مائة وعشرة أيام ما غيرتكم

حاتم الكسواني

 

عندما تقرأ  بأن  مجلس الأمن الدولي يعقد إجتماعا شهريا يحيط به بأهم القضايا على الساحة الدولية الذي تقف القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمالها ، فإنك  تصاب بالإحباط وانت تراقب نشاط جامعة الدول العربية التي يمثل حالها حال القرود الثلاثة أصحاب إستراتيجية لا أسمع ..  لا أرى .. لا أتكلم .

جامعة الدول العربية تتصرف وكأن الأحداث الجارية في غزة تجرى بعيدا عنها في بلاد أقاصي الأرض ، وكان أبناء  الشعب الفلسطيني  الذين يتم قتلهم وتدمير منازلهم ومحاصرتهم ومنع الدواء والماء والغذاء عنهم ليسوا من أبناء الأمة العربية بل ليسوا من أبناء الأرض لأن أهل الأرض على طولها وعرضها يقفون معهم ومع عدالة قضيتهم .

عجبا لجامعة الدول العربية التي لم تكلف خاطرها  بالدعوة إلى إجتماع وزاري لوزراء خارجية الدول العربية لتقييم الموقف الميداني لما يجري في غزة وتطوير موقفها حياله ، واكتفت بجهد اللجنة الوزارية التي لم يُقمْ العالم المصطف مع العدو الصهيوني لها وزنًا يذكر .

ويلكم ايها العرب فأنتم تسقطون يوما بعد يوم  من درك إلى درك أعمق من الهوان وقلة الوزن والهيبة ، وعدم إحترام العالم لكم .

فالعالم الذي لا يفهم سوى لغة القوة والمصالح قد فهم مايريد المقاومين الفلسطينيين الذين أظهروا عزمهم وإرادتهم وقوتهم فبدأ يتحدث عن حق الفلسطينيين بدولة مستقلة وسط صمت عربي مطبق إلا من بعض الأصوات المستنكرة لما يجري لأهل غزة ،  وبعض الأصوات المتآمرة التي تخدم  عدوهم ولا تخدم قضيتهم مثل تلك الأصوات التي تتبنى الرواية الصهيونية بشكل يضر بقضية فلسطين  أمام محكمة العدل الدولية .

فما معنى أن يستمر منع وصول إمدادات الغذاء والدواء والماء من معبر رفح العربي والمعابر الأخري دون صيحة عربية ، أو تهديد عربي بعقاب إسرائيل ومقاطعتها إذا لم تقمْ بالسماح بذلك .

وما معنى أن تعربد إسرائيل طولا وعرضا بمدن قطاع غزة وتوغل بدماء أبنائها دون أن نسمع ازيز صواريخ عربية وهدير دبابات عربية  ، وقصف طائرات عربية تفرح قلوبنا وقلوب أهل غزة ..  فعلا قد بلغ السيل الزبي ، وبلغت القلوب الحناجر بعد مائة وعشرة أيام من قتل أهل غزة وصمود  وبطولات  مقاتليها .

ولكنها مأساة تدجين الأمة التي اضحت تتعلق بتصريحات جوقة المسؤولين الامريكيين والغربيين الكاذبة التي تهدف إلى تشتيت إنتباهنا وتعليقنا بأوهام قرب وقف إطلاق النار وبدأ العمل السياسي لتأسيس الدولة الفلسطينية …لكن الحق يقال ان أصدق الكلام هو كلام الياسين وشواظ وصواريخ القسام وسرايا القدس .

علوا أصواتكم ايها العرب  ، ولاتكونوا كقردة.. لا أسمع .. لا أرى.. لا أتكلم .

مقالات ذات صلة