فوز شاب أردني بمقعد نيابي بولاية فرجينيا الأمريكية

 

فاز الشاب الأمريكي من أصول أردنية الدكتور إبراهيم صبري سميرة (27 عامًا) بانتخابات المقعد التكميلي في برلمان ولاية فرجينيا الذي يضم (100 مقعد)، بعد أن حاز على نسبة تقارب الـ 60% من أصوات الناخبين في الولاية، بعد انتخابات قوية أمام منافسه الجمهوري الذي حصل على 35% من الأصوات فقط، في النتائج التي أعلنت صباح اليوم.

 

من جهته، وجه أستاذ العلوم السياسية الدكتور صبري سميرة التهنئة لابنه بالفوز قائلا: نوجه له التهنئة بهذا الفوز، ونحن نفخر به وحُقّ لنا، فهو منا وفينا عربي ومسلم أردني وفلسطيني ومن هذه الأرض الطيبة تربى على المبادئ والقيم التي جاء بها ديننا الحنيف من الرحمة والعدالة والكرامة الإنسانية وخدمة البشرية والدفاع عن الحق وندعو الله له أن يكون في خدمة ما تربى عليه.

 

وعبّر صبري سميرة عن أمنياته بأن تتاح لابنه إبراهيم فرصة حقيقية ليتقدم لمستويات أعلى، حتى يكون للعرب والمسلمين صوت في صنع القرار الأمريكي وبالتالي خدمة أمريكا والعالم ويخدموا دولنا التي ينتمون لها في أصولهم ومنابتهم.

 

نموذج ديمقراطي عادل قابل للتطبيق

 

وحول انطباعه عن فوز شاب من أصول أردنية بمقتبل العمر بمقعد نيابي ليمثل الشعب الأمريكي ويدافع عن مصالحه، وإمكانية تطبيق مثل هذا النموذج في العالم العربي والإسلامي، أكد سميرة أن النظم الديمقراطية الصحيحة في الدول القوية تضع نظامًا للعدالة متحقق والفرص فيه متاحة ولكل مجتهد نصيب

 

ونوه إلى أنه عندما يسعى الشاب ليبذل جهده وخبرته وتركيزه في الوصول إلى هدف لا يقفوا أمامه بل يشجعوا أصحاب الطاقات والكفاءات، لأنه عندهم الثقافة والنظام والمؤسسات العاملة تبحث عن كل صاحب طاقة لتوظفه في خدمة البلد والشعب، وبالتالي الشعب الأمريكي والشعوب في الدول القوية عندما يأتيها أي صاحب كفاءة يفتحوا له الطريق ويشجعوه وإذا ما أثبت لهم ببرنامجه وخبرته وبمؤهلاته.

 

مشوار صعب

 

وحول المشوار الطويل الذي خاضه إبراهيم للوصول للفوز بمقعد نيابي في برلمان فرجيينا أكد صبري سميرة أن إبراهيم درس بكالوريوس في العلوم السياسية ودرس طب الأسنان في جامعات أمريكية راقية ومشهورة، ويعمل في المجال العام والسياسي والإعلامي والطلابي في أمريكا منذ ما يزيد عن العشر سنوات وبالتالي هذا كله يبحث عنه الأمريكيون ويهتمون به.

 

ونوه إلى أن إبراهيم ذهب إلى البيوت من أبوابها إلى الحزب الديمقراطي الذي هو بحاجة لطاقات وشباب بحاجة لأصحاب مؤهلات، والخارطة السياسية لأنهم يبحثون عن ممثلين للعرب والمسلمين الذين يصل عددهم إلى 10 ملايين في فرجينيا، وبالتالي من يستقطب قيادات شبابية من هذه المجموعات المهاجرة يكسب أصواتهم في الانتخابات.

 

واستدرك سميرة بالقول: ليس فقط لأن إبراهيم صاحب كفاءة وهو كذلك، ولكن له أيضًا رصيد في الشارع، وبالتالي يحسبوا مصالحهم الحقيقية على مستوى الوطن على مستوى الشعب وعلى مستوى الحزب ويفتحوا الفرص ويساعدوا ويعينوا ويقدموا ما يستطيعوا من هالة حزبية ومن متطوعين.

