الإلهاء يفت في عضد الأمة… حاتم الكسواني

بين اليساري الأمريكي ناعوم تشاومسكي بأن الإلهاء واحد من الإستراتيجيات العشر التي تستخدمها الأنظمة للتحكم بالمجتمعات،وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والاقتصاديّة، والذهاب إلى الإهتمام بأمور التسلية والترفيه التي تشغله عن الإهتمام بقضايا المجتمع الوطنية العلمية والسياسية والإجتماعية.

هذا تماما ما تقوم به محطات الترفيه العربية التي تحظى بمشاهدة واسعة على طول الوطن العربي وعرضه، فرغم حساسية الأوضاع التي تعيشها المجتمعات العربية من فقر وبطالة وإحتلالات وتدمير للإقتصادات الوطنية نجد المواطن العربي قد تمسمر لمشاهدة برنامج ذا فويس الذي يستهدف جيل الشباب ويجعل أعظم أمانيهم ان يصبح الواحد منهم مطربا يحظى بالشهرة  والمال وأخذ موقع من الجماهيرية بين المواطنين العرب ليفتي بقضايا الأمة دون علم أو معرفة فيعيث فسادا وتدميرا وتخريبا بقيم المواطنين العرب  وثوابتهم الوطنية .

وما ان ينتهي ذا فويس الشباب حتى يبدأ ذا فويس كد ليخرب أماني وآمال أطفال الأمة، وهنا تأتي أكبر خطورة حيث لا نحظى بأجيال تضطلع بقيادة الأمة نحو التطور والتقدم ومجاراة الثورة التقنية المتعاظمة التي يشهدها العالم الحديث.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يمتد إلى إلهاء الأباء القابضين على جمر القيم والأماني الوطنية والمشاعر القومية الوحدوية بتخصيص برنامج ذا فويس الكبار والمتقاعدين لمن فاتهم قطار الشهرة والثراء.

وهكذا توسع قنوات الترفيه بثها إلى كل الدول العربية، فكما يوجد قناة MBC  توجه بثها لمصر أصبح هناك MBC توجه بثها الترفيهي للعراق

وتبحثMBC حاليا  في تقديم قناة تتوجّه للمشاهدين في الشرق الاوسط، أي لبنان وفلسطين وسوريا والأردن…. ناهيك عن قنوات الأفلام التي تقدم لنا في معظم أفلامها شخصية اليهودي الإيجابية،  التي غالبا ما يظهر  فيها كعالم طيب، إنساني، متسامح، لا يضير الأمة التطبيع معه .

وفي المجمل فقد صاغت هذه الإستراتيجيات الرأي العام للشارع العربي وفق خطتها في تشتيت إهتماماته وأتت أكلها في تشكيل الشخصية العربية الإستسلامية الفردية غير المبالية ودفعت إلى كل هذه الهرولة العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة