تباين المواقف يشي بعدم ثبوت تحقيق قمة وارسو النجاح المرجو منها

 

حرير ـ تقرير إخباري

أفادت قناة  الميادين  اللبنانية المؤيدة لإيران بأنه لم يصدر أي بيان مشترك أو ختامي عن مؤتمر وارسو، الذي جمع دولاً غربية على رأسها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى “إسرائيل” ودول خليجية لتشكيل حلف ضد إيران، وأكد موفدالميادين أن المؤتمر “فشل في تشكيل جبهة دولية ضد طهران”.

بينما أعتبر وزير الخارجية الأميركي  أن لقاء الإسرائيليين والعرب في الغرفة نفسها أمس “شكّل يوماً تاريخياً”.

وأكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس اليوم (الخميس) ، أن إيران تمثل «أكبر تهديد للسلام والأمن في الشرق الأوسط»، واتهم النظام الإيراني بالتخطيط لارتكاب «محرقة جديدة» بسبب طموحاته الإقليمية.

وصب بنس جام غضبه على حلفاء أمريكا من الأوروبيين وطلب منهم  خلال مؤتمر وارسو حول السلام والأمن في الشرق الأوسط،  الانسحاب من الاتفاق النووي «الكارثي» مع إيران، على حد قوله، محذراً من مزيد من العقوبات الأميركية على طهران.

كما دان بنس مبادرة جديدة من قبل فرنسا وبريطانيا للسماح لشركات أوروبية بمواصلة العمل في إيران رغم فرض العقوبات الأميركية مجدداً على البلاد. وقال «إنها خطوة غير حكيمة ستقوّي إيران وتُضعف الاتحاد الأوروبي وتُبعد المسافة أكثر بين أوروبا والولايات المتحدة».

وأضاف نائب الرئيس الأميركي «لقد آن الأوان لشركائنا الأوروبيين أن ينسحبوا من الاتفاق النووي الإيراني وأن ينضموا إلينا في فرض الضغط الاقتصادي والدبلوماسي اللازم من أجل إعطاء الشعب الإيراني والمنطقة والعالم السلام والأمن والحرية التي يستحقونها».

وتعهد بنس بمواصلة ممارسة أقصى الضغوط على طهران. وقال «فيما يواصل الاقتصاد الإيراني التراجع وينزل شعب إيران الى الشوارع، يجب على الدول المؤيدة للحرية أن تقف معا لكي تحاسب النظام الإيراني على العنف الذي ألحقه بشعبه والمنطقة والعالم».

وأضاف أن العقوبات الاميركية «ستُشدد» إلا إذا قامت إيران «بتغيير سلوكها الخطير والمزعزع للاستقرار».

وحول المشاركة العربية بمؤتمر وارسو  إعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو  في ختام أعمال المؤتمر  لقاء القادة الإسرائيليين والعرب في الغرفة نفسها ليلة أمس بأنه   “شكّل يوماً تاريخياً”، مضيفاً في مؤتمر صحافي مشترك جمعه مع نظيره البولندي ياتسيك تشابوتوفيتش في ختام مؤتمر وارسو، أنه لم يكن هناك أي مدافع عن إيران بين المشاركين في المؤتمر.

في حين قال تشابوتوفيتش إنه إذا تم العمل على نحو موحد يمكن التوصل إلى حل لمشاكل الشرق الأوسط.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي التقى وزير الدولة العماني يوسف بن علوي في وارسو أكد أنه سيلتقي الوفد السعودي ووزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير.

وحول جلوسه قرب وزير خارجية حكومة هادي في اليمن قال نتنياهو “إننا نصنع التاريخ”، فيما قام وزير خارجية البحرين إلى الجلوس على مقربة منه، واعتبر نتنياهو وجود وحدة حال وتفاهماً وتضامناً بين “إسرائيل” وبعض الدول العربية بشأن التهديدات الإيرانية، على حد تعبيره.

وزير الخارجية في حكومة هادي خالد اليماني قلل من وطأة جلوسه إلى جانب نتنياهو في المؤتمر، معتبراً أن ذلك جزء من البروتوكول.

