وعي الشعب الفلسطيني ولاوعي كيان الإحتلال

كتب حاتم الكسواني

بعيدا عن لعبة وسائل التواصل الإجتماعي وما يكتنفها من فوضى عارمة ومحتوى موظف لخدمة القضايا العامة او لتضليل الرأي العام ثارت بالامس إشاعة بوفاة المسنة حليمه الكسواني “ام العبد “صاحبة ترند “شدوا بعضكم يا اهل فلسطين ”
ان تذكيرنا بما ذهبت اليه ام العبد وماقدمته من نصائح لأهل فلسطين يؤشر بان وعيا فطريا قد تشكل لدى ابناء الشعب الفلسطيني تمثل في قرارهم الجماعي بتنفيذ عملية مقاومة شعبية لعدوهم الصهيوني متعددة الوسائل وعلى كافة الصعد والأشكال  .
فقد أدرك الشعب الفلسطيني المتعلم ، المثقف ، الواعي بان معركتهم مع عدوهم هي معركة وجود ديموغرافي وثقافي و تراثي وحضاري وسياسي وعلى كل الساحات الدولية والقومية وعلى ارض فلسطين .
أدرك الفلسطيني ان خيار المقاومة هو خياره الوحيد لتحقيق حلم النصر والعودة وإستعادة الهوية .
وشكلت ألوان المقاومة الفلسطينية من قبل عامة الشعب الفلسطيني معضلة للمشروع الإستعماري الإحلالي الصهيوني …. فها هي الإنسانة البسيطة المدركة لمعاناة شعبها  ام العبد الكسواني توجه  بفطرتها فصائل المقاومة الفلسطينية وابناء الشعب الفلسطيني وكل من يشعر بمسؤولية المشاركة في معركة التحرر الوطني  الفلسطيني بإستحضارها أغنية من التراث الفلسطيني تؤكد ضرورة وجدوى خيار وحدة الفصائل والمناطق ووحدة الساحات القتالية ” شدوا بعضكم يا أهل فلسطين . شدوا بعضكم ”  .
وهاهو الشباب الفلسطيني المنظم وغير المنظم ” المنفرد ” يربك عدوه بأشكال مختلفة من العمليات غير المتوقعة ردا على عسفه وتطرفه واستخفافه بارواح ابناء وبنات فلسطين .
وعلى مستوى متقدم تقوم مؤسسات فلسطينية بالعمل على الساحتين الأوروبية والأمريكية بتكريس نهج المقاطعة الإقتصادية للكيان الإسرائيلي العنصري ومستوطناته كحركة مقاطعة إسرائيل (BDS) التي تعتبر  من اهم المؤسسات الفلسطينية العاملة على عزل النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وسياسياً، وإلى درجة ما اقتصادياً كذلك، حتى بات هذا النظام يعتبر الحركة اليوم من أكبر “الأخطارالاستراتيجية” المحدقة به.
إن النضال الفلسطيني ضد كيان الإحتلال الإسرائيلي ينم عن وعي فلسطيني عام يدرك بان الحتمية التاريخية تقضي بإنتصار الشعوب المقاومة الساعية للتحرر و الإستقلال دون كلل او ملل او حساب للخسائر المادية او في الأرواح فمن يرحل فداء لوطنه يرحل شهيدا تحفه البطولة ويتوجه الفخر   .
وبمقابل ذلك نشهد لا وعي صهيوني وانكار غير رشيد من قبل كافة القوى الصهيونية للحق الفلسطيني بتمسكهم بإحلام المشروع الصهيوني البائدة التي تستند إلى  قواعد مستحيلة التطبيق ، فلا مكان للحلم الصهيوني في فلسطين بوجود شعب فلسطيني مقاوم ومتفوق ديموغرافيا على نظيره الإسرائيلي .

لا مكان للحلم الصهيوني بدولة عرقية وسط محيط متجانس من الجماهير العربية التي تتمسك بحقوقها في الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية على كامل التراب الفلسطيني مهما حاولوا ابتداع خزعبلات الديانة الإبراهيمية ووحدة الأديان لضرب ثوابت العقيدة الدينية الراسخة لدى الشعب الفلسطيني بواجب الجهاد وحماية الأرض والمقدسات    .

لا مكان للحلم الفلسطيني بمحيط شكل محورا للمقاومة اتقن صنع معادلة الردع و توازن القوة العسكرية ، فامتلك كل أسبابها وراكم اقصى ما يستطيع من الأسلحة المدمرة واطبق على دولة الكيان من كل الإتجاهات .
ويبدو ان العدو  ” الكيان  ” يضيع فرص قبوله في المنطقة بعدم التنازل عن أحلامه الخيالية والإعتراف بإنتهاء حلم تحقيق دولة اسرائيل الكبرى في ظل تغير كل معادلات ومعايير تحقيقها
فلا الإحتلال قادر على تهجير اصحاب الارض والتاريخ الفلسطيني وهو مصنف كدولة احتلال تتجه لان تكون دولة فصل عنصري ، كما انه كيان يعيش بعقلية القلعة ولا يعترف بحتمية انكسار كل دول الإحتلال وانهزامها امام إرادة ومقاومة الشعوب الحرة .

وعلى الإحتلال ان يدرك بان تجربة الإحتلال الأوروبي لأرض الأمريكيتين لا تجدي نفعا لإعادتها مع أمة عقائدية تؤمن بان في فلسطين قبلتها الأولى ومسرى نبيها ومهد مسيحها ، وان الشعب الفلسطيني شعب متعلم ..مثقف .. واع يتمسك بمعتقده ويدرك حقوقه وتاريخه وتراثه وكل تفاصيل قضيته و هو شعب لديه قيادات سياسية وعلمية واقتصادية في كل أنحاء العالم …حال شعب فلسطين ليس كهنود امريكا الحمر حتى تكرروا تجربة الإستعمار الإحلالي العنصري معه .

مقالات ذات صلة