساقات، وهذا ما سيوفر الكثير من النفقات الوقت، ويمنح الطلاب مرونة كبيرة.
الحقيقة الراسخة أنّ التعليم عن بعد فرض نفسه، في حين كانت الجامعات عنّا لا تعتمد أي شهادة دراسية عن بعد قُبيل الجائحة، وهذا ما يجب أن نعيد التفكير به وتطوير سياسات المواجهة للازمات.
أخيراً، على مؤسسات التعليم اغتنام الفرص المتاحة، والتفكير بمستقبل جديد للتعليم، خلال عقد قادم، بسياسات وصول معرفي مرنة بدون كلف على الطلاب، ومن خلال تطوير مهارات الطلاب والأساتذة، وتحسين خدمات المعرفة الرقمية.

مقالات ذات صلة