من هنا.. وهناك.. رشيد حسن

الحرامي واللص الظريف…!!

يروى ان فاسدا كبيرا حاول ان يمثل على الناس، بأنه أصبح مستقيما.. طاهرا، وعفا الله عما مضى..! فتطوع يجمع التبرعات للايتام، والمحتاجين..وما لبث بعد أن جمع مبلغا كبيرا.. أن لهف المال.. « لا من شاف ولا من سمع»..!!
ويا دار ما دخلك شر..كما يقولون.
وصدف أن قام أحد الاطفال النجباء، بسرقة حذاء هذا الفاسد من المسجد، وانشغل الناس بسرقة حذاء هذا الفاسد اكثر من انشغالهم بسرقته اموال الايتام والمحتاجين والفقراء، وخاصة ان الحذاء سرق أكثر من مرة..!!
كثيرون وانا منهم يتعاطفون مع هذا الطفل الشجاع ـ الذي عرف كيف يحاسب هذا الفاسد، ويعكر مزاجه، ويكشف حقيقته للجميع.. في وقت جبن فيه كثيرون عن بق البحصة..ولا يزالون..
حمى التنازل..!!
لا أعرف سببا واحدا يدفع مسؤولين فلسطينيين وعربا، الى التخلي او بالاحرى الى التشكيك بحق العودة المقدس، خاصة وان العدو الصهيوني ومنذ وعد بلفور المشؤوم، اي منذ مائة عام وعام، لم يتراجع شبرا واحدا عن اهدافه، بل يتسابق المسؤولون الصهاينة في التمسك بهذه الاهداف، والتبجح بتنفيذها، بل أصبح عنوان الحملات الانتخابية..
من الأقدر على الحاق الأذى بالفلسطينيين ؟؟
بالمقابل حمى التنازل هذه وصلت الى حد ان بعض المتأسرلين أبدى حرصه الشديد على رفاهية الشباب الصهيوني، وعلى سعادة المجتمع الاسرائيلي.
يا ناس.معقول هذا.
يحرص هؤلاء واولئك على سعادة الصهاينة المحتلين، على حساب شقاء وتعاسة ملايين اللاجئين من ابناء شعبهم، الذين قاسوا معاناة مستمرة ولا يزالون، لم يشهد تاريخ البشرية لها مثيلا..
ونسأل ونتساءل؟؟
كيف فقد هؤلاء الشجاعة واصروا على ممارسة النفاق بأبشع صوره، في الوقت الذي نرى فيه صحفية كبيرة، عميدة الصحفيين في البيت الابيض في عهد « اوباما» تضع النقاط على الحروف، وتدعو الى عودة اليهود الى البلاد التي اتوا منها على ظهر السفن.. كحل وحيد للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي.
المجد لتوماس هيلين والعار لمن يغمسون في الصحن الصهيوني.
لماذا لا يستقيلون ؟؟
مواطن غلبان يسأل بمرارة وببراءة.. الم تتعهد كافة الحكومات بالنهوض بالوطن، ومحاربة الفساد، وزج الفاسدين في السجون بعد استرجاع الاموال العامة.. الم تتعهد هذه الحكومات بتحسين مستوى معيشة المواطن، والقضاء على الفقر والبطالة، وتحقيق العدالة والمساواة في اجمل صورهما .. وتحويل الاردن الى قمرة وربيع…الخ.
فلماذا لا تستقيل الحكومة،عندما تفشل في تحقيق هذه الاهداف؟
في دول ديمقراطية محترمة يستقيل الوزير، اذا خرج قطارعن سكة الحديد..حدث هذا في اليابان.. ويستقيل وزير بمجرد ان زوجته خالفت نظم السير..حدث هذا في بريطانيا. «وزير الدفاع». اما عندنا –والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه – فلا شيء يستوجب ذلك..
فالحكومات تراهن على ان المواطن يصبر وينسى.
والمواطن لا ينسى….
مسيراتنا ومسيراتهم..!
في بلاد المسعدين -كما كان يقول استاذنا المرحوم جورج حداد- رحمه الله، تؤشر المسيرات والمظاهرات الى وجود خلل ما، سواء اكان اقتصاديا، أو سياسيا أو اجتماعيا، فتسارع الحكومات المعنية بالتحاور مع ممثل المتظاهرين لاصلاح هذا الخلل، او تلجأ الى الاستقالة اذا تعذر الاستجابة لطلبات المتظاهرين، باعتبار ان هذه المظاهرات هي استفتاء على فقدان الثقة بالحكومة، ودعوة الى الرحيل.
اما في عالمنا العربي المنكوب من الماء الى الماء، فهناك حكومات تشكك في اهداف هذه المسيرات، وفي اهداف من نظموها.. وتقوم الدنيا ولا تقعد..
ولا حول ولا قوة الا بالله

مقالات ذات صلة