بينما أثار الموضوع موجة ردود فعل يمنية منتقدة، على رأسها وزير الخارجية السابق في حكومة هادي، عبد الملك المخلافي، الذي انتقد وجود الوزير الحالي خالد اليماني قرب نتنياهو في وارسو.

واعتبر المخلافي في تغريدة على “تويتر” أن التطبيع مع العدو الصهيوني “يخالف كل ثوابت شعبنا والمجاملة في هكذا مواقف لا تخدم إلا أعداء الأمة”.

وقوبل ظهور وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر وارسو الدولي، بغضب في أوساط اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف مغردون ما حدث بأنه تطبيع ناعم.

وفتحت تلك الصور -التي حرص نتنياهو على نشرها في صفحته العربية بموقع تويتر– سيلا من الانتقادات والغضب على اليماني، الذي ظهر بوصفه أول مسؤول يمني يلتقي بمسؤول إسرائيلي بارز جنبا إلى جنب.

ومما زاد من غضب اليمنيين هو ما تحدث به مسؤولون أميركيون وإسرائيليون عن أن المسؤول اليمني بادر بإعارة مكبر الصوت الخاص به لنتنياهو بعد أن تعطل الجهاز الخاص بالأخير خلال المؤتمر.

بداية التعاون
ووفق تغريدة لمساعد الرئيس الأميركي والمبعوث للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات من داخل غرفة الاجتماع، فإن نتنياهو مازح اليماني قائلا “إنها بداية التعاون بين إسرائيل واليمن”.

وعلّق المراسل والمحلل السياسي في هيئة البث الإسرائيلية شمعون آران على الموقف، وقال إنه خلق جوا من الدعابة في المؤتمر، واصفا ذلك بأنه “تعاون جديد”.

ومنذ نشوء إسرائيل عام 1948، اتسمت علاقتها مع اليمن بالقطيعة التامة، رغم وجود أكثر من 400 ألف يهودي في إسرائيل هاجروا من اليمن منذ بداية القرن الماضي على مدد متقطعة.

قال المتحدث باسم حركة فتح للاعلام الدولي زياد خليل أبو زياد ان كل ما دار ويدور في لقاءات وارسو هو محاولة أمريكية فاشلة للالتفاف على القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لانهم رفضوا ان يساوموا على الخطوط الحمراء و الثوابت الفلسطينية التي يتم استهدافها من قبل إسرائيل و الإدارة الامريكية.

وقال أبو زياد ان على إدارة الرئيس ترامب ان تعلم جيدا انه لا يوجد فلسطيني في أي مكان في العالم مستعد للتنازل عن أي جزء من القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين والمسجد الأقصى الذي تحتله إسرائيل و قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين يتم استهدافهم و منع الخدمات الأساسية عنهم لتصفية قضيته السياسية و حقهم الشرعي في العودة الى أراضيهم و بيوتهم التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي وهجرهم منها.واكد أبو زياد ان جميع محاولات كوشنير و جرينبلات لكسر الموقف الفلسطيني و فصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية و الالتفاف على القيادة الفلسطينية و استهداف الأموال المانحة التي هي حق للشعب الفلسطيني الذي ما زال تحت الاحتلال فشلت بامتياز وان الشعب الفلسطيني يعلم جيدا مدى خطورة المؤامرة و حقيقة صفقة القرن التي تريد ان تعيد تكرار النكبة بحق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وقال أبو زياد ان على الإدارة الامريكية ان تفهم بشكل نهائي ان لا قبول لاي دور لها في أي عملية سياسية تريد ان تقودها لخدمة اجندات نتنياهو و تحالفه اليميني المتطرف الذي يرفض أصلا قبول فكرة وجود الشعب الفلسطيني و يريد ان يستمر باستعمار أراضيه و نهب ثرواته و احتلال مدنه و استهداف ارضه.واكد أبو زياد ان من يظن انه بالإمكان ان يحصل على سلام و امن و استقرار في الشرق الأوسط بدون ان يتم حل القضية الفلسطينية هو واهم و ان القضية الفلسطينية لا حل لها الا بأنهاء كامل للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية و عاصمة دولة فلسطين القدس الشريف و على رأسها الأماكن المقدسة الإسلامية و المسيحية وفقا للقرارات الدولية و قرارات مجلس الامن و اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين على كامل أراضيها.

