«مايت 20 برو»: أكبر تطوير لهواتف «آندرويد» بمزايا مبتكرة

كانت غالبية الهواتف الذكية التي أطلقت في النصف الثاني لهذا العام مخيبة للآمال من حيث الابتكار التقني، ذلك أنها كانت مجرد تطوير بسيط للمواصفات التقنية الداخلية، مثل سرعة المعالج والذاكرة والسعة التخزينية، وحتى التصميم. ولكن هاتف «مايت 20 برو» Mate 20 Pro من «هواوي» قدم مجموعة كبيرة من التقنيات المبتكرة في جهاز واحد، تشمل مستشعر بصمة مدمجا في الشاشة وذكاء صناعيا متقدما ودقة عالية جدا للملاحة الجغرافية وقدرات تصويرية متقدمة من خلال مصفوفة كاميرات عالية الأداء، وبطارية ضخمة يمكن شحنها بسرعات فائقة جدا، بالإضافة إلى أداء فائق السرعة والشحن اللاسلكي العكسي ونظام التعرف على الوجه واحتساب السعرات الحرارية للأغذية التي يتم تصويرها وإضافة تقنيات الذكاء الصناعي إلى مؤثرات تسجيل عروض الفيديو، وغيرها. ويمكن القول بأن هذا الهاتف هو أفضل هواتف «آندرويد» التي أطلقت إلى الآن، ويتفوق على هواتف «آبل» و«سامسونغ» الجديدة.

واختبرت «الشرق الأوسط» هذا الهاتف، ولم نركز في الاختبار على المواصفات التقنية له، بل على تجربة الاستخدام والمزايا الجديدة التي يقدمها، ونذكر ملخص التجربة.

مستشعر بصمة مدمج

ومن أول ما سيلفت نظرك في الهاتف هو عدم وجود مستشعر للبصمة، حيث استطاعت الشركة تطوير أول مستشعر بصمة داخل الشاشة في هاتف يستهدف الجميع (وليس هاتفا مرتفع التكلفة)، وبسرعة استجابة عالية جدا. ويكفي وضع إصبع المستخدم على منطقة علامة بصمة الإصبع في الشاشة لتبدأ عملية التأكد من هويته بسرعة (يُفتح قفل الهاتف في نصف ثانية فقط)، لتختفي علامة البصمة فور إزالة الإصبع. هذه الآلية مفيدة لتوفير المزيد من المساحة للشاشة وخفض عدد الأزرار الموجودة في الهاتف. ويمكن التحكم بإعدادات بصمة الإصبع بسهولة، حيث يكفي التوجه إلى قائمة الإعدادات والبحث عن ميزة Fingerprint ID. وبالإضافة لفتح قفل الهاتف، يمكن أيضا تفعيل خيار الدخول الآمن بهدف توفير المزيد من الأمن للتفاعل مع المزايا المهمة والحساسة في الهاتف.

ويتميز الجزء الخلفي من الهاتف بتصميم متطور بالاعتماد على عملية الحفر المقاومة للضوء للحصول على تصميم يتسم بأنماط لونية متدرجة ومقاومة التصاق بصمات الأصابع حتى عند استخدامه بكثرة.

