بنك إماراتي يقترب من شراء مصرف تركي رغم الخلافات السياسية

نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر أن بنك الإمارات دبي الوطني قد يتفق على شراء بنك دنيز التركي خلال أسابيع، وذلك بعد ضغوط مكثفة من البنك التركي لإقناع الرئيس رجب طيب أردوغان بمزايا الصفقة المحتملة التي قد تبلغ قيمتها 5.3 مليارات دولار على الرغم من خلاف دبلوماسي.

وكان الإمارات دبي الوطني، أكبر بنوك دبي، قال إنه يجري محادثات أولية لشراء بنك دنيز من بنك سبير الروسي في يناير/ كانون الثاني، لكن الخطة لاقت مقاومة من أردوغان، حسبما أبلغت 4 مصادر “رويترز”.

وشهدت الأشهر الماضية خلافات سياسية بين تركيا والإمارات، حيث هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، بسبب تغريدة أعاد نشرها الأخير على صفحتة الشخصية على “تويتر” تتهم الدولة العثمانية بارتكاب جرائم في المدينة المنورة قام بها القائد العثماني فخر الدين باشا.

واستدعت تركيا القائم بأعمال سفير الإمارات لديها بسبب التغريدة، كما غيرت في وقت لاحق اسم الشارع الذي تقع فيه السفارة الإماراتية في أنقرة إلى اسم شارع فخر الدين باشا.

وقبل يومين ردت تركيا على اتهامات وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان التي ذكر فيها أن تركيا تشكل تهديدا بالنسبة إلى الدول العربية، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أكسوي، أن لدى بلاده روابط تاريخية استثنائية مع العالم العربي، وأن الجميع يعلم الدعم الذي تقدمه تركيا لقضايا العالم الإسلامي التي لها أهمية كبيرة للأمن والاستقرار في الدول العربية، وعلى رأسها القدس.

وفي حين لا يسيطر أردوغان سيطرة مباشرة على البنوك التركية، إلا أن بوسع الرئيس عرقلة أي اتفاق بإبلاغ الهيئة المشرفة على القطاع المصرفي بأن لا تسمح بالصفقة.

وتسلط الجهود المتكررة من الرئيس التنفيذي لبنك دنيز من أجل إقناع أردوغان بجدوى الاستحواذ، الضوء على الدور المهم للسلطات التركية في إبرام صفقات كبيرة في تركيا.

وعلى رغم عدم الموافقة على الصفقة حتى الآن، فمن المتوقع أن يحدث ذلك “خلال الأسابيع القليلة القادمة”، وفقا لأحدث المصادر، فيما لم ترد هيئة البنوك التركية على طلب للتعقيب.

وقال مسؤول كبير في أنقرة: “لا أقول إن هذه الصفقة ستفشل، لكن من غير الواقعي القول إن هذه التطورات داعمة للمفاوضات”، فيما أحجم الإمارات دبي الوطني وبنك سبير وبنك دنيز عن التعقيب، وكذلك فعل مكتب أردوغان.

من جانبها، تقول عدة مصادر إن الرئيس التنفيذي لبنك دنيز، خاقان أتيس، التقى أردوغان ومسؤولين كبارا آخرين في أنقرة على مدى الشهر المنصرم، في محاولة لإقناعهم بأن الصفقة إيجابية للقطاع المصرفي التركي.

ولم يتضح ما إذا كانت جهود أتيس، الذي أحجم عن التعقيب، قد تكللت بالنجاح، لكن مصدرا قال إن هناك إدراكا في أنقرة أن التوترات التركية هي مع أبوظبي وليس دبي – أي مع صانعي سياسات دولة الإمارات وليس مع المركز التجاري والمالي الرئيسي للمنطقة.

وتحكم الإمارتين أسرتان منفصلتان تربطهما علاقات وثيقة. وقال المصدر إن ثمة شكوكا كبيرة إزاء الإماراتيين لكن الاستثمار شيء آخر.

يذكر أن بنك دنيز تاسع أكبر مصرف تركي من حيث الأصول، ما يجعله لاعبا صغيرا نسبيا في سوق سريعة النمو. كان بنك سبير، الذي يبيع دنيز في إطار تحول استراتيجي إقليمي أوسع، قد دفع حوالي 3.5 مليارات دولار لشرائه عام 2012.

وارتفعت أسهم دنيز حوالي 70% هذا العام مدعومة بأنباء المحادثات لتصبح قيمته السوقية 5.3 مليارات دولار.

وينقب بنك الإمارات دبي الوطني، الذي سبق أن استحوذ على الوحدة المصرية لبنك بي.ان.بي باريبا، عن فرص في القطاع المصرفي التركي منذ بضع سنوات في إطار توسعه العالمي.

رويترز

مقالات ذات صلة