هذا خطير..

أحمد حسن الزعبي..

لله در هذه العاطفة التي تكسر كل الوعود التي نقطعها على أنفسنا ، كلما غضبت من أحد الأولاد وقطعت عهداً على نفسي الا أكلّمه ولا التفت إلى شؤونه..يقرصني ضميري آخر الليل فأقبل جبينه وأغطي جيداً ظهره المكشوف..
إذا كنا لا نستطيع أن ننام ونحن غاضبون على أطفالنا.. فكيف ننام ونحن غاضبون على ما يجري في أوطاننا.. ؟
كلما حاولت أن أدير ظهري على كل هذا التخبّط والفوضى الإدارية والدستورية والتفكك في مرجعية القرار وأقول بيني وبين نفسي ” بطّيخ يكسر بعضه “… ثم يقرصني ضميري.. وأحاول أن أغطّي جيداً ظهر وطني المكشوف..
ما يجري هذه الأيام خطأ وتعدّي صارخ على الدستور ومن يقول غير ذلك هو يساهم في التعدّي على الدستور أيضاَ ، ومن يعتقد في نفسه أنه أبدع في الحلول أرجو أن تفهموه أن ما قام به هو تعقيد للمشكلة وليس حلّها ولا تخديرها حتى ، وأرجوكم أهدوه نسخة من الدستور ليقرأه جيداً علّه يعي ما يفعل ..

بكل وضوح وصراحة كل ما يجري هذه الأيام إمعان في انفراط المؤسسية وخرق واضح لاحترام الدستور الأردني الذي هو أعلى منكم جميعاً بلا استثناء..
ماذا يعني أن يمشي شباب من الباحثين عن العمل من العقبة إلى الديوان الملكي ليظفروا بوعود وظائف ويعودوا إلى بيوتهم بينما الشباب الذي لم يخرج لإيمانه (بالمؤسسية) وبدور ديوان لخدمة المدنية أو لخوفه من الأجهزة الأمنية مهما كان السبب ، يُحرم من الوظيفة؟ ..
ماذا يعني أن يقود كل نائب أبناء منطقته إلى الديوان ويأخذ حصّتهم من “هبشة” الوطن..هذا التصرّف أين هو من المادة 6 من الدستور (الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات)…
ثم ماذا يمثّل رئيس الديوان الملكي (دستوريا) حتى يتوجّه اليه لحل مشاكل الناس ويلجأ له المتضررون من شتّى الأصول والمنابت ويتجاهلون الحكومة المكلّفة دستورياً بإدارة أمور الدولة؟..
وكيف تقبل الحكومة على نفسها الا تمارس دورها الدستوري في تشغيل الناس..أو في علاجهم أوفي رفع المظالم عنهم…وتتنازل أو ترضى بالتعدّي على الدستور ؟ … نحن لا نتكلم عن أشخاص ولا نتكلم عن ادوار ولا عن قهر الناس ، نحن نتكلّم عن شيء مهم يفصل بين اختصاصات أجهزة الدولة اسمه “دستور” …
ما يجري خطير وخطير جداً..إذا تم التعاطي بهذه الطريقة على نصوص الدستور..والحلول بالقطعة ولو على حساب هيبة الدولة وتماسكها ..سيحدث ما لا نتوقّعه جميعاً…
لا مجاملة على حساب الوطن!

مقالات ذات صلة