الصين تشكل بهدوء نظاما عالميا جديدا

تعيد الصين صياغة الشؤون الدولية بهدوء بطريقة تناسب مصالحها وسط انشغال الولايات المتحدة بقضايا صاخبة غير مهمة على المدى البعيد، بما في ذلك مقال نيويورك تايمز، تحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات الامريكية، تجربة شركة نايكى التجارية الجديدة وجلسة تأكيد مرشح المحكمة العليا.

هناك نظام عالمي جديد يتشكل بعيدا عن تغريدات الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، وأوضح دليل على هذا النظام الذى تقوده خفية الصين/ ما حدث في منتدى التعاون الصيني- الأفريقي  الذى عقد في بكين، الأسبوع الماضي، اذ شارك حوال 50 رئيس دولة أو حكومة افريقية في المنتدى في مناسبة واحدة، وعلى حد تعبير العديد من المعلقين الامريكين ، متى كانت اخر مرة وصل فيها 50 من قادة العالم الى واشنطن عن طيب خاطر، وغادروا دون ضغينة؟.

 يقول البروفسور سانديب غوبالان، استاذ القانون في جامعة ديكين في ملبورن( أستراليا) ونائب نقابة المحاميين الامريكيين للمعاملات الدولية، ان المنتدى لم يكن مناسبة للاحاديث الرخيصة اذ تعهدت الصين باستثمار 60 مليارفي افريقيا في السنوات القادمة مشيرا الى ان الاستثمار لا يقتصر على مشاريع البنية التحتية، بل يشمل برامج بناء القدرات للعمال الأفارقة مع منح دراسة لمتابعة التعليم في الصين.

الاستثمارات الامريكية  في اسيا بدوها ضئيلة جدا مقارنة مع الاستثمارات الصينية ، وبالنسبة لافريقيا فالاستراتيجية الامريكية شاذة للغاية، وليس من الملائم، والحديث هنا لغوبالان، توجيه الاتهامات للصين او تكرار الاتهامات السابقة بان الصين تسعى الى توريط افريقيا في فخ من الديون او توجيه اتهامات اخرى جادة من قبل وزارة الدفاع الامريكية تفيد ان الصين تستخدم مبادرة الحزام لتطوير علاقاتها الاقتصادية مع الدول الاخرى لكى تشكل محورا يتناسب مع صالحها او لردع النقد في نهج الصين تجاه القضايا الحساسة.

واستخدم الرئيس الصيني، شي جين بينغ، كلمته الافتتاحي في المنتدى للتعبير عن هذه الانتقادات بالقول ان الصين ستتبع  نهج ( خمسة – لا ) في العلاقات مع افريقيا، وهي نهج يعنى ان الصين لن تتدخل في سعى الدول الافريقية الى مسارات التنمية التى تناسب ظروفها الوطنية ، وهو يعنى، ايضا، عدم التدخل في الشؤون الافريقية الداخلية وعدم فرض ارادة الصين على هذه الدول وعدم وجود قيود سياسية على تقديم المساعدات لافريقيا وعدم تحقيق مكاسب سياسية انية في مجال الاسثمار والتعاون مع افريقيا .

هذا النهج الحديث، يشكل بطريقة ما ، انتقادات للاستراتيجية الامريكية والغربية بشكل عام عن تقديم المساعدات للدول النامية ، وهو يمثل ، ايضا ، مقاربة قد تنطبق على الدول الاخرى في المستقبل

مقالات ذات صلة