 

حملة شرسة تتهمه بمعاداة السامية

 

وحول الحرب الشرسة التي خاضها إبراهيم ضد جماعات الضغط التي تخدم المصالح الإسرائيلية، أكد صبري سميرة أن الصورة الكبرى في أمريكا أنه يوجد صراعات كبرى ومن ضمنها صراعات حضارية وصراعات ديموغرافية، فأمريكا بعد 20 عامًا لن يبقى فيها أغلبية بيضاء، ستصبح كل التجمعات العرقية والدينية هناك عبارة عن أقليات، وتصبح دولة أقليات، وهذا يستلزم أن تعمل الأقليات مع بعضها البعض وأن تتحالف وتتآلف وتتعاضد حتى تضمن أن تكون ممثلة ولها وجود.

 

وأكد أن المحرضين على إبراهيم خلال الحملة الانتخابية، هاجموه لأن أصله عربي مسلم وله مواقف في الدفاع عن فلسطين ومهاجمة الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي الطرف الآخر أنصار إسرائيل واليمين المتطرف، بسبب البعد الحضاري والديني، وبعد رفضهم للمهاجرين ورفضهم لمن يهاجم إسرائيل، بحثوا عن طريقة ليؤذوه بها فاتهموه تهمًا باطلة بأنه ضد السامية، وأنه ضد اليهود كيهود، لأنه هو ينتقد الاحتلال الإسرائيلي وسياسات إسرائيل، وليس له مشكلة مع اليهودية كدين.

 

ونوه الدكتور سميرة إلى أن ما ساعد إبراهيم أنه منذ عشر سنوات عندما ذهب لأمريكا منفتح على كل الشعب الأمريكي بمن فيهم اليهود المعارضون لإسرائيل، الذين دافعوا عنه ضد هذه الحملة الظالمة، وقالوا إنه هذا غير صحيح فمشكلته مع الاحتلال وليست مع الديانة اليهودية، ومشكلتنا نحن كيهود نعارض إسرائيل.

 

فوز بصراع الإرادات والرغبة في التغيير

 

وأشار إلى أن إبراهيم في مشوار فوزه اجتاز انتخابات تمهيدية داخل الحزب في 12/1 وكان له ثلاثة منافسين وفاز عليهم وهم أصحاب تواريخ ومخضرمون، رغم ذلك هناك جيل من الشباب والشعب الأمريكي يبحث عن وجوه جديدة وطاقات شابة تمثل المستقبل وكل الاعتبارات التي ذكرناها، على حد تعبيره.

 

وأضاف أنه في الانتخابات العامة كان التنافس بينه وبين مرشح جمهوري ومرشحة أخرى مستقلة، وفي العادة المستقلون لا يربحون وتبقى المنافسة بين الديمقراطيين والجمهوريين.

 

وأوضح سميرة أنه وبسبب إشكاليات كبرى كانت في الولاية تتعلق بحاكم الولاية حزبيا، ونائبه والآخرين ولهم قضايا فضائح تحرش وعنصرية ضد السود، كان في خشية كبرى من استنكاف الناخبين عن الذهاب للاقتراع، وفقدان الثقة بقيادات الحزب الديمقراطي، وخسارة هذا المقعد لصالح الحزب الجمهوري وبالتالي هنا انقسم الديمقراطيين بسبب الحملة التي هوجم فيها إبراهيم على أنه معادٍ للسامية كثير من القيادات الديمقراطية العليا والكلاسيكية ابتعدوا عنه وبعضهم سحب الدعم عنه الذي منه إياه لخشيتهم من اليمين المتطرف وأنصار إسرائيل.

 

وعبر عن أسفه لأن قيادات حزبه تركته لوحده في الميدان، وبقي معه المتطوعون والجماعات المحلية من نقابات عمال ومعلمين والمجموعات “الجماهيرية” المتواجدة على الأرض، فهؤلاء هم حقيقة يريدون التغيير ويرفضون أصلا طريقة القيادة التقليدية التي تؤثر المصالح وجماعات الضغط وتخشى من التغيير، وأصبح الأمر صراع إرادات بين من يريدون التغيير و ويرفضون أصلا طريقة القيادة التقليدية التي تؤثر المصالح وجماعات الضغط وتخشى من التغيير، وأصبح الأمر صراع إرادات بين من يريدون التغيير وضخ الدماء الجديدة وتقديم الوجوه الشابة، ومجموعة أخرى مستسلمة للوضع القائم وتوزيع القوى.

