بومبيو و لافروف يعبران عن استعدادهما لتحسين العلاقات بين بلديهما

حرير – عبّر وزيرا الخارجية الأميركي مايك بومبيو والروسي سيرغي لافروف الثلاثاء عن استعدادهما لتحسين العلاقات بين بلديهما وذلك قبل عقد محادثات هي الأعلى مستوى بين البلدين منذ نحو العام يلتقي خلالها بومبيو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

ووصل بومبيو إلى منتجع سوتشي المشمس على البحر الأسود الثلاثاء وسط خلافات حول مجموعة من القضايا من بينها نزع الأسلحة والأزمة بين واشنطن وكل من إيران وفنزويلا.

 

وفي مستهل محادثاته مع نظيره الروسي وقبل اجتماع مقرر مع بوتين في وقت لاحق من الثلاثاء، أعرب بومبيو عن أمله في أن يتمكن البلدان الخصمان من احلال “الاستقرار في علاقاتهما”.

 

وقال بومبيو “انا هنا اليوم لأن الرئيس ترامب ملتزم بتحسين هذه العلاقات”.

 

وأضاف “لدينا خلافاتنا، فكل بلد سيحمي مصالحه وسيهتم بشعبه، ولكن لا يعني ذلك ان نكون خصوما في كل قضية”.

 

بدوره قال لافروف إنه مستعد لفتح صفحة جديدة في العلاقات.

 

وصرح “اعتقد أن الوقت قد حان لبدء بناء نموذج جديد للفهم المتبادل يكون مسؤولا وبناء”.

 

وتأتي زيارة بومبيو إلى روسيا – الأولى التي يقوم بها وزير خارجية – مع تزايد التوترات بشكل خطير في منطقة الخليج، حيث تدور حرب كلامية جديدة بين طهران وواشنطن.

 

وسيكون بومبيو أعلى مسؤول أميركي يلتقي بوتين منذ قمته مع ترامب في تموز/يوليو في هلسنكي، والتي أثار خلالها الرئيس الجمهوري صدمة لدى الطبقة السياسية الأميركية بموقفه المهادن حيال سيد الكرملين.

 

وكان في استقبال بومبيو لدى وصوله سوتشي عدد من المسؤولين المحليين ومن بينهم رئيس بلدية المدينة.

 

دق طبول الحرب

 

قبل محادثات الثلاثاء زار بوتين مركزا للتجارب العسكرية جنوب روسيا، وتفقد صاروخا جديدا اسرع من الصوت قادرا على حمل رؤوس نووية اسمه كينزهال (الخنجر).

 

ونفى المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف أن يكون استعراض القوة العسكرية هذا يهدف إلى بعث رسالة إلى الأميركيين.

 

وفي اجتماع الاثنين أوعز بوتين لكبار القادة العسكريين مهمة تطوير الدفاعات ضد الأسلحة الخارقة للصوت.

 

ويأمل البيت الأبيض في طي صفحة العلاقات المتوترة بين البلدين الخصمين بعد انتهاء تحقيق المدعي الخاص روبرت مولر الذي أكد قبل أقل من شهرين تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016 لكنه لم يخلص إلى وجود تواطؤ بين فريق حملة ترامب وموسكو.

 

وبعدما ألقت التحقيقات بظلها على النصف الأول من ولايته الرئاسية، أجرى ترامب في مطلع أيار/مايو مكالمة هاتفية مع بوتين استمرت أكثر من ساعة ووصفها بأنها “إيجابية جدا”.

 

وأعلن الرئيس الأميركي الاثنين أنه سيلتقي نظيره الروسي خلال القمة المقبلة لمجموعة العشرين في نهاية حزيران/يونيو في اليابان. إلا أن الكرملين قال إنه ليس هناك “أي اتفاق” في هذا الاتجاه.

 

“محادثات صريحة” حول إيران

 

انتقد بيسكوف ما وصفه بحملة “الضغوط القصوى” التي تمارسها واشنطن على طهران وقال أنها لن تؤدي سوى إلى حشر طهران في الزاوية.

 

والاثنين ألغى بومبيو توقفا في موسكو لعقد اجتماع غير مقرر في بروكسل مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين لا يشعرون بارتياح للتوجه المتشدد للولايات المتحدة حيال إيران.

 

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي يدعمه الأوروبيون وروسيا والصين، وفرضت مجموعة من العقوبات المشددة على طهران في مسعى شامل للحد من نفوذها في المنطقة.

 

وصرّح الرئيس الأميركي الاثنين “إذا فعلوا شيئاً، ستكون عاقبته أليمة”. وأرسلت واشنطن إلى الشرق الأوسط حاملة طائرات وسفينة حربية وقاذفات من طراز “بي-52” وبطاريات صواريخ “باتريوت”.

 

وقال لافروف الإثنين إنه سيجري “محادثات صريحة” بشأن إيران مع بومبيو الذي عقد الاثنين لقاءات صعبة مع الأوروبيين القلقين من احتمال اندلاع نزاع “عن طريق الخطأ”.

 

أسلحة أسرع من الصوت

 

صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن المحادثات تبدو “صعبة” حول فنزويلا حيث يقف البلدان “على طرفي نقيض”.

 

ومسألة فنزويلا ليست سوى أحد موضوعات المواجهة الدبلوماسية الحادة بين البلدين.

 

وصرح لافروف إن موضوع نزع السلاح سيطرح خلال المحادثات، في وقت تستعد روسيا والولايات المتحدة للتفاوض بشأن المعاهدة المقبلة للحد من الأسلحة النووية (ستارت) التي تنتهي بصيغتها الحالية في 2021.

 

وقامت الولايات المتحدة ومن بعدها روسيا مؤخرا بتعليق مشاركتهما في اتفاقية تعود إلى حقبة الحرب الباردة وتحظر الصواريخ أرض-أرض التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كلم، ما أثار مخاوف من تجدد سباق التسلح، لا سيما وأن بوتين ضاعف في الأشهر الماضية التصريحات حول قدرات الأسلحة الروسية الجديدة.

 

 

مقالات ذات صلة