لماذا نغضب من الجزيرة والقنوات الإصطفافية العربية … حاتم الكسواني
يوليو 6, 2019
موجة من الغضب عمت مواقع التواصل الإجتماعي ، من نهج قناة الجزيرة التحريري ، في التعتيم على إحتجاجات اليهود الأثيوبيين ، وما إعتراها من عنف من قبل الشرطة الإسرائيلية ضدهم ، وهو أمر يؤكد عنصرية الدولة اليهودية وعنفها، كما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن إسرائيل دولة فصل عنصري ، يتوجب على العالم الحر أن يقف بوجهها ، ويوقع عليها العقوبات الدولية المتعارف عليها وفق شرعة الأمم المتحدة بمعاقبة دول الفصل العنصري ، كما تم الأمر سابقا مع دولة الفصل العنصري ” الأبارتهايد ” في جنوب إفريقيا .
أما ما الذي يدعونا للغضب من نهج قناة الجزيرة في التعامل مع هذه القضية ، فإنه يعود لمجموعة من الأسباب :
أولها بأن هذه القناة التي علقت المواطنين العرب بها في بداية إنطلاقها بخدعة تكشفت عبر الأيام حيث تبين بأنها قناة إصطفافية ذات أجندات تخدم أهدافا خاصة وقضايا بعينها دون غيرها .
فالمراقب يكتشف أنها تسيهدف تحريض الرأي العام العربي ضد دول بعينها وقضايا بعينها بهدف إشاعة الفوضى في الدول العربية بحجة دعمها للحريات وإتاحة الفرصة لتقديم الرأي والرأي الآخر ، ونجدها وفق هذا الإطار تكثف بحث بعض القضايا في نشرات أخبارها وبرامجها الإخبارية بينما تعتم على أخرى ، فمثلا نجدها تكثف خطابها ضد مصر في قضية الإنقلاب على الشرعية وضد السعودية في قضية مقتل خاشقجي بينما تعتم بشكل مقصود على إحتجاجات اليهود الأثيوبيين ” ونحن هنا لا نتخذ موقفا حيال أي من هذه القضايا بل نبرز إصطفافية القناة ونهجها في التعامل الإعلامي مع القضايا التي تهم الشارع العربي “
ثانيا ـ نغضب من الجزيرة لأنها توجه رسائلها لنا نحن الجماهير العربية وتهدف لبناء رأينا العام أو تضليله إتجاه القضايا التي تتناولها وتركز عليها … وهنا لابد لأية قناة أن تأخذ بإعتبارها حاجات جمهورها المستهدف وإشباع رغباته في الوصول إلى المعلومات الصادقة غير المضللة عبر موادها التي تصل إليهم بكل صدق وحيادية .
ثالثا ـ نغضب من الجزيرة لمخالفتها وعدم إلتزامها بقرارات هيئات المقاطعة العربية لسلطات الإحتلال الصهيوني كحركة (BDS)، وجامعة الدول العربية والاتحاد العام للصحفيين العرب وكافة المنظمات الإعلامية العربية الداعية إلى عزل النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وسياسياً و اقتصادياً بما فيها مقاطعة كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تهدف إلى التسلل إلى أجهزة الاعلام في الدول العربية وتصفية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومقاطعة المتحدثين الإسرائيليين بمنعهم من الظهور على شاشتها ذات الجماهيرية .
وفي هذا الإطار نجد الجزيرة وغيرها من القنوات الإصطفافية العربية وبحجة تقديم الرأي والرأي الآخر تستضيف في كل برامجها ونشراتها شخصيات إسرائيلية متمرسة في مخاطبة العقلية العربية للمشاركة في بحث كافة القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني بشكل يتيح للمتحدث الإسرائيلي بالتمادي وبث سمومه بكل صلف وإستخفاف بالرأي الآخر وتمكينه من الإنسحاب سريعا حتى لايتم دحض ما يذهب إليه ليبدو الأمر وكأنه نطق صدقا .
وبعد فإن ذلك الأمر ينسحب على كثير من القنوات الإصطفافية العربية التي لاتحترم عقل وثقافة وذكاء المشاهد العربي فتأخذ موقفا ضد هذه القضية وآخر مع تلك ، مهملة بيان الحقيقة ، وأسس الحيادية في تقديم موادها للمواطن العربي ، وتضرب عرض الحائط في التعامل مع توجهاته وأمانيه الوطنية وتتخذ من الكذب وإيراد أنصاف الحقائق والتضليل نهجا لسياساتها التحريرية .
من أجل هذا أضحت الصحافة الشعبية ووسائل التواصل الإجتماعي هي مرجع المواطن العربي ومنابره الموثوقة ، حيث ضاق ذرعا بتلك الوسائل ، التي ساهمت بصنع كل هذا الدمار في أقطار الوطن العربي ، الحالم بالأمن والأمان والحرية .