و أضاف أبو زياد ان هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التآمر على القضية الفلسطينية و ان الشعب الفلسطيني و قيادته يعلمون جيدا كيفية التصدي لهذه المؤامرات مؤكدا انه لا حل الا بوجود مبادرة دولية واسعة تقوم بتطبيق الشرعية الدولية لإجبار إسرائيل على انهائها لاحتلالها و استعمارها للأراضي الفلسطينية.

 وبين  وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي موقف الأردن من حضور مؤتمر وارسو قائلا :

أن لا أحد يتفاوض بإسم الفلسطينيين، ولكن بحضور الأردن يحضر صوت الموقف الثابت من القضية الفلسطينية، في كافة المحافل، الموقف الذي يؤكد أن لا سلام شاملا دون تلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وفق حل الدولتين.

وشدد الصفدي على ضرورة مشاركة الأردن في هذا المؤتمر، وقال «حضورنا ضروري للتأكيد على الثوابت الأردنية والفلسطينية فيما يخص الملف الفلسطيني، والحديث حول سبل التعامل مع التحديات التي تواجهها المنطقة وحل الأزمات التي تؤثر على استقرار المنطقة بشكل كبير.
وعن الرسالة التي يحملها الأردن للمؤتمر، قال الصفدي نحن هنا لنقول للعالم وبوضوح أن موقفنا من القضية الفلسطينية موقف ثابت ولا أمن ولا سلام في المنطقة ولا استقرار دون تلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967وفق حل الدولتين، مشددا على أن لا خطر أكبر على أمن المنطقة من استمرار الإحتلال وغياب آفاق زواله.
وبين الصفدي أن الحل على أساس حل الدولتين وأن يلبي كافة الحقوق المشروعة، وهو ما يؤكد عليه الأردن، وما سيحمله للمؤتمر، منبها أننا في الأردن ننسق بشكل كامل مع الأشقاء الفلسطينيين، والتنسيق مستمر ما بين جلالة الملك والرئيس محمود عبّاس، وبين المسوؤلين بالبلدين، وعندما يحضر الأردن يحضر صوت وموقف ثابت داعم للحق الفلسطيني وكما نقول دائما لا أحد يتفاوض بإسم الفلسطينيين، لكن يحضر الموقف الاردني الداعم للفلسطينيين والمنسجم بشكل كامل مع حقوقهم الشرعية.

وقد حرص الوفد الأردني على عدم الظهور الصريح مع نتنياهو خلال أعمال المؤتمر .

من جانب آخر فقد عقد رؤساء روسيا وتركيا وإيران ” بوتين ـ أردوغان ـ روحاني ” مؤتمرا مضادا في سوتشي الروسية رحّبوا فيه  بقرار انسحاب القوات الأميركية من الأراضي السورية، معتبرين أنه “سيعزز الأمن والاستقرار” في البلاد.

واتفق الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني -وفق البيان الختامي للقمة- على تنسيق الجهود لإحلال الأمن والاستقرار في مناطق شمالي شرقي سوريا، وعلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعودة اللاجئين، والالتزام بمسار أستانا لحل الأزمة.

و أكد  بوتين  أن التحركات العدوانية التي تقوم بها “جماعات إرهابية” في المحافظة الخاضعة لسيطرة المعارضة “لن تمر دون عقاب”. وتقول موسكو إن المقاتلين المنتمين سابقا لجبهة النصرة يسيطرون حاليا على معظم أنحاء إدلب، وتريد تحركا عسكريا لطردهم من هناك.

واعتبر بوتين أن روسيا لم تشهد أي تغيرات كبيرة تشير إلى الانسحاب الأميركي من سوريا بعد أن أمر الرئيس الأميركيدونالد ترامب بذلك.

وإنعكاسا للمجريات آنفة الذكر فقد رأى محللون عدم تحقيق المؤتمر نجاحا كاملا صريحا كما أريد له فيما يتعلق بتقرير موقف حاسم قوي ضد إيران أو فيما يتعلق بالتقارب والتطبيع العربي مع إسرائيل رغم حرص نتنياهو  الباحث عن إنجاز على تصوير الأمر بهذه الصورة  .

مقالات ذات صلة