من العقبة إلى عمان.. لماذا يهاجرون؟.. فارس الحباشنة

طابور العاطلين عن العمل القادم من الجنوب باتجاه عمان قطع أزود من نصف الطريق، وحتى كتابة

 هذه الكلمات يقال بأنهم قد وصلوا الى جسر الحسا، ومازالوا غادين في طريقهم باتجاه العاصمة.
ولربما هي المرة الاولى في تاريخ الدولة الأردنية يخرج عاطلون عن العمل في هجرة جماعية من صوب بالهامش الى المركز، وأن كانت العقبة في التصنيف «الاقتصادي والمعيشي» ليست هامشا، بل مدينة اقتصادية وتنتعش فيها مشاريع انتاجية وسياحية وخدماتية كبرى.
وحتى لا أتهم بأني أبث مناخا تشاؤميا، وهذه من التهم الجديدة والتي ولا أسهل من رميها في وجه
أي رأي أو فكرة أو موقف ناقد وجارح.
وهي من عجائب اللحظة الأردنية الراهنة، ولربما لها تفسيرات مرتبطة بفلسفة الفشل، عندما تعجز بالرد على رأي فلا أسهل من شيطنته وتجريمه وطنيا.
العقبة، والعاطلون عن العمل قادمون منها، وهي من المدن المعقود عليها الأمل اقتصاديا واجتماعيا وتنمويا، ولا أعرف ماذا ننتظر مثلا من الطفيلة والمفرق وعجلون والكرك وجرش ومعان.
العقبة كانت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي مدينة عمال «الموانئ والبوتاس والفوسفات « والنقل البري، والسياحة. ولكن يبدو اليوم أنها طاردة، وما عادت تستوعب أبناءها، فما بالنا بالحديث عن فرص للقادمين من المحافظات القريبة والبعيدة عن العقبة.
في كلامي بقدر ما هو مصحوب بالقلق والخوف البالغ، فالفقر والعوز والتهميش والبطالة والاقصاء ما عاد يحتاج الى بحث ودراسة وتقارير وبيانات، فالناس تخرج بأمواج جماعية بحثا عن أمل وفرصة عمل ولقمة عيش كريم، ولا يريدون أكثر من هذا.
الحكومة في مخاطباتها الرسمية حول العاطلين عن العمل في العقبة أظهرت شعورا دراميا يقترب من النهايات في التفكير والاحساس بالفقر والبطالة. وهو يعزز لعلامات واقعية تجسد أن الكل يغرق في المأساة دون أن يشعر، فما أكبر الفاجعة أذن!
المهاجرون من العقبة الى عمان مراهقون وشباب، وبينهم أرباب عوائل، وخوفي أن نرى غدا عوائل بأكملها تهاجر، ما يمثل نوعا من الهجرة الجماعية، وما يقابل بانكار بالاعتراف ان الامور الاجتماعية والمعيشية قد وصلت الى ذروتها مع تصاعد نبرة لوم المواطنين لماذا يتعلمون في الجامعات ولماذا يتزوجون ويخلفون أطفالا؟

مقالات ذات صلة