عباس : الإدارة الأمريكية وسيط غير نزيه

حرير – قال أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح: يجب ألا نكتفي بالإشارة إلى أننا نمر بظروف حرجة وتحديات خطيرة فحسب، وإنما التأكيد على مواجهة مختلف الظروف والتحديات عبر توحيد مواقفنا وتعزيز تماسكنا وتحاوز خلافاتنا، فضلا عن تطوير العمل التنموي المشترك.

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية لا زالت تعاني ابتعادها عن اهتمام المجتمع الدولي وصدارة الأولويات العربية، على الرغم من أن أمن العالم واستقراره سيبقى يعاني ما لم تتحقق التسوية العادلة للقضية الفلسطينية، والتي تفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداَ أن أية ترتيبات لعملية السلام في الشرق الأوسط لا تستند على تلك المرجعيات ستبقى بعبدة عن أرض الواقع، ولا تحقق الحل العادل والشامل، معربا عن أسف بلاده ورفضها لإعلان الولايات المتحدة الأميركية واعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، لما تمثله هذه الخطوة من خروج عن قرارات الشرعية الدولية.

من ناحيته، أشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى التحديات التي تواجه العالم العربي، وعلى رأسها الصراع العربي الإسرائيلي، والذي لا يمكن تجاوزه إلا بالحل السلمي العادل والشامل، بحيث يحصل الشعب الفلسطيني من خلاله على حقوقه الكاملة، وعودة الجولان المحتل لسوريا، لتتحرر جميع الأراضي العربية المحتلة، ويتم طي هذه المرحلة المؤلمة التي استنزفت الأمة وطاقاتها لسبعة عقود، وتبدأ مرحلة السلام الشامل والعادل وإعادة البناء.

وقال في كلمته خلال القمة: إن استمرار الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، سيبقى وصمة عار حقيقية على جبين المجتمع الدولي، طالما استمر ضرب عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية، وبقيت محاولات الالتفاف على مرجعيات السلام ومحدداتها.

وبين الرئيس المصري، أن مواجهة خطر الإرهاب، الذي بات يهدد وجود الدولة الوطنية في المنطقة العربية، تقتضي التحرك بشكل سريع وبدون مماطلة، لتطبيق جميع عناصر المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب التي تضمنتها قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة، وعلى رأسها قرار “تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب”، الذي اعتمد في القمة العربية الأخيرة في الظهران.

وطالب بتحرك شامل لتنفيذ كافة عناصر مبادرة الأمم المتحدة للتسوية في ليبيا، والتي اعتمدها مجلس الأمن منذ أكثر من ثمانية عشر شهرا، لافتا أن المطلوب هو إرادة سياسية تتعالى على المصالح الضيقة، وتسمو بمصلحة ليبيا واستقرارها فوق المزايدات السياسية والمطامع الشخصية، وأن يقف المجتمع الدولي وقفة حازمة بوجه قوى معروفة للجميع، تورطت ولا تزال في تهريب السلاح والمقاتلين إلى ليبيا، ودعم المنظمات الإرهابية بدون أي رقابة أو محاسبة.

من جهته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إنه لم يعد باستطاعتنا تحمل الوضع القائم او التعايش معه حفاظا على مصالح وأحلام شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وسنضطر لاتخاذ خطوات وقرارات مصيرية، واننا مقبلون على أيام غاية في الصعوبة، بعد أن دمرت إسرائيل كل الاتفاقيات وتنصلت من جميع الالتزامات منذ اتفاق أوسلو إلى اليوم.

وأكد أن استمرار اسرائيل في سياساتها واجراءاتها لتدمير حل الدولتين، جعلنا نفقد الأمل في أي سلام يمكن تحقيقه معها، مشيرا إلى أن مواصلة اسرائيل لسياساتها العنصرية والتصرف كدولة فوق القانون ما كان له ان يكون لولا دعم الإدارة الاميركية، خاصة اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها اليها، وازاحة ملفات الاستيطان، واللاجئين والأونروا من على الطاولة.

وحذر في كلمته من محاولات اسرائيل دفع بعض دول العالم لنقل سفارتها الى القدس، ما يستدعي من الجميع إعلام تلك الدول بأنها تخالف القانون الدولي والشرعية الدولية، وأنها تعرض مصالحها السياسية والاقتصادية مع الدول العربية للضرر والخطر إن قامت بذلك، داعيا بالوقت ذاته إلى تفعيل قرارات القمم العربية السابقة الخاصة بتوفير شبكة الأمان المالي والوفاء بالالتزامات المالية لدعم موازنة دولة فلسطين، ما يمكن شعبنا من الصمود والثبات.

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى وجود اتصالات حثيثة ومتواصلة وعلى الصعد كافة، وبالتنسيق المشترك مع جلالة الملك عبد الله الثاني، صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وشريكنا في الدفاع عن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وهنا نشيد بدور الأوقاف الإسلامية الأردنية باعتبارها مسؤولة حصريا عن إدارة شؤون المسجد الاقصى المبارك، ونحن نعمل معا وسويا لوقف هذه الهجمة الشرسة من جماعات التطرف المحمية من الحكومة الاسرائيلية، والعودة لاحترام الوضع التاريخي القائم قبل 1967 التي تعمل دولة الاحتلال على تغييره لصالح مشروعها الاستعماري.

مقالات ذات صلة