تكريم بحضور وتسهيلات رسمية

ماهر عريف ..

ليست المرة الأولى التي يشعر فيها الفنان الأردني بأنه “مُهمش”، ويُعتدى على أقل حقوقه من خلال “دفعة التكريمات” الأخيرة لأسماء عربية بحضور وتسهيلات رسمية، بينما يكاد لا ينظر أحد في القطاعين العام والخاص لأبناء الوطن، حتى وجد كثيرون أنفسهم خارجه معنوياً وفعلياً.
القضية ببساطة ليست إقامة حفل عبر جهة إنتاج خاصة بداعي الاحتفاء بذكرى وطنية، وتزامنه مع أحداث محلية غير ملائمة، إن تسليم مجموعة من الفنانات والمذيعات بأشكال وألوان مختلفة الدروع، وتباهيهن بذلك، ربما ما كان ليأخذ كل هذه الضجة لولا شعور الفنان الأردني تحديداً بأنه مهمل، و”مسحوق” في بلده.
حتى نفي جهة الإنتاج تقديم أمانة عمّان الكبرى دعماً مادياً مباشراً ليست “العُقدة” الرئيسية هنا، حضور “عُمدة” الأمانة وإقامة احتفال من هذا النوع كل فقراته تقتصر على مجموعة أغان وتسليم فنانات وفنانين الدروع للشكر على ما قدّموه للأردن -حسب المنظمين- كفيل بإثارة الاستفزاز. ماذا قدّموا للأردن أكثر من الفنانين الأردنيين؟
هذه ليست المرة الأولى، كثيرة هي التجاهلات للفنان الأردني لصالح غيره، لسنا هنا نتحدث عن العنصرية والتمييز؛ فالفن لغة عالمية واحدة بكل تأكيد، لكننا نتحدث عن وجوب دعم الفنان في بلده بالتوازي مع استضافة وتمويل وحتى الإغداق كل من يأتي بعده، هذا ما يحصل يا سادة في بلاد هؤلاء.
في الذاكرة مثلاً، توفير وزارة السياحة العام الماضي مبلغاً كبيراً لحفل بوتشيلي، وتقديم تسهيلات لدخول وخروج مغنيين في مهرجان الأردن، دون تسديد مبالغ تُقتطع لصالح صناديق نقابة الفنانين. في المقابل كانت هناك مسرحية تتحدث عن تاريخ المملكة وتراثه تبحث عن دعم رمزي رسمي يكفل جولاتها في المحافظات.
ليس جديداً، ما تردد مؤخراً عن قيام متعهد بإقامة حفل للمغني وائل كفوري ومساع التهرب من دفع اقتطاع العقد لصالح صناديق النقابة، ربما نتذكر دعوى قضائية ضد كاظم الساهر وآمال ماهر قبل سنوات للسبب نفسه.
الأساءة للفنان الأردني لم تعد فقط مقتصرة على سوء الحركة الإنتاجية، وتجاهل القطاعات المعنية دعم هذا القطاع، ومعاناة عشرات المنتمين له ظروفاً صحية واقتصادية حدت من عطائهم، و”طَفش” سواهم خارج البلد، إنها تمتد إلى درجة دعم وتكريم سواه؛ بل والتعدي على تحصيل حقوق نقابته.
هل تريدون القول للفنان الأردني: “مُت في مهدك أو إرحل”؟

مقالات ذات صلة