لا لخلط الأوراق… يحيى بركات

مقالة حول الإنتخابات الفلسطينية للمخرج والإعلامي الفلسطيني يحيى بركات

 

أخشى ما أخشاه أن نقع وبقصد من البعض في لعبة خلط الأوراق التي أصبحت عنوان هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات التشريعية الفلسطينية.

هناك أشخاص داخل حركة فتح يعملون ويغذون هذه الخشية.
فليس سرا أن العديد من الأنظمة العربية تحاول أن تتدخل بالانتخابات الفلسطينية.

ومنذ انطلاق الثورة الفلسطينية  فرضت هذه الأنظمة على حركة النضال الفلسطيني وعلى منظمة التحرير العديد من القيادات الفلسطينية.

حتى أنهم فرضوهم على المجلس الوطني ، تيسيرا”  لانتخابهم أعضاء” في اللجنة التنفيذية.

ولان قدرتنا على مواجهة هذه الأنظمة كانت صعبة رضخت القيادة الفلسطينية لإملائاتها ،
تحت وطأة وجود  جسم الثورة العسكري  تحت سكين أجهزة مخابراتها ، ووطأة وجود  كل كوادر النضال الفلسطيني  في دولها.
لكن الآن ونحن على أرض الوطن وبين شعبنا يجب أن نرفض كل الإملاءات، وألا نسمح لأي تيار سياسي فلسطيني أن يكون له موضع قدم في حركة نضال شعبنا أو مؤسساته الوطنية التشريعيه وهو عميل لهذا النظام أو ذاك.

ومن بين من أفرزه النضال الوطني الفلسطيني بفعله، وحضوره، وتاريخه النضالي ، وولائه لشعبه وقضيته، علينا التمييز بين من يعمل لصالح هذه الانظمه التي أثبتت دون مواربة أنها كانت تعمل بتعليمات من الصهيونيه وأجهزة الاستخبارات الامريكيه والإسرائيلية، لوأد القضية الفلسطينية عبر اختراق الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنيه، وبين شخصيات وطنية فتحاوية معروفة  بنزاهتها ، تختلف  مع السائد من الشخصيات خاصة الوصوليين  الذين  أصبحوا عنوان هذه المرحله.

شخصيات وطنيه يطرحون رؤية سياسيه وبرنامج بديل لن يقبله أو يتقبله من صعدوا  أو  صعدوا “بضم الصاد”  لقيادة الحركه.

الفرق كبير وواضح بين من يريداختراق الشعب الفلسطيني ومؤسساته لصالح الانظمه ومصالحهم ومصالح من صنعهم،
ففي كل تجارب الاختراق لمؤسسات منظمة التحرير  فإن شعبنا الفلسطيني هو من  دفع الثمن، والضحية  كانت القضيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني.

إن اللعبة واضحة، و هي تهدف إلى  هيكلة المنطقة وتحديد اللاعبين فيها بقيادة الكيان الإسرائيلي، وتغيير ملامحها الجغرافية والتاريخية والسياسية والفكرية .
وفي هذا الاطار كانت الحروب التي دمرت جيوش عربية بأكملها، و أدت إلى الإعتراف العربي العلني بالكيان الصهيوني.

عملية قلب للحقائق ، جعلت من الفلسطيني
وحيدا يصارع العدو الإسرائيلي وحلفائه العرب.

فقد أصبحت الأنظمه العربيه خاصة الخليجية منها، وأجهزة الاستخبارات الأمريكيةو الإسرائيلية  ومن باع نفسه من الفلسطينين يتبادلون الأدوار في مناخات من الصراع أشبه ما تكون بالكوميديا السوداء.
معظم شعبنا الآن منفتح لاستقبال بديل يمنع ويوقف الخطر القادم.

وبالتالي لا بد من التغير ولابد من شخصيات وطنية غير ملوثة بمال الأنظمة.

لا يكفي أن يحذر البعض من انقسام الحركة ووجود أكثر من قائمة للانتخابات ووضع الصالح والطالح في سلة واحده.
هذا إجحاف واحتقار لعقل أبناء الحركة وللمواطن الفلسطيني ولعقل الشارع الفلسطيني.
لا بد أن نفهم أولا كيف تقاس الوطنية.
ثم نتعامل معكم على أساسها بحكمه وبعقل.
تريدون أخذنا للمجهول دون أن تسمحوا لنا حتى بالسؤال والتساؤل، على أساس أن ما يجري ويدور وما ترتبونه أكبر من قدرتنا نحن الشعب على فهمه.
اسمحوا لنا أن نفتح عيوننا وننظر لما اوصلتمونا إليه.
امنحونا فرصة أن نتوحد خارج هيمنتكم وتحالفاتكم ومصالحكم في تقسيم وتقاسم نتيجة الانتخابات.

أننا نريد أنزالكم من فوق الشجرة، لأن المستهدف هو  ” الوطن والشعب” وليس  “الحركة”

والوطن والشعب ليس قوة سياسيةأو أسماء يمكن أن تفرض علينا تحت سوط إرهابنا من انقسام الحركة.

الوضع ملتهب وقد تجاوز النوايا.
وتجربتنا مع الماضي لازالت ماثله.

ولن ننخدع بخلط الأوراق،  فهنالك من يحاول ان يصنف توجه البعض لممارسة حقه المشروع في  خوض معركة الانتخابات مستقلا أو عبر قائمة  كحالة انشقاق لخلط الاوراق والأسماء

”  اصحاب التاريخ الوطني الناصع مع عملاء الانظمه في سلة واحدة”
ما المقصود من هذا الخلط؟!
حرق للأسماء الوطنيه الفتحاويه؟!!
هذا الخلط اسلوب استخباراتي مكشوف وسيعود إلى نحر من يروج له.

يجب ان تتوحد الجهود كي تكون الانتخابات  الفلسطينية حرة نزيهة وان يسمح لكل الكفاءات الوطنيه والسياسيه  الممثلة لكل القطاعات  ان تشارك في  الانتخابات.

والشارع الفلسطيني قادر على الفرز، والشعب هو الحكم.
ان الخلط بين الصالح والطالح يمكن ان يأخذنا الى صراع يريده البعض أن يتجاوز ميدان الانتخابات، والحركة ، وعلنية التنافس السياسي في ميدان الديموقراطية، الى صراع ومعارك مسلحة لان هذا ما حضروا  له من زمن كي يحمون مصالحهم ومكتسباتهم.
او إلغاء أو تأجيل هذه الانتخابات وسيجدون أكثر من سبب لذلك،
أبناء فتح المناضلون الحقيقيون
عندما يغنون فتح ثوره على الاعادي،
يستبدلونها
بشعبي ثوره على الاعادي ،
لان فتح هي الشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة