فيضان سيارات

جهاد المنسي

حرير- من يشاهد حجم الازدحام المروري في شوارع عمان يعرف يقينا أن العاصمة أصبحت تضيق بمن فيها، ويقفز فورا للذهن عن سبب مواصلة المسؤولين الصمت على ذلك، وعدم اتخاذ خطوات سريعة إدارية وخدمية وتنظيمية للمعالجة، والتفكير برؤى جراحية تضمن تمدد العاصمة ودوائرها الخدمية لخارج المركز أي لحدود العاصمة وتخفيف الضغط على الوسط.

ساعات الذروة، أي ما بين السابعة والنصف حتى التاسعة والنصف ومن الثالثة وحتى الخامسة، تضاف اليها ازدحامات في مناطق معينة بين السابعة والثامنة.

ان مواصلة السكوت عن مشكلة النقل العام والبنية التحتية لشوارع عمان سيجعل العاصمة بعد سنوات قليلة مخنوقة بالكامل من السيارات، ويعزز من تفاقم المشكلة، والخوف ان نصل ليوم لا نستطيع ايجاد حل جذري، ومواصلة التعامل مع حلول ترقيعية اثبتت عدم نجاعتها وقدرتها على التعامل مع مشاكل يعاني منها القطاع مؤخرا.

المسؤولية في الدرجة الأولى تتحملها الحكومة وكذلك جهات أخرى ذات علاقة بتنظيم حركة المرور وتلك الجهات لم تملك حتى الآن قدرة على التعامل مع المشكلة، أو إيجاد حلول دائمة، وذاك يتطلب التفكير بشكل مختلف والخروج برؤى ناجعة أبرزها تخفيف الاعتماد على المركز من خلال توزيع الدوائر الحكومية على الأطراف، ودراسة النقاط المروية السوداء ومعالجتها من خلال جسور وانفاق، وتعزيز ثقافة النقل لدى المواطنين.

المؤمل أن نتوقف عن الحديث الكثير ونذهب للعمل والإنتاج، فالحل لا يكمن في عدد المؤتمرات التي عقدت لإيجاد حلول للنقل والأزمات المروية، فالمؤتمرات لا تفيد، والدراسات دون حلول على الواقع لا تعطي نتائج، ولذا فإن المواطن بحاجة لتنفيذ أي رؤى على أرض الواقع، وتنفيذ استراتيجية نفل عملية وواقعية تأخذ بالاعتبار تطلعات المواطنين وتشجع ثقافة استخدامها، ورفع مستوى الأمان ونشر ثقافتها واعتماديتها كوسيلة نقل آمنة، وإنشاء أسطول نقل عام بقدرات عالية تصل لمستوى طموحاتنا.

 

مقالات ذات صلة