هل ستتخلص امريكا من نتياهو عبر”القضاء” الاسرائيلي تمهيدا لايقاف حرب غزة..؟

ا.د حسين محادين

حرير- تمهيد…

أ- لا تستقيم عملية فهم وتحليل مبررات عودة الحرب بعد انتهاء الهدنة ؤجمود عملية تبادل الاسرى التي وصلت الى المطالب الصارمة لحماس بمطالبتها الاشتراطية للآن في استمرار عملية تبادل الاسرى في تبيض السجون الاسرائيلية بمعزل عن المحيطين الوطني الفلسطيني المرّ ومستجدات ما بعد 7 اكتوبر.

ب – الحرج العالمي المذهول من واقع وآفاق غزوة غزة العقدية والعسكرية المرشحة للتوسع في الاقليم والعالم استنادا لاطروحات علم اجتماع السياسية.

(1)

تشير دراسة علمية هامة صدرت قبل ايام عن جامعة تل ابيب تضمنت ابرز نتائجها التي فضحت أبرز السمات الشخصية لرئيس وزراء إسرائيل، نتنياهو ولعل أبرزها ما يلي :-

شخص متمحور حول ذاته الفردية بالمطلق.

تضخم قناعته بأنه وحده من يدرك ويدير سياقات التاريخ وادارة اسرائيل وصراعاتها في المنطقة والاقليم العالمي.

ان طموحاته الشخصية كسياسي اسرائيلي- وهو المطلوب للمحاكمة”العادلة والمُستحقة جراء فساده ومسؤولياته كسياسي عن الاخفاقات العسكرية لدولة الكيان المدعومة من حلفائه الغربيين التي احرجتهما معا امام الراي العام العالمي الثائر ضدهما ايضا، وأن هذه القناعات لديه تتقدم حتى على اولويات الإسرائيليين جميعا.

انه مروغ وبلا قلب وبالتالي لا يحس بضحاياه انسانيا، كما انه غير وفيّ بالمطلق لاي كان، وسيلة متلونة الادوات والاطروحات تهربا من تحمُل اخطائه، علاوة على مهاراته اللافتة في عزو وتحميل اخطائه للاخرين كي يكونوا ضحايا اضافية لطموحاته، بدليل كما تشير الدراسة تغريدته المتضمنة إلقاء اللوم على الاستخبارات والجيش اللذان يتحملان مسؤولية فوز المجاهدين الفلسطينيين في غزة رغم اعتذاره لاحقا عما غرد به؛اضافة لسعيه المستميت للاستئثار باي قرار وبكل الطرق الانتهازية التي تُبقيه قائدا للمشهد السياسي في اسرائيل هروبا من انتهاء حياته السياسية الأكيدة.

( 2)

لاشك ان غزوة غزة وآفاقها اللاحقة، قد عرٌت هشاشة الكيان المحتل لفلسطين والشرق عموما بأنه الاقوى، وانه القاعدة الاهم للغرب في المنطقة ايضا بقيادة اميركا، لان هذا الاقليم وتحديدا فلسطين كلها جزء اساس من مناجم الاديان والموارد الطبيعية؛ بشرا،نفطا، وشجاعات تاريخية عربية مسلمة، ترابطا مع اهمية وضرورة السيطرة الغربية المعولمة- غير المباشرة- على هذا التميز الاهم في العالم لاقليم الشرق الاوسط بالمعنى الجيوسياسي.

(3)

بناءً وبالترابط مع كل ما سبق. فقد اصبحت هيبة امريكا محط تساؤل بعد تشضت هيبتها بعد صمود الشعب الفلسطيني انطلاقا من غزة ، تلك الهيبة /السطوة التي كرّستها اميركا وحمايتها لحالفائها في العالم؛ بأنها الدولة القائدة للكون اي على الارض والفضاء معا؛عسكرة،تكنولوجيا، دولارا -بعد سقوط الاتحاد السوفيتي- هذا العالم الذي تعولم بدوره منذ تسعينيات القرن الماضي.

( 4)

وبالتالي؛ اجتهد في هذا الترصد والتحليل بأن اميركا وبفعل استباقي متدرج قد وجدت ملاذها/خلاصها من نتياهو المُعيق عمليا لأي حل سياسي توافقي بالمنطقة الآن في عملية إعادة انعقاد جلسات محاكمته رغم استمرار الحرب كما أُعلن رسميا اليوم 12/1 ، ما يعني ان الديمقراطية”الاسرائيلية ” هي وحدها داخليا من قررت انهاء حياته السياسية بإدانته قضائيا، وبذلك ستتسع فرص انهاء الحرب في غزة والاقليم من جهة؛ومن جهة متممه استدراك ما عانته السلطة الفلسطينية ايضا من ضعف/هشاشة حضورها وتأثيرها في غزة اثناء الحرب التي نجحت في احراج السلطة بعد ان اعترفت بإسرائيل ؤقعت اتفاقية اوسلوا التي لم تنجح بدورها في الوقاية من الحيلولة دون وقوع زلازل غزة الذي فاجىء الجميع وجعل من تاريخ 7 اكتوبر ليس كما سبقه من تواريخ وحروب بكل المعاني كما اثبتت المعطيات التي صاحبته ونتجت عنه في آن.

قراءة تحليلية مفتوحة على التفكر والاستشراف من الواقع المعيش ونحو القادم المفتوح ربما نحو الاحسن.

مقالات ذات صلة