الفاااااااتحة!!.. أحمد حسن الزعبي

تقول فيروز: (أنا مش سودا..بس الليل سوّدني بجناحه)، وأنا مثلها أقول : أنا مش سوداوي بس الفساد مسّخها بوقاحته..
في الوقت الذي يتّهم فيه الرزّاز المواطن الأردني بأنه يحبط سريعاً ، ويسخر منه بطريقة مبطّنة بأنه يحلم كثيراً..يُكشف الغطاء للمرة العاشرة عن القمح المسمّم..في توقيت مدروس، سيما عندما تضجّ أحاديث الناس عن رفاق مطيع ومن “أطاعهم” وأربابهم الكثر .. علّ القمح المسموم يشتّت المشهد قليلاً وينسّى الناس أبطال الدخان المخفيين والذين لا تطالهم يد التحقيقات ..ويقال بصورة مرئية عالية الدقة والاحترافية : وهذا خبزكم أيضاَ مسموم.. لماذا تركّزون على الدخان المضروب وحده إذن؟..حسناً نحن أيضاَ نفهم اللعبة!.
**

وعودة إلى الرزّاز المندهش من سرعة إحباط المواطن الأردني ..نقول له : ماذا تريد من شعب استبيحت كرامته الإنسانية وأصبح “حاوية قمامة” لكل زبالة العالم؟ القمح عبارة عن “قشاشة” الدول يُحضر الينا ويطحن بكائناته المجففة ومواده المشعّة ، الدخان عبارة عن جفت زيتون مخلوط بتراب..
لماذا نحبط؟؟ البنزين المستورد: راسب بالمواصفات فنسبة الحديد فيه أعلى من الحد المسوح به..أعلاف الذرة تطحن وتباع على إنها “سميد”..الملابس الداخلية “مسرطنة”..القهوة مطحونة بالحشرات …الفساد بالمليارات…الكل شركاء في التجارة على ظهر الشعب وكأنه قطيع أغنام..وما زلت تملك الجرأة لتسأل لماذا المواطن الأردني يحبط بسرعة؟؟..
سؤالنا الأهم من خلال كل ما يتكشّف.. أين هي السلطة؟ أين السلطات ؟؟..إذا كان كل هذه السموم وزبالة العالم تستورد ويخلّص عليها قانونياً وتدخل أكثر من مرة وبأكثر من طريقة وتستهلك أين السلطات؟..أين مؤسسات الدولة؟؟ أو بصورة أوضح أين الدولة؟؟…المسألة واضح أنها لا تتعلق بمدير جمارك فاسد أو وزير تلقّى رشوة ..المسالة تتعلق بمؤسسات برمّتها ركبت موجة الفساد وترّهلت وصارت بالجيبة الصغيرة للفاسدين الكبار وصاروا مجرّد خدم صغار لشياطين المال الذين لا يُحاسبون ولا يُتابعون لا بل يُحاصِرون ويقصون الأقوياء والأنقياء من أبناء هذا البلد..
القمح المسموم على أهميته ملفّه لكن يجب الا ينسينا ( فضيحة الدخان) والعصابة المعصومة..ومن يملك الولاية العامة يستطيع أن يفتح كل الملفات دفعة واحدة ويرمي بكل المتورّطين في غياهب السجون..

الفاتحة على روح الولاية العامة..وأرواح أمواتنا أجمعين!.

مقالات ذات صلة