طلاب أحرار خارج الأمة

محمد عماره العضايله

(ومايعلم جنود ربك إلا هو )صدق الله العظيم
ان التحول في المواقف الأوروبية والاميركية والتحول الشعبي وان كان على استحياء من الحرب والعدوان على غزة وهو الداعم للكيان الصهيوني التحول إلى مناهض للحرب والابادة والمطالبة بإيقافها ماكان ليكون لولا الحراك الطلابي الحر الذي اجتاح كل الجامعات الاميركية سواء جامعات النخبة اوالعامة والخاصة كذلك الجامعات الاوروبية ولا غرابة في هذا التحول رغم الزخم الاعلامي الصهيوني وأعوانه لأنهم يعيدون الزمن لقراءة اثرهم في التغيير انهم أحفاد اؤلئك الذين ثاروا عام ١٩٦٨ ضد الحرب في فيتنام فكانت تحولا اجتماعيا له الأثر الفاعل بإيقاف الحرب وهاهم يثورون للمطالبة بإيقاف هذه الهجمة البشعة على شعب يسعى للحرية والاستقلال وإيقاف الصور البشعة التي يندى لها الجبين إ إنهم الربيع الساخن الذي يحمل التحول وان كان متأخرا وهم الكتلة الحرجة لتلك الدول التي نحن منها براء فهم ضد الهيمنة والاستعلاء الذي تمارسه دولهم امام العالم وخاصة في فلسطين وتغاضي دولهم عن الابادة والقتل والدمار .
شبعنا خلال السنين السابقة في الحديث عن الشباب في الأمة وحجم هذه الفئة وأنها صاحبة العنفوان والتغيير المنشود نحو الحرية والاستقلال والعدالة والمساواة وأنهم قادة المستقبل واحفاد اؤلئك الذين حينما ثاروا عام ١٩٦٣اسقطوا حكومات (عبدالكريم قاسم في العراق وإبراهيم عبود في السودان وسوريا ) ومن قبلها معظم حكومات الدول التي كانت تسعى لإنشاء حلف بغداد وغيرها لكننا نراهم اليوم مغيبين وفي سبات عميق ليصبح خبزبهم مغمسا بالذل والهوان ولا يعول عليهم في التغيير والنهوض. فما عادت تعنيهم الأمة وروابط الدم والدين والعروبة والقدس ولاتثيرهم مشاهد القتل والابادة انهم شباب تائهون إنهم غثاء كغثاء السيل في أمة المليار حسبنا الله ونعم الوكيل
ياايها المكتوب في اعماقنا
انت الكتاب وكلنا قراء
الموت ليس هو الخسارة الكبرى ولكن الخسارة الكبرى هو ما يموت فينا ونحن أحياء.
وما الصورة الجميلة التي نراها من حراك في جامعات العالم ومطالبهم في الوصول للحقيقة الغائبة و الذين غيروا وضربوا بقوة الرواية والسردية الصهيونية رغم انهم مغيبون ولايعرفون الا الشيء القليل عن القضية الفلسطينية وحملات الابادة والتطهير العرقي الذي عانى منه الشعب الفلسطيني منذ قرن من الزمان لانهم عنوان التغيير وهم حملة التنوير الذي طلبتنا منه براء
ان السابع من اكتوبر كشف عن حقيقة الدول وقادتهم في الشرق والغرب وعرى ضعفنا ورغم ذلك فمجموعة الست العربية مستاءة كثيرا من المواقف الاميركية واخرها الفيتو في هيئةالأمم المتحدة!!
حراك الجامعات الاميركية وغيرها يثير ويخيف قادة العالم من ان تتحول لحراك مجتمعي مؤثر في القرارات والتوجهات فهم قادة المستقبل الحقيقيون وصناع الحياة لدولهم وشعوبهم فهناك فرق بين من هم واجهة إسرائيل وبين من واجهت إسرائيل او كما قال محمد إقبال
من شاب في نسج الحصير فما
له يوما إلى نسج الحرير يدان

مقالات ذات صلة