حقل تجارب لأسلحتها”… كيف تربح شركات الأسلحة الإسرائيلية من الحرب على غزة؟

كيف تربح شركات الأسلحة الإسرائيلية من الحرب على غزة؟

** أصبحت غزّة مختبراً واسعاً وحقل تجارب لشركات السلاح الإسرائيلية الناشئة، إذ تُجرّب أسلحتها الجديدة على المدنيين في القطاع. وأشارت تقارير دولية إلى أن معظم الأسلحة التي تصدرها إسرائيل لحلفائها تُجرّبها أولاً على المدنيين الفلسطينيين.

حرير – على مدى 91 يوماً من عدوان الاحتلال الإسرائيلي الدموي على غزة، دأبت شركات السلاح والتكنولوجيات الحربية الإسرائيلية الناشئة، على تجربة منتجاتها على أرواح المدنيين الفلسطينيين. ما جعل من القطاع مختبراً واسعاً لهذه الصناعات العسكرية لتجربة مدى شدة فتكها على المدنيين.

هذه التجارب ليست رغبة الشركات الخاصة وحدها، بل كثف الجيش الإسرائيلي دعواته إلى هذه الشركات من أجل استغلال الفرصة ومدها بهذا السلاح الجديد. فيما دأبت تقارير دولية على الإشارة إلى أن معظم الأسلحة التي تصدرها إسرائيل لحلفائها، تُجرّبها أولاً على المدنيين الفلسطينيين.

حقل تجارب وفرصة للتربح

في تقرير أخير لها، كتبت صحيفة هآرتس العبرية، أن تجارب شركات صناعة الأسلحة والتكنولوجيات الحربية الإسرائيلية الناشئة (ستارتابس)، تشهد توسعاً ملحوظاً، من خلال استخدامهم الحرب في غزة حقل تجارب لهذه الصناعات الفتاكة. هذا بالإضافة إلى الانتعاش الكبير في أرقام معاملاتها، نظراً لارتفاع مبيعاتها للجيش الإسرائيلي.

وكتبت الصحيفة أن الحرب في غزة توفر فرص توسع في الميزانية العسكرية الإسرائيلية، وبالتالي تتيح فرصاً جديدة للشركات الناشئة في مجال الصناعات الحربية.

ومن ضمن هذه الشركات “SpearUAV” المصنّعة للمُسيّرات الانتحارية، وشركة “InfiniDome” التي تعمل على تطوير أنظمة حماية الطائرات المُسيّرة من التشويش، وشركة “SmartShooter” التي تطوِّر أنظمة ذكية للأسلحة النارية التي تساعد الجنود على إصابة الأهداف المتحركة، وشركة “Axon Vision” العاملة على دمج أنظمة الذكاء الصناعي في المدرعات والمُسيّرات مما يساعد على تحديد الأهداف وتحسين الدقة

وصرّح المدير التنفيذي لشركة ” infiniDome “، عمر شرار، لهآرتس، قائلاً: “نحن نعمل ليلاً ونهاراً، خصوصاً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، لتوفير حلول للجيش الإسرائيلي، للسماح لوحداته وأدواته بالتعامل مع التشويش الذي تتعرض له إشارات نظام الـGPS في جميع أنحاء البلاد تقريباً (…) إن تقنيتنا تحمي بالفعل الطائرات من دون طيار العاملة في قطاع غزة، ونحن نعمل مع الوحدات العملياتية والجنود لفهم احتياجاتهم ومواصلة تطوير المنتج”.

من جانبها، أوضحت “SpearUAV” أن الحرب أدت إلى تسريع عملية تطوير منتجات محددة يحتاج إليها الجيش، ومن بينها مُسيّرة “Viper” الانتحارية الصغيرة، التي يمكن إطلاقها بسهولة من جنود المشاة أو من المركبات المدرعة لتحديد موقع الأهداف وتتبعها ومهاجمتها عن طريق الاصطدام بها وتدميرها ذاتياً. وتمتلك الشركة طرازين قادرين على حمل رأس حربي يزن 300 و750 غراماً.

ويُستخدم نظام رؤية البندقية الذكي الذي طوّرته شركة “SmartShooter” على نطاق واسع في غزة، إذ يثبّت الهدف ويتتبعه باستخدام معالجة الصور، مما يمكّن من إطلاق الرصاصة فقط في اللحظة التي يضمن فيها الإصابة. ووفق عدة تصريحات صادرة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، استخدم الجنود هذا المنظار لإسقاط طائرات من دون طيار تابعة لحماس.

وإضافةً إلى هذا، أصبح الجيش الإسرائيلي يحثّ هذه الشركات على تجربة أسلحتها خلال خرب غزة. وسبق أن اعترف نائب الرئيس التنفيذي لـ”إلبيت سيستمز” بأن وزارة الدفاع الإسرائيلية حثّتهم على “التسليم المبكر للعقود القائمة” والاستفادة من “برامج التطوير في الميدان”.

وأورد مدير عملاق الصناعة العسكرية الإسرائيلية، أن هذا الأمر “يسرّع من إدخال منتجات جديدة في الجيش والقوات الجوية وما إلى ذلك (…) ونتطلع إلى استمرار هذا في المستقبل القريب أيضاً”. وحققت الشركة وفق قوله قفزة في الإيرادات الفصلية، ارتفعت من 1.35 مليار دولار إلى 1.5 مليار دولار.

جرائم مستمرة

وحسب تقرير لمؤسسة الدراسات الفلسطينية، فقد جرى توثيق عمل شركة “إلبيت سيستمز” على أنه “أحد الأمثلة على توظيف الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين وأراضيهم وأماكن سكنهم من أجل تطوير الأسلحة وترويجها في العالم لجني الأرباح”. وهو ما يعد مثالاً على أن استخدام إسرائيل الفلسطينيين لتجربة الأسلحة الجديدة ليس رهيناً بالحرب الأخيرة.

في عام 2006، جرّب الجيش الإسرائيلي مسيّرات هيرميس 450 و900، التي تُصنعها “إلبيت سيستمز”، على نطاق واسع في غزة والضفة الغربية، مستخدماً إياها في الهجمات ومهام المراقبة. وخلال حرب غزة 2014، كانت هاتان المسيّرتان مسؤولتين عن نحو 35% من الوفيات الناتجة عن القصف الإسرائيلي.

وفي 2018، استغل الجيش الإسرائيلي احتجاجات مسيرات العودة في غزة، من أجل تجربة عدد من الأسلحة، من بينها المُسيرات التي تلقي قنابل الغاز المسيل للدموع التي يمكن أن تؤدي إلى قتل المتظاهرين، إضافةً إلى مُسيرات أخرى ترش الغاز في الهواء وتلقي القنابل المطاطية، مما تسبب في عاهات مستديمة لمئات الفلسطينيين وأودى بحياة 115 على الأقل.

وفي الضفة الغربية، وثّق محقق حقوق الإنسان الفلسطيني إياد حداد، عشرات ضحايا تجارب السلاح الإسرائيلية. وقال حداد: “يستخدموننا حتى يتمكنوا من معرفة كيفية استخدام كل نوع من الأسلحة (…) ما يجعل احتجاجات الفلسطينيين مفيدة للإسرائيليين لأنها تجعل هذه المنطقة بمثابة مختبر لأسلحتهم”.

وبعد تجربتها على الفلسطينيين، تطرح إسرائيل هذه الأسلحة الفتاكة للبيع لحلفائها، خصوصاً في الاتحاد الأوروبي وأمريكا الشمالية

مقالات ذات صلة