مبادرة الحركة الإسلامية لحوار وطني

مبادرة الحركة الإسلامية لطاولة حوار وطني، ذات البنود العشرة، تشكل إسنادًا لمواقف الملك الوطنية والقومية، في مواجهة الضغوط والمؤامرات الراهنة والقادمة على القدس وعلى حقوق شعب فلسطين العربي.
لقد أيدت الحركة مطالب الحراكات والاحتجاجات الشعبية والمناداة بالاصلاح، الا انها لم تصطف معها.
والحركة ذات امتداد وجمهور وتتسم بالموضوعية والحكمة ولم تنتهز الظروف الصعبة فترفع السقوف وتفخت الدفوف.
وتعرف قيادة الحركة واعضاؤها، ان موقفها الذي وصفه البعض بانه «دولاتي» ووصفه آخرون بانه خذل الحراكات وباعها، موقف مكلف وليس شعبويا على الاطلاق، ولا يحظى بالارتياح في بعض قواعدها.
ظل رأيي دائما، الذي عبرت عنه كتابة وقولا على امتداد اربعة عقود ويزيد، ان الحركة الإسلامية قوة أمن و رشد. ولا يلغي هذا التقييم ولا يدفع الى الاخلال بالانصاف، شطط قياديين منها، مارسوا احيانا التشدد والتصلب وعدم تقدير دقيق لقوة وضعف ومركز نظامنا السياسي وقيمته الجيو-سياسية في الاقليم خلال السنوات الثماني الماضية. ولكن المبالغة والتشدد اداء لا تنجو منه لا الأنظمة ولا معارضوها.
صحيح أن الحركة ليس لها صاحب !! إلا أن التزامها ظل يسهم في تحقيق التوازن المنشود في أحلك الظروف. وفي تقديري انها ستكون اكثر اسهاما في الامن الوطني في قادم الأيام والتحديات.
مبادرة الحركة الإسلامية تعني انه لا بد من تضحيات وتنازلات وإرجاءات ووقفات واستدارات. وإعلاء شأن على شأن، على قاعدة «أولى لك فأولى» !!
ولذلك وردت في البيان جملة سديدة منحوتة بمهارة سياسية وبدقة لغوية وبصعوبة تنظيمية، جملة تحتاج الى قدرة على «تبليعها» لمتشددي التنظيم والحراكات.
تتحدث الحركة عن تحقيق الإصلاح بشكل «هادئ و آمن ومتدرج». انها الجملة-الموقف، التي تحظى بتقدير عالٍ وتثمين كبير.
و حيث ان المبادرة تعبير عن اصطفاف جديد، ومرونة وطنية وضرورة قومية وتلبية لنداء ديني، فيجب ان تتم مقابلتها بتفهم شعبي ورسمي كبيرين، يعيدنا إلى صيغة «تكامل الأدوار وتوزيعها» التي لا مفر منها، من أجل تصليب الجبهة الداخلية وسد الفرج فيها ووضع المزيد من عناصر القوة، في زندي الملك الهمام، الذي اصبح رأس الحربة في مقارعة المخططات التصفوية الإسرائيلية ومجابهتها.
انني أراها مبادرة سياسية رفيعة المستوى ومبادرة إسناد وطنية مهمة في توقيتها ومنطلقاتها واهدافها واطرافها.
وواقع الحال ان الحركة الاسلامية تماهت إلى حد كامل مع النظام ومع شعبنا في كل احزابه ومحافظاته ونقاباته. مع إعلامه وسلطاته التشريعية والتنفيذية والقضائية. مع شبابه وشيبه.
وخلاصة القول إن شعبنا الاردني متماهٍ مع اهلنا في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر، في كفاحهم من أجل الدولة الفلسطينية الواحدة وعاصمتها القدس الشرقية.

محمد داودية

مقالات ذات صلة