معالج متقدم

ويعتبر معالج «كيرين 980» Kirin 980 أول معالج للهواتف الذكية في العالم معزز بتقنيات الذكاء الصناعي ومصمم بدقة 7 نانومترات مع قدرة أفضل للتعرف على الأجسام ومعالجة عروض الفيديو وتجزئة الأجسام بدقة دون أي تأخير، وذلك بفضل قدرته على رصد ما يصل إلى 4500 صورة في الدقيقة الواحدة. ويدعم المعالج مجموعة وظائف اتصال متقدمة ترفع من جودة ووضوح المكالمات وسرعة الاتصال بالإنترنت عبر شبكات الاتصالات.كما يقدم المعالج وحدة معالجة الرسومات الجديدة GPU Turbo 2 التي تستخدمها مجموعة واسعة من الألعاب التي تتطلب مستويات متقدمة من معالجة الرسومات، تشمل أبرز 15 لعبة في جميع أنحاء العالم. وتستطيع هذه الوحدة تطوير وظائف التحكم باللمس في الألعاب الإلكترونية، حيث تعمل بتناغم مع خاصية مساعد التطبيقات لتحقيق تجربة لعب سلسة وفائقة عبر الهاتف. ومن شأن هذه الميزات تقديم تجربة لعب أكثر فاعلية وكفاءة. كما يستخدم الهاتف مزايا التوقع المدعوم بالذكاء الصناعي لتقييم الموارد التي تتطلبها اللعبة وتقديم الموارد اللازمة. ويدعم الهاتف تقنيات الملاحة الجغرافية (L1+L5) GPS ذات النطاق المزدوج لتحديد المواقع بدقة أكثر من أي هاتف سابق، حيث تسهم تقنية AI GPS Satellite Selection المعززة بالذكاء الصناعي في رفع مدى دقة تحديد الموقع بشكل ملحوظ.

قدرات تصويرية احترافية

ويقدم الهاتف الجديد مصفوفة في المنطقة الخلفية مكونة من أربعة مواقع فيها ثلاث كاميرات من شركة «لايكا» وضوء «فلاش». وتدعم كاميرا الزاوية فائقة العرض التقاط المزيد من البيئة في الصور، وخصوصا لدى تصوير مجموعة كبيرة من الأصدقاء أو عند التقاط صور الرحلات السياحية، وهو يعتبر أول نظام ثلاثي الكاميرات من «لايكا» في العالم بعدسة ذات زاوية تصوير عريضة جدا إلى درجة تحاكي فيها الكاميرات الاحترافية. ويعتبر الهاتف الأول في دعم مزايا التصوير الفوتوغرافي الدقيق للأجسام القريبة جدا من العدسة «سوبر ماكرو» Super Macro التي تتيح للكاميرا التركيز على أجسام تبعد عنها مسافة 2.5 سنتيمتر فقط.

ويستخدم الهاتف تقنيات الذكاء الصناعي في تصوير عروض الفيديو، بحيث يمكن لأي شخص تسجيل عروض فيديو سينمائية اعتمادا على مستوى أفضل من سرعة التصوير والألوان. كما يدعم الهاتف إمكانية التقاط الصور وتسجيل عروض الفيديو بنسبة 21:9 السينمائية. وبالمقارنة مع النسبة القياسية 16:9، تتمتع نسبة 21:9 بمنظور أكبر وأكثر اتساعا يمكن الاستفادة منه لإضفاء التأثيرات الفنية والسينمائية. كما يستطيع الذكاء الصناعي التعرف على الأجسام الموجودة في الصورة أثناء تسجيلها وتحويل الخلفية إلى اللونين الأبيض والأسود والمحافظة على ألوان العنصر المرغوب، دون فقدان التركيز عليه أو تغير ألوانه بالخطأ (اسم هذه الميزة AI Color Video). ميزة أخرى تقدمها الكاميرا هي تقديم أثر «تمويه» الخلفية فقط والتركيز بدقة عالية على العنصر الموجود أمام المستخدم أثناء تسجيل عروض الفيديو، كل ذلك دون أي تدخل يدوي من المستخدم. وبالنسبة للكاميرا الأمامية، فتعمل بدقة 24 ميغابكسل وتقدم صورا ذاتية «سيلفي» بغاية الوضوح والدقة.

شحن لاسلكي عكسي

ورغم تقديم سرعة شحن فائقة في هاتف «بي 20 برو» الذي أطلق في وقت سابق من العام الحالي، فإن «مايت 20 برو» يقدم سرعة شحن أعلى بفضل تقنية الشحن السريع SuperCharge، حيث يستخدم شاحنا خاصا تصل قدرته إلى 40 واط، الأمر الذي يعني تقديم سرعات شحن فائقة تستطيع شحن البطارية من 0 إلى 25 في المائة من طاقة بطاريته خلال 10 دقائق، ومن 0 إلى 70 في المائة في غضون 30 دقيقة فقط، دون ارتفاع درجة حرارة البطارية أو الشاحن والمحافظة على مستويات سلامة وأمان عاليتين خلال ذلك، ذلك أن هذه التقنية معتمدة من شركة TÜV Rheinland العالمية المعنية بسلامة الأجهزة الإلكترونية والتي تفحص جميع المكونات، مثل المحول والدائرة الكهربائية المتكاملة ومواد كابلات الشحن، كما تشمل اجتياز اختبارات السلامة ودرجات الحرارة القصوى والصدمات الحرارية.

