هل تتمكن مصر من إتمام صفقة أسرى ثلاثية؟

أكدت مصادر مصرية وأخرى في حركة حماس أن مشاورات متقدمة جرت في القاهرة بين وفد الحركة، الذي يقوده رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، والمسؤولين في جهاز الاستخبارات العامة، حول صفقة تبادل أسرى واسعة، ربما تكون الكبرى، وذلك بوساطة ومشاركة مصرية، حيث من المقرر أن تكون” ثلاثية الأبعاد”، بحسب تعبير أحد المصادر.

وكشفت المصادر، التي تحدثت إلى “العربي الجديد”، أن الصفقة حال إتمامها لن تقتصر على إطلاق سراح أسرى الاحتلال لدى “حماس”، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية فقط، موضحة أن الصفقة ستتضمن مشاركة مصرية، تتجاوز مرحلة الوساطة، إذ من المقرر أن تتضمن إطلاق القاهرة سراح 4 من أعضاء الحركة كانوا قد اختفوا عقب تجاوزهم معبر رفح داخل الأراضي المصرية بشكل رسمي في طريقهم إلى مطار القاهرة، وذلك كمحفّز لعملية التبادل.

كذلك كشفت المصادر المصرية أن قيادة حركة حماس “طلبت من المسؤولين المصريين الوساطة ولعب دور من أجل إطلاق سراح 4 أشخاص محسوبين على الحركة ألقي القبض عليهم في ليبيا، وصدر بحقهم حكم بالسجن بتهمة نقل أسلحة من ليبيا إلى قطاع غزة”. وأوضحت المصادر أن “مشاورات وفد الحركة، الذي لا يزال في القاهرة، تخللتها قضايا عدة، بينها مطالبة المسؤولين في مصر بلعب دور في ظل العلاقات الجيدة بين الحركة والإدارة المصرية من جهة، ومصر والأطراف الليبية من جهة أخرى”. ولفتت المصادر إلى أنه “فيما يخص محتجزي الحركة الأربعة في ليبيا فقد اقترحت قيادة حماس وساطة مصر لدى القيادة الليبية لإصدار عفو عنهم بعد صدور الأحكام بحقهم”.

وقال مصدر مصري، وثيق الصلة بعملية الوساطة، إن “القاهرة تسعى لتوظيف كافة الملفات للحفاظ على حالة الهدوء والاستقرار في المنطقة، وتدير مشاورات، هي الأوسع على كافة المستويات والأصعدة، سواء مع السلطة (الفلسطينية) من جهة، وإسرائيل من جهة، وتارة مع أطراف على علاقة غير مباشرة، مثل قضيتي محتجزي حماس، سواء في مصر أو ليبيا”. واعتبر أن “الأعين كلها مركزة خلال الفترة المقبلة على القضية الفلسطينية، ومصر لديها مصالحها الإقليمية والخاصة في هذا السياق، وتسعى جاهدة للحفاظ عليها، فهناك علاقات مصرية متطورة مع تل أبيب، وأخرى وثيقة مع واشنطن، وتسعى لاستغلال دورها بالمنطقة لتوظيف كل ذلك”.

وفي إبريل/ نيسان عام 2016 كشفت “حماس”، عبر كلمة متلفزة للمتحدث باسم كتائب “القسام”، عن صور لأربعة إسرائيليين قالت إنهم بحوزتها بدون تقديم أية معلومات عنهم. وكانت كتائب “القسام” قد أعلنت في 20 يوليو/ تموز 2014 أسْرها جندياً إسرائيلياً يدعى شاؤول أرون خلال عملية شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة إبان العدوان البري، لكن جيش الاحتلال أعلن مقتله. وفي مطلع أغسطس/ آب 2015، أعلن جيش الاحتلال فقْد الاتصال بضابط يدعى هدار غولدين في رفح جنوب قطاع غزة. وفي يوليو/ تموز 2015 سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر نبأ اختفاء الإسرائيلي أبراهام منغستو، من أصول إثيوبية، بقطاع غزة، بعد تسلله من السياج الأمني شمال القطاع.

القاهرة أبدت استعداداً لتحفيز صفقة الأسرى الإسرائيليين بإطلاق سراح أعضاء القسام المحتجزين لديها

والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بمدينة شرم الشيخ، قبل انطلاق فعاليات القمة العربية الأوروبية، التي اختتمت أعمالها أول من أمس. وبحث الجانبان تطورات القضية الفلسطينية في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي، والجهود المبذولة لإعطاء دفعة لعملية السلام. وشارك في الاجتماع من الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ووزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، فيما شارك إلى جانب السيسي مدير الاستخبارات اللواء عباس كامل. وبحسب مصادر فلسطينية رسمية في القاهرة، فقد أكد عباس، خلال اللقاء، ترحيبه بمواصلة الجهود مع القاهرة فيما يتعلق بمشاورات المصالحة الداخلية، مشدداً على أن السلطة الفلسطينية لم تغلق أبوابها في وجه الجهود الرامية للتوافق مع أي فصيل فلسطيني، وعلى رأسها “حماس”، طالما أن هذا يصب في مصلحة القضية الفلسطينية. يأتي هذا في وقت بدأ فيه صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، الذي يشرف على ملف سلام الشرق الأوسط وخطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلامياً باسم “صفقة القرن” بصحبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ومبعوث الرئيس الأميركي لملف مواجهة إيران، برايان هوك، جولة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث سيقومون بمتابعة “مؤتمر وارسو” الذي عُقد في العاصمة البولندية يومي 13 و14 فبراير/ شباط الحالي. ويسعى كوشنر وغرينبلات خلال الجولة للحصول على التزامات مالية واقتصادية تدعم الشق الاقتصادي من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسلام فلسطيني إسرائيلي، فيما سيركز هوك على إقناع زعماء هذه الدول على تمويل التحالف الموجه ضد إيران كما تم الاتفاق عليه في وارسو.

مقالات ذات صلة