 

فوز مفاجئ رغم الحملة الظالمة

 

وقال سميرة : تفاجأ الجميع بفوز الدكتور إبراهيم الذي حصل على نسبة عالية من الأصوات (60%)، والمرشح المنافس حصل على (35%)، والفارق بينهم 25%، وهذا الرقم يعتبر عاليًا جدًا لأنه يوجد انتخابات تمهيدية في شهر حزيران القادم داخل الحزب الديمقراطي، وبعدها سيحصل انتخابات عامّة في شهر تشرين الثاني القادم ستقام انتخابات عامة مرة أخرى.

 

وأوضح المقعد الذي فاز به إبراهيم مقعد تكميلي لمدة عام، وستعاد الانتخابات للجميع في المواعيد المذكورة سابقًا، فكان لا بد أن يحصل على نسبة تصويت مرتفعة ليقطع الطريق على أي منافسين آخرين داخل الحزب، أن يقولوا أن هذا لا يصلح لنا لأن عليه تهم تتعلق بمعاداة السامية.

 

وشدد على أن إبراهيم أثبت بذلك بالدليل القاطع أن الجمهور معه والشعب معه، وأنهم يريدوه، ولم يتأثروا بالتجييش الذي حصل ضده، لأنهم زهقوا وملوا من استخدام عصا معاداة السامية.

 

ونوه إلى أن جزءا مهما في تحقيق الفوز، كان مرده إلى خشية قيادات الحزب الديمقراطي من خسارة الصوت العربي المسلم في المنطقة، لأن هذه المنطقة في فرجينيا يوجد فيها أصوات عرب ومسلمين كثيرة يخشون من خسارتها في حال عدم دعمهم لإبراهيم، ولذلك قيادات الحزب لم تستطع التخلي عنه علنا، وإنما ابتعدوا عنه ودعموه على استحياء، وخشوا أن إذا وقفوا ضده أن ينقلب عليهم الصوت العربي والمسلم الذي أصبح يكبر، والدليل عليه نجاح إلهان عمر ورشيدة طليب وغيرهم، وبالتالي هم حسبوا حساب الصوت العربي والمسلم بأنهم لا يريدون أن يوصلوا رسالة أنهم منحازون لليهود الأمريكيين وأنصار إسرائيل واليمين المتطرف.

 

الإسلاموفوبيا جزء من الصرع

 

ونوه إلى أن هناك قصة كبرى في أمريكا تتعلق بـ “الإسلاموفوبيا”، وأن هناك جهات تشحن في الشعب الأمريكي أن المسلمين متخلفين ومجرمين وإرهابيين وطائفيين، والأصل في هؤلاء السياسيين العمل ضد “الإسلاموفوبيا”، والقول بأنهم يرحبوا بالعرب والمسلمين والأقليات والمهاجرين.

 

وتابع سميرة حديثه، بالتالي أصبح عندهم إشكال كبير على مستوى استراتيجي وفلسفي على مستوى ما يسمى “الأجندة” التي يطرحها الديمقراطيون، وهل أنتم مع الحريات أم ضدها، وهل أنتم مع الديمقراطية مع ضدها، وكل ذلك صب في مصلحة المرشح العربي المسلم الدكتور إبراهيم سميرة.

 

وأضاف أنهم رفعوا حرارة التحريض ضد إبراهيم لعدة أيام ثم أصبحت تخبوا وأن إبراهيم ثبت في الميدان وقرع الأبواب باباً بابًا، وكل المتطوعين الذين زاد عددهم ووصلوا للمئات يجوبوا الشوارع وزاروا حولي 10 آلاف بيت خلال الحملة الانتخابية، وكل ذلك أسهم في فوزه في النهاية.

 

وشدد سميرة على أن عقلاً واحدًا إذا تغير في الاتجاه الصحيح يخدم الأمة والعالم بأجمعه، متمنيًا لابنه إبراهيم التوفيق في مهمته الصعبة القادمة

مقالات ذات صلة