وتبلغ قدرة بطارية الهاتف 4200 ملي أمبير في الساعة، وهي توفر للمستخدم إمكانية العمل المكثف طوال يوم كامل دون نفادها. أضف إلى ذلك أن الهاتف يدعم شحن بطاريته لاسلكيا بسرعة وبقدرة 15 واط، وهو يدعم كذلك آلية الشحن اللاسلكي العكسي، أي إنه يستطيع شحن الهواتف والملحقات الأخرى التي تدعم تقنية الشحن اللاسلكي بمعيار Qi (مثل سماعات الأذن اللاسلكية) بمجرد وضعها فوق منطقته الخلفية، دون الحاجة لأي سلك، وبكل سهولة.

واجهة استخدام فائقة السرعة

ويقدم الهاتف واجهة المستخدم الجديدة «إي إم يو آي 9» EMUI 9 المبنية على نظام التشغيل «آندرويد باي». وتتميز هذه الواجهة باعتماد الذكاء الصناعي لتنظيم توزيع الموارد بطريقة ذكية ومتكاملة للوصول إلى أداء مطور لنظام التشغيل، بالإضافة إلى تقديم تجربة فائقة السرعة في جميع الأوقات، حيث تحافظ على مستوى الأداء حتى في حالات الاستخدام المطول. وتقدم هذه الواجهة أداء أسرع بـ12.9 ضعف مقارنة بالإصدار السابق، وتستطيع تشغيل التطبيقات بسرعات فائقة.

وتمتاز الواجهة بالتصميم الموحد وسهل الاستخدام مع تقديم قائمة خيارات منظمة ومبسطة. وتتيح خاصية التفاعل مع الجهاز عبر الإيماءات للمستخدمين التفاعل بطريقة سهلة ومباشرة مع الجهاز باستخدام لمسات وحركات بسيطة تغني المستخدم عن قائمة أزرار العودة إلى القائمة السابقة والشاشة الرئيسية والتطبيقات التي تعمل في الخلفية، إلى جانب تسهيل تشغيل تطبيق الكاميرا وتكبير خطوط الصفحة ومساعد «غوغل» الصوتي من داخل أي تطبيق بمجرد تمرير عقدة إصبع المستخدم فوق الشاشة وفقا لحرف مسبق التعريف (مثل حرف C لتطبيق الكاميرا، والتمرير من جهة لأخرى لتشغيل تطبيقين على الشاشة الواحدة، والتمرير فوق منطقة محددة لحفظ صورة للعنصر المرغوب، وغيرها).

كما تقدم واجهة المستخدم الجديدة مجموعة من الخواص التي تعتمد على الذكاء الصناعي، متيحة تنفيذ مهام جديدة أو محسنة، تشمل احتساب السعرات الحرارية لمئات أصناف الأغذية بمجرد توجيه الكاميرا نحوها، والضغط مطولا بإصبعين فوق صورة أي منتج ليستنبط الذكاء الصناعي ماهية ذلك المنتج ويأخذ المستخدم إلى صفحته في الكثير من المتاجر الإلكترونية. وتعتبر تقنية «هاي فيجين» HiVision من الوظائف الجديدة في واجهة المستخدم الجديدة، وهي تتخصص في التعرف على الأعمال الفنية الشهيرة والوجهات السياحية الشهيرة وترجمة النصوص. كما تسمح واجهة الاستخدام بابتكار شخصيات كارتونية ثلاثية الأبعاد تتفاعل مع إيماءات وجه المستخدم ومشاركة تلك المشاعر الطريفة مع الآخرين.

مقالات ذات صلة