“وول ستريت جورنال”: السعودية وعدت حفتر بتمويل هجومه على طرابلس

حرير _ كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الجمعة، نقلاً عن مصادر سعودية وصفتها بالرسمية، أن المملكة العربية السعودية وعدت بتوفير الدعم المالي للّواء الليبي خليفة حفتر، في حربه التي يشنّها على العاصمة الليبية طرابلس، موضحة أنه بينما كانت بعض الدول تتحدث عن دعم الاستقرار بليبيا، قامت أخرى بدعم الجيش الذي يقوده حفتر.

وفي التفاصيل، أوضحت الصحيفة الأميركية أنه “قبل أيام معدودة من إطلاق حفتر عمليته العسكرية على العاصمة الليبية للسيطرة عليها، وفي ظل محاولته توحيد البلاد المنقسمة تحت سلطته، وعدت المملكة العربية السعوديةبتقديم عشرات الملايين من الدولارات للمساهمة في تمويل عمليته”، بحسب ما نقلته عن مسؤولين سعوديين.

وأضافت “وول ستريت جورنال”، أن العرض السعودي جاء خلال زيارة حفتر للرياض، التي سبقتها زيارات خارجية أخرى جمعته بعدد من المسؤولين الغربيين، خلال الأيام والأسابيع التي سبقت إعلانه بدء حربه على طرابلس، الخميس 4 إبريل/ نيسان الجاري.

وقالت “وول ستريت جورنال“، إن القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، كانت تنظر إلى حفتر الذي تسيطر قواته على معظم أرجاء شرق ليبيا، لاعباً أساسياً في محادثات السلام التي تجري مع حكومة الوفاق الوطني التي تحظى بدعم الأمم المتحدة.
وأضافت الصحيفة، أنه بينما دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حفتر إلى تفادي التصعيد العسكري، قامت قوى أخرى بتوفير الأسلحة والمال وأشكال أخرى من الدعم له، ما ساعده في تنفيذ أطماعه بالاستيلاء على أراضي البلد الغني بالنفط.
وتابعت أن محاوريه الأجانب، وفي خطوة منهم لتشجيع محادثات، ضمنوا وضعاً اعتبارياً للقائد العسكري. وفي هذا الصدد نقلت الصحيفة تصريحاً للمبعوث الأميركي السابق لليبيا، جوناثان وينر، جاء فيه: “كانوا يعتقدون أن يوافق على المشاركة في مسار دبلوماسي، لكنه كان يعتقد أنه كان يعزز من نفوذه”.
وعلى عكس المعلومات التي توصلت إليها “وول ستريت جورنال” من مسؤولين سعوديين بشأن دعم الرياض لحفتر مالياً، الذين قال أحدهم “لقد كنا جدّ أسخياء معه”، رفضت السلطات السعودية الرد على أسئلتها بخصوص ذلك.
وتمثل الهجمة على طرابلس بحسب “وول ستريت جورنال”، آخر حلقات الفوضى التي تعمّ ليبيا التي تتخبط في الأزمات، واحدة تلو الأخرى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، موضحة أن البلاد منقسمة الآن بين الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس، وحكومة أخرى متحالفة مع حفتر في الشرق.
وعن ذلك قال للصحيفة الخبير بالشأن الليبي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن، وولفرام لاشير: “ما كان لحفتر أن يكون لاعباً رئيسياً اليوم لولا الدعم الأجنبي الذي تلقاه”، مضيفاً: “في الأشهر الأخيرة، هبّ الجميع تقريباً إلى مساندة حفتر”.
وتورد الصحيفة، أنه في اليوم الذي تلى الهجوم العسكري لحفتر على طرابلس، قام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بزيارة القائد العسكري، ودعاه إلى التخلي عن التصعيد العسكري والمساهمة في إحياء مسار السلام، مضيفة أن غوتيريس قال إنه غادر ليبيا “بحسرة في القلب وبقلق بالغ”.
وقالت “وول ستريت جورنال”، إن هذه الزيارات أصبحت متكررة بينما تعاظمت سطوة حفتر في ليبيا، موردة أنه “أياماً قبل ذلك، حفتر استقبل بعثة من السفراء والمسؤولين من 13 دولة أوروبية والاتحاد الأوروبي، الذين دعوه إلى التنحي”.

وأضافت أنه في اليوم التالي، في 27 مارس/ آذار، حظي حفتر باستقبال بالرياض من العاهل السعودي الملك سلمان، وولي عهده محمد بن سلمان، لافتة إلى أن السلطات السعودية لم تكشف عنه في حينه، والتقى كذلك بوزير الداخلية ورئيس جهاز الاستخبارات السعوديين.

وبالإضافة لدعم الرياض، قالت الصحيفة إن حفتر تلقى دعماً عسكرياً جوّياً من الإمارات العربية السعودية ومصر، بحسب هيئة أممية مكلفة بمراقبة حظر التسليح المفروض على ليبيا. ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أن مصر تنكر ذلك، فيما لم تقم الإمارات العربية المتحدة بالاعتراف بوجود مقاتلات جوية في ليبيا كما سجلت ذلك الأمم المتحدة أو التعليق عليه. وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن روسيا أرسلت كذلك أسلحة ومستشارين عسكريين، وهو الأمر الذي ينفيه الكرملين.

في المقابل، قالت الصحيفة بأن المسؤولين بالإدارة الأميركية عبّروا عن ميلهم لأداء حفتر دوراً بليبيا في ظل أي تسوية سياسية ممكنة.

ونقلت الصحيفة عن مراقبين مطلعين على الأوضاع بليبيا، قولهم إن “حفتر قرأ في الاهتمام الدولي المتصاعد بشأن شخصه مؤشراً على شرعيته”. وأوردت الصحيفة عن لاشير قوله: “حفتر لم يكن يرغب في أن يكون جزءاً من الحل. إنه أراد أن يكون الحل”.

مقالات